"حرب دينية".. لماذا يشعل "نتيناهو" الأوضاع مع فلسطين ولبنان؟

تشهد الأسابيع الأخيرة أوضاعا ساخنة على الساحة الفلسطينية، في ظل التصعيد المستمر من قبل قوات الاسرائيلين تجاه الشعب الفلسطيني، وسط لهجة متشددة ومتطرفة للغاية من قبل رئيس وزراء الاحتلال بنيمين نتنياهو.

وبدأت الأحداث فجر الأربعاء حين استقبل العالمين الإسلامي والعربي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك بالعنف والقوة وإجبار المعتكفين على إخلاء المسجد، وحولت القوات الاسرائيلية البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية بعد الهجوم عليها، ووضع قيود على حركة الفلسطينيين، في ظل لهجة نتنياهو التصعيدية.

أزمة داخلية تدفع رئيس وزراء الاحتلال للتصعيد

 

في هذا السياق، يقول القيادي بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو يعاني من أزمة داخلية يصعب حلها خاصة أن المعارضة قررت تنظيم مظاهرات كبيرة بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي ضد حكومته وخداعه في الإصلاحات القضائية، لذلك دفعت حكومة نتنياهوجيش الاحتلال الاسرائيلي إلى التصعيد ضد الفلسطينيين.

وأضاف "الرقب"، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أن اقتحام المسجد الأقصى فجر الأربعاء جاء بهذه البشاعة والإجرام عبارة عن محاولة من نتنياهو لفتح جبهات صدام داخل فلسطين وخارجها لكسب الوقت لترتيب بيته الداخلي وتخفيف الضغط عليه.

انقلاب إسرائيلي على الجهود المصرية والأردنية

ويرى القيادي الفتحاوي إن هذا السلوك من حكومة نتنياهو انقلاب على الجهود التي بذلتها مصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية لمنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان المبارك على أقل تقدير، لافتا إلى أنه تم عقد لقائين في العقبة وشرم الشيخ بمشاركة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي من أجل تحقيق هذه الأهداف.

وأشار إلى أن الحدث كان الاعتداء على المصلين فجر يوم الأربعاء الماضي و تدنيس المسجد الأقصى من قبل جنود الاحتلال واعتقال أكثر من 600 مصل وإخلاء المسجد بالقوة للسماح للمتطرفين اليهود دخول باحات المسجد الأقصى وإقامة صلوات تلموذية هناك ، بمثابة الشرارة التي يريد استغلالها نتنياهو لإشعال أحداث تحت السيطرة في المنطقة".

وقال "الرقب" إن الحدث لاقى استهجانا من قبل دول عربية ودولية وعلى رأسها مصر التي اعتبرت أن تصرفت الاحتلال يعتبر تنكر لمخرجات اللقاءات السابقة ويشعل المنطقة، وبدأ التحرك المصري والأردني والأمريكي لتهدأة الأوضاع ووقف التصعيد الإسرائيلي.

وقال القيادي الفلسطيني إنه تباعا أطلقت المقاومة من قطاع غزة عدة صواريخ محلية الصنع ومحدودة المدى والتأثير على مستوطنات غلاف قطاع غزة وبالمثل أطلقت عدة صواريخ محدودة المدى والتأثير من جنوب لبنان، وإن كان حزب الله نفى وقوفه خلف إطلاق هذه الصواريخ وادان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي انطلاق  صواريخ من الأراضي اللبنانية.

ونوه "الرقب" إلى أن ردود الأفعال اللبنانية جعلت الاحتلال يتهم فصائل فلسطينية بوقوفها خلف هذه الصواريخ، وهذا ما يسعى إليه "نتنياهو" لادارة أزمته الداخلية من خلال إدارة هادفة للتصعيد ضد قطاع غزة وجنوب لبنان.

وفقا للدكتور أمين الرقب، تم إصدار التوجيهات لجيش الاحتلال لتنفيذ عمليات قصف محدودة على قطاع غزة وجنوب لبنان دون وقوع ضحايا و لكن الهدف بالنسبة لنتنياهو هو تسخين الجبهتين دون الدخول في حرب شاملة ومفتوحة لأن الحرب قد تسقط حكومة نتنياهو وتزيد المعارضة لها لأن أي حرب لن تكون سهلة على جيش الاحتلال.

الكرة الآن في ملعب نتنياهو

ويرى "الرقب" أنه بعيدا عن الصواريخ التي لم تحدث أي ضرر لدى الاحتلال الإسرائيلي وكأنها فقط صواريخ كسب ماء الوجه، تحرك أصحاب التأثير الأقوى، أصحاب العمليات الفردية والاشتباك المباشر في الأغوار وتل ابيب وتم تنفيذ عمليتين منفردتين نصرة للأقصى قتل في عملية الأغوار إسرائيليين و في تل آبيب قتيل وعدد من الإصابات، وحدوث حالة من الإرباك لحكومة نتنياهو التي بدأت بإستدعاء الاحتياط .

وأكد أن الكرة الآن في ملعب حكومة نتنياهو، إما أن تختار مزيدا من التصعيد أو تثبيت الهدوء، قد تكون جولة القصف على قطاع غزة وجنوب لبنان توقفت ولكن في أي لحظة قد يعود القصف من جديد ، إضافة إلى أن الفصائل الفلسطينية وحتى الدول التي تتوسط لتحقيق الهدوء لا تستطيع منع أي عملية فردية قد ينفذها أي فدائي فلسطيني.

وفي ختام تصريحاته، أعرب عن توقعاته أن يستمر نتنياهو في تسخين عدة جبهات في القدس والضفة الغربية و قطاع غزة وجنوب لبنان للتهرب من أي التزام سياسي داخلي وإطالة أمد الترقب داخل دولة الاحتلال وحالة اللا حرب و اللا سلم بطبيعة الحال تخدم نتنياهو.

حرب مفتوحة من حكومة الاحتلال

 

ووصف الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ما يجري بـ"الحرب المفتوحة" من قبل ميليشيات الاحتلال الإسرائيلي ضد كل ما هو إسلامي وعربي وفلسطيني.

وقال "الهباش"، في تصريحات إعلامية إن ما يجري من قبل الاحتلال حرب دينية، وقد بدأت بالفعل، وتعمل إسرائيل على جر المنطقة إليها، معتبرا أن العالم يقف موقف المتفرج مكتفيا ببيانات لا قيمة له.