المواطنة سميرة حاجي البالغة من العمر 46 سنة إحدى النساء اللواتي لم تتركن كوباني، شاركت في المقاومة وبقيت فيها مدة 4 أشهر ونصف، عملت ما بوسعها لتحقيق النصر، ومثلت نموذج العائلة الوطنية بانخراط 5من أفراد عائلتها إحداهن فقدت حياتها والبقية يواصلون نضال الكرامة في ثورة الحرية والحياة.
سميرة حاجي تزوجت من المواطن عزيز بركل من أهالي كوباني وهي في 15 من عمرها نتيجة العادات والتقاليد البالية التي يفرضها النظام الذكوري على المرأة ولم تذهب إلى المدرسة لتلك الأسباب، وهي تسكن في حي كانيا كردان الآن. وأنجبت منه 8 أطفال 3 أولاد و5 بنات.
تعرفت سميرة على نضال حركة التحرر الكردستانية في عام 2000 عن طريق زوجة شقيقها يازي علو والتي كانت على علاقة كبيرة مع كوادر الحركة .
بعد ذلك بدأت سميرة حضور الاجتماعات التي كانت تعقدها كوادر الحركة في حي كانيا كردان بشكل سري دون علم من زوجها في ذلك الوقت. ورويداً رويداً بدأت التعرف على فكر قائد الشعب الكردي، نضاله وفلسفته. وعرفت بروحها الوطنية في المجتمع.
وبعد سنة من نضالها ضمن الحركة بدون علم من زوجها تمكنت أخيراً من إقناع أهلها وعائلتها وتعريفهم بحقيقة الحركة. وبذلك فتحت باب بيتها أمام كوادر حركة التحرر الكردستانية في عام 2001.
منذ ذلك الحين انخرطت سميرة في العمل التنظيمي ضمن حركة الحرية مع عدد من النساء من جيرانها وزوجة شقيقها. وقامت بجمع التبرعات من الأهالي في حيها ومتابعة نشاطاتها التنظيمية بين النساء والأهالي ولعبت دوراً فعالاً وبارزاً في الحي.
بالإضافة ذلك كانت تقوم بتوزيع بيانات ومنشورات الحركة بين الأهالي بهدف توعيتهم، بشكل سري نتيجة سياسات وممارسات النظام البعثي في ذلك الوقت لأن النشاط التنظيمي كان صعباً في ذلك الوقت جداً. إلا أن ممارسات النظام البعثي لم تثنيها عن متابعة نشاطاتها أو التوقف عن عملها.
ومع انطلاقة ربيع الشعوب في المنطقة وتحقيق ثورة 19 تموز في 2012 في مقاطعة كوباني وتمكن الشعب من استعادة جميع المؤسسات الخدمية والمدنية في المدينة انخرطت المواطنة سميرة في النشاط التنظيمي والاجتماعي بشكل أكبر هذه المرة وأخذت مكانها ضمن النشاطات والفعاليات التنظيمية من تشكيل مجالس الشعب وكومينات النساء وانتخبت كرئيسة مشتركة لمجلس الشعب في حي كانيا كردان بالمدينة.
وانضمت سميرة في عام 2012 لدورتين تدريبيتين إحداها في أكاديمية الشهيدة شيلان التابعة لتنظيم اتحاد ستار في المقاطعة والتي استمرت 15 يوماً والأخرى كانت قد نظمت من قبل حركة المجتمع الديمقراطي واستمرت مدة أسبوع.
وبتعرف سميرة على نضال حركة الحرية، تعرف جميع أفراد عائلتها على النضال وتأثروا بها. ومع تشكيل وحدات حماية الشعب في روج آفا في أولى أيامها في عام 2012 انضم كل من زوجها عزيز بركل البالغ من العمر 50 سنة وولدها عكيد بركل ، إلى صفوف وحدات حماية الشعب. ولدها عكيد الذي كان عضواً في فرقة بوطان التابعة لمركز باقي خدو للثقافة والفن قبل الانضمام إلى وحدات الحماية مارس النشاط الثقافي لعدة سنوات. ويواصل نضاله الآن في مقاطعة كوباني.
