عبر مساعدات مالية وعسكرية... تورط حلفاء تركيا بالقرن الأفريقي بحرب لاسعانود

لا تزال رحى الحرب تدور حول مدينة لاسعانود في صوماليلاند بين ميليشيات قبلية في المدينة وحكومة صوماليلاند، مما يثبت تورط دول الجوار لصوماليلاند مثل حكومة مقديشو وولاية بونت لاند، ومن خلفها جهات إقليمية مثل تركيا وحلفائها في القرن الأفريقي.

تعد أحد أهم أسباب الحرب في لاسعانود هو النفط والنزاع حوله، وتعد تركيا أحد أهم الدول في الفترة الأخيرة التي حصلت على إمتيازات للتنقيب عن النفط في الصومال.

ويدعم هذا السبب ما ذكره ميشيل والاس أستاذ سياسة التنمية والاقتصاد بكلية البيئة بجامعة لندن، ومدير وحدة التخطيط التنموي بالجامعة، والمتخصص في القرن الأفريقي، في مقال له على منصة "المحادثة"، أن من أهم مناطق النفط  بصوماليلاند هو وادي نوجال الذي يمر بمنطقة سول، وكانت تستكشف فيه شركة "جينيل إنيرجي" التي توقفت عن عملها عام 2013 بسبب مخاوف أمنية، وأعطى إقليم بونتلاند شركة أفريكا أويل حقوق تتداخل مع تلك التي أصدرتها أرض الصومال للتنقيب في وادي نوجال بنفس الفترة وتوقف عملها بعد تقرير للأمم المتحدة عام 2014 يفيد بأن التنقيب عن الهيدروكربونات يهدد بإشعال الصراع العنيف بالمنطقة.

كشف عبد الرازق سليمان الناشط السياسي الصوماليلاندي، أن تركيا نشطة في مقديشو، وتسيطر على المطار الدولي، والميناء، وهناك بعض المستشفيات، والمدارس التركية ويتحكم بها الجيش التركي، كما ان هناك اكبر قاعدة عسكرية تركية خارج تركيا في مقديشو، حيث يقوم الجيش التركي بتدريب الجيش الصومالي.

وأكد سليمان في تصريح لوكالة فرات للانباء، أن القوات التي دربتها تركيا متورطة في حرب لاسعانود، كما توجد قوات اخرى تم تدريبها من قبل الولايات المتحدة الاميركية متورطة في حرب لاسعانود، وهناك ضابط كبير قتل في حرب لاسعانود، وعلقت على ذلك الولايات المتحدة الامريكية.

وأضاف، أن الحكومة الفيدرالية بررت اشتراك تلك القوات بأنها قد تصرفت من تلقاء نفسها، ولم تات الى لاسعانود باسم الجيش الصومالي، وللتغطية على المشاركة قام قائد الجيش الصومالي بمعاقبة القوات بفصلهم من الجيش، ولا يستطيعون العودة الى مقديشو.

وتطرق سليمان، لدور فرماجو في الحرب في لاسعانود مشيرًا لوجود اتفاقات بين فرماجو، وتركيا تحت الدولة اهما النفط، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقيات تمت بين فرماجو وأبي أحمد وأسياس أفورقي بخصوص موانئ الصومال عامة، حيث اتفق فرماجو معهم بمنحهم اربعة موانئ مقابل مساعدتهم في غزو صوماليلاند، وذلك قبل خسارة فرماجو في الإنتخابات.

بينما كشفت مريم روبلية، السياسية الصوماليلاندية المستقلة، أن الرئيس الصومالي السابق عبد الله فرماجو، أحد أبرز حلفاء تركيا في الصومال يعد أبرز ممول للحرب في لاسعانود، والحرب من تخطيطه، وكان متوقع أن يعود ويبدأ الحرب، ويعلن ولاية صومالية جديدة، ولكن ما أوقف هذا السيناريو هو خسارته للانتخابات الذي لم يعمل حسابها، وهو بمساعدته في الحرب الحالية يعزز مواقعه السياسية لأي إنتخابات قادمة.

وأكدت روبلية في تصريح خاص لوكالة فرات للانباء، أن فرماجو أختلس من ما يوصل الي ٨٠٠ مليون دولار من صومال، كما أوضح الرئيس الذي استلم منه الحكم حسن الشيخ محمود آن خزانة البلاد كانت خالية، بجانب تم جمع تبرعات له من مؤيديه، موضحة أن تلك الأموال تساعد حاليًا في إرسال السلاح للقوات المتحاربة بالمدينة.

بينما كشف جمادا سوتي السياسي الإثيوبي ورئيس إذاعة مستقبل أوروميا، تورط إثيوبيا الحليف التركي الآخر والإقليم الصومالي في إثيوبيا في الحرب في لاسعانود، حيث أرسل رئيس الإقليم مصطفى عبدي قوة من الجيش الإقليمي للولاية للمدينة، بحكم الارتباطات القبلية بين قبيلة دارو والإقليم الصومالي.

وأكد سوتي في تصريح خاص لوكالة فرات للانباء، أن مشاركة قوات الإقليم جاءت بتنسيق مع حكومة بونت لاند ورئيس الوزراء الصومالي، وبناء على ذلك تقدمت حكومة صوماليلاند بشكوى رسمية إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.