ونشرت المنظمة المدافعة عن حقوق الصحفيين وثائق مسربة تفضح نظام العدالة في إيران-الخميني، وملاحقة الدولة الإيرانية للصحفيين وانتهاكاتها لحرية الرأي والتعبير، وجاء في تقرير خاص لمراسلون بلا حدود، بمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية، بعنوان "40 عاما من أكاذيب الدولة.."، إن الوثائق السرية عن الفترة الممتدة من 1979 إلى 2009، سرّبها أشخاص تزامنا مع إحياء طهران الذكرى الـ40 لقيام نظام "الجمهورية الإسلامية" هذا الأسبوع.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إنها تلقت وثائق مسربة تتضمن 1.7 مليون سجل يحتوي على تفاصيل إجراءات قضائية اتخذت بحق مجموعة كبيرة من المواطنين بينهم أشخاص من الأقليات ومعارضون للحكومة وصحفيون، كان مصيرهم الاعدام أو السجن لكشف جرائم نظام الملالي في إيران.
وكشف كريستوف ديلوار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود إن المنظمة قضت شهورا في التحقق من السجلات بمقارنتها مع الحالات التي وثقتها والحالات التي وثقتها منظمات أخرى غير حكومية، فضلا عن مطابة أسماء الصحفيين والمواطنين الصحفيين، وتوصلت إلى أن الدولة استهدفت مئات الصحفيين، خلال 3 عقود أي خلال الفترة من 1979 إلى العام 2009، لافتا إلى أن مراسلون بلا حدود سوف تحيل الملف إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أملاً في اتخاذ مزيد من الخطوات لمحاسبة إيران.
وأعتبر ديلوار أن الوثائق تكشف ليس فقط كذب النظام الإيراني ولكن ايضا مكائده ومؤامراته ضد المعارضين.
وشاركت الحقوقية والمحامية الإيرانية المعارضة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، في مؤتمر صحفي أقيم في باريس، للإعلان عن الوثائق المسربة التي توثق جرائم النظام الإيراني.
ومن بين الصحفيين الذين اعدموا سيمون فرزامي، الذي يحمل الجنسيتين السويسرية والإيرانية، وكان مدير مكتب وكالة الصحافة الفرنسية حينما اعتقلته السلطات عام 1980، كما كشفت الوثائق وجود 218 امرأة بين الصحفيين الذين كشفت عنهم الوثائق، وتظهر الوثائق قيام السلطات الايرانية باحتجاز 61900 سجين سياسي منذ الثمانينيات، بينهم أكثر من 500 في سن المراهقة. وقدمت الوثائق المسربة أدلة على مذبحة مزعومة حدثت عام 1988، وأُعدم فيها نحو 4000 سجينا سياسيا بأوامر من قائد الثورة الإيرانية الخميني.
وقال التقرير المنشور باللغة الإنجليزية على موقع المنظمة أنه تأكد من خلال الوثائق والبحث والتحقيق فيها، تأكد من قيام النظام بإعدام "ما لا يقل عن أربعة صحفيين محترفين.. ويؤكد الملف للمرة الأولى أن فرزامي قد تم اعتقاله بالفعل.. وكان فرزامي سويسرياً إيرانياً من أصل يهودي، وكان رئيس مكتب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" في طهران ورئيس تحرير صحيفة Le Journal de Téhéran ، وهي صحيفة تصدر باللغة الفرنسية. اعتقل في مايو / أيار 1980 واتُهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وتم إعدامه بعد ستة أشهر في سجن إيفين، وعمره 70 عاماً. كما قام النظام بإعدام العشرات من سجناء الرأي الآخرين، بمن فيهم المدونون والنشطاء السياسيون".