وبعد انضمام ولدها عكيد إلى صفوف وحدات حماية الشعب تأثرت شقيقته أحلام ، وهي أيضاً انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة في عام 2013 وواصلت نضالها في جبهات القتال في مقاطعة كوباني. ومع بدء الهجمات على مقاطعة كوباني في شهر تموز من عام 2014، شاركت أحلام والتي سميت اسمها جين فيما بعد عندما انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة في المقاومة والتصدي لهجمات المرتزقة، وفقدت حياتها بعد أن أبدت مقاومة عظيمة في مواجهة المرتزقة بتاريخ 2 ـ 7 ـ 2014 في قرية زور المغار الواقعة حوالي 30 كم غربي مقاطعة كوباني والواقعة على ضفاف نهر الفرات مع 13 من رفاقها ورفيقاتها.
وبعد فقدان ابنة سميرة أحلام لحياتها قرر ولدها أحمد بكر حمل سلاح شقيقته والسير على دربها بذلك انضم إلى صفوف وحدات حماية الشعب هو أيضاً من بعدها في عام 2014 وأطلق على نفسه اسم هارون. وهو الآن يواصل نضاله بين وحدات حماية الشعب في منطقة تل أبيض/كري سبي. أما ابنتها آلجين والتي أطلقت على نفسها اسم آماركي فقد انضمت إلى قوات الاسايش في مقاطعة كوباني في عام 2014 وهي الآن أيضاً تواصل عملها في قوات الاسايش.
وبعد هجمات مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني بتاريخ 15ـ 9ـ 2014 وقصف المرتزقة لمركز مدينة كوباني اضطر الأهالي للنزوح من مدينتهم والتوجه إلى باكور كردستان والبقاء هناك حتى تحرير مدينتهم.
إلا أن المواطنة سميرة حاجي لم تترك ديارها بل بقيت مع وحدات حماية الشعب مع ثلاث من النساء الأعضاء في تنظيم اتحاد ستار في كوباني ووقفت إلى جانب وحدات الحماية الشعب في مقاومتهم التاريخية.
سميرة واصلت نضالها ضمن مقاومة كوباني ولم تتخل عن رفاقها وعاشت 4 شهر ونصف في المقاومة بعد أن انضم 5 من أفراد عائلتها للحركة.
المواطنة سميرة ورفيقتها الثلاث سارة خليل 38 سنة، عدلة بكر 44 سنة، وداليا عمر 28سنة. لم يتخلوا عن تراب الوطن ولم يتركوا وحدات الحماية لوحدهم.
في بداية المقاومة قامت سميرة ورفيقاتها الثلاثة بإعداد الطعام لوحدات حماية الشعب في جبهات القتال.
لكن بعد تقدم مرتزقة داعش في بعض جبهات القتال اضطرت سميرة ورفيقاتها بالتوجه إلى باكور كردستان والاستقرار في مدينة برسوس وذلك بناء على اقتراح من الإداريين في مقاطعة كوباني
وبعد أسبوع من البقاء في برسوس لم تستطيع سميرة البقاء خارج كوباني وأولادها وزوجها في المقاومة. اتفقت مع رفيقاتها الثلاث وعادوا مرة أخرى إلى كوباني ليشاركن في المقاومة إلى جانب أولادهم ورفاقهم.
وبعد العودة ، كلفت الرفاق سميرة بإدارة أمور الجرحى والاعتناء بهم.
كما كانت تقوم في ذلك الوقت بتنظيم الأهالي الذين كانوا قد نزحوا من قراهم نتيجة هجمات مرتزقة داعش عليهم، واستقروا في قرية تل شعير الحدودية وذلك بعقد الاجتماعات لهم وتقديم المساعدات من المواد الإغاثية وغيرها من المستلزمات اليومية التي كانوا يستلمونها من المنظمات الإغاثية في باكور كردستان. ولم تتوقف لحظة واحدة عن عملها التنظيمي في خدمة شعبها وتراب وطنها.
سميرة كانت تزور وحدات حماية الشعب والمرأة في جبهات القتال للاطئمنان على أوضاعهم.
نعم سميرة بقيت أربعة أشهر ونصف في المقاومة بدون التوقف عن العمل والنضال لحظة واحدة. ولم تترك خندقها الذي كانت تحميه طوال فترة بقائها في المقاومة إلى جانب رفاقها ورفيقاتها وكانت الشاهدة على المقاومة التاريخية التي أبداها مقاومو الحرية والحياة الكريمة، المقاومة التي سطرها أبناء وطن الشمس والنار. ولم ترى