شدد الحوثيين في اليمن خلال الهدنة التي أعلنوها والتي ستمتد لمدة ثلاثة أيام، على استعدادهم لتحويل "وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات" من اليمن، ويأتي ذلك غداة تنفيذهم 16 هجوماً في أرجاء المملكة الجارة، بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة.
قال الحوثيون السبت إنهم سيوقفون "ضرباتهم" على السعودية و"المواجهات" في اليمن "لثلاثة أيام"، غداة سلسلة هجمات استهدفت المملكة المجاورة للبلد الفقير الذي يشهد نزاعا منذ أكثر من سبعة أعوام.
ونشر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر موقع تويتر "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم".
وتابع "نعلن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام ومستعدون لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من أراضينا ومياهنا ووقف دعم ميليشياتها المحلية في بلادنا".
وتأتي مبادرة الحوثيين غداة شنهم 16 هجوماً في أرجاء السعودية بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، عشية الذكرى السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة الحوثيين.
وتجدر الإشارة أنه في وقت سابق السبت، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى أن الحوثيين قدموا مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة عبر وسطاء، فيما لفت المسؤول أن الرياض لن تعلن موقفها من المبادرة حتى إعلانها رسمياً.
وقال المتحدث الحوثي: "على النظام السعودي إثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية ... وذلك بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية من بلادنا".
مضيفاً: "وعندها يحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في أجواء هادئة بعيداً عن أي ضغط عسكري أو انساني".
ويذكر أن الحوثيين رفضوا منتصف آذار، مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 آذار و7 نيسان في الرياض بسبب إجرائها "في دول العدوان" في إشارة للسعودية. كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً ضد الحوثيين منذ منتصف 2014.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف الأمم المتحدة.