وفي العاصمة بغداد التقت بيربوك نظيرها العراقي فؤاد حسين، وبعدها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأجرت محادثات معهما تعهدت خلالها بأن تواصل ألمانيا العمل من أجل مستقبل سلميّ للعراق.

وقالت بيربوك لدى وصولها إلى بغداد، إن العراق يظل عاملاً رئيسياً لاستقرار المنطقة، محذرةً من أنه «إذا أدى إرهاب جديد أو النفوذ الإيراني أو تدمير أسس الحياة بسبب أزمة المياه إلى أعمال عنف وانقسام سياسي هنا مرة أخرى، فإن العواقب ستضرب دول الجوار بشكل كبير»، حسب وكالة الأنباء الألمانية. في المقابل، أكدت أنه إذا نجح العراق في تحقيق الاستقرار والتنمية في الديمقراطية والتنوع على المدى الطويل، فقد يصبح نموذجاً يُحتذى به في المنطقة. وذكرت بيربوك أن ألمانيا دعمت لذلك العراق منذ عام 2014 بأكثر من 4.‏3 مليار يورو في المجال المدني وحده، مضيفةً أن بلادها تواصل بالتعاون مع العراق والشركاء الدوليين الضغط في ملاحقة ميليشيات «داعش» الإرهابية، مشيرةً إلى أنها تعتزم لقاء جنود ألمان لتكوين فكرة عن مهمة القوات الألمانية في العراق.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يقوم بتدريب قوات الأمن الكردية في أربيل للقتال ضد «داعش». ومركز مهمة التدريب الألمانية هو «كامب ستيفان» متعدد الجنسيات الذي يديره الجيش الألماني.

وكان مقرراً أن تتوجه بيربوك مساء أمس، إلى أربيل، حيث تلتقي رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، غداً. ومن المخطط أيضاً أن تعقد اجتماعاً مع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني. كما يتضمن البرنامج زيارة إلى مخيم للنازحين الذين طردهم تنظيم «داعش» من ديارهم منذ عام 2014 وتعتزم معرفة المزيد عن جرائم «داعش» في أحد مراكز التوثيق، قبل أن تعود إلى برلين (الجمعة).

وأعادت بيربوك للأذهان كيف أن ميليشيات «داعش» الإرهابية في شمال العراق قتلت أمام أعين العالم آلاف الرجال والفتيان واختطفت واستعبدت النساء والأطفال، وقالت: «لأن المجتمع الدولي لم يمنع هذه الإبادة الجماعية، فإننا نتحمل مقداراً أكبر من المسؤولية عن التحقيق في هذه الجرائم وأن يعيش الناجون العدالة»، موضحةً أنها لذلك ستتحدث إلى لجنة التحقيق المختصة التابعة للأمم المتحدة، وستتفقد مشاريع إعادة الإعمار وستتعرف على أوضاع الأشخاص النازحين داخلياً، وقالت: «من واجبنا ومسؤوليتنا عدم ترك الناجين وحدهم». وأعلنت الوزيرة أنها تعتزم التحدث خلال زيارتها بغداد وأربيل عن إشكالية دور إيران الإقليمي والهجمات التركية والإيرانية على الأراضي العراقية، مضيفةً أنها ستعمل على تعزيز المكافحة المشتركة ضد عواقب أزمة المناخ، «حتى لا ينظر المواطنون في بلاد الرافدين إلى تاريخ يرجع لآلاف السنين فحسب، بل ليتطلعوا أيضاً إلى المستقبل بتفاؤل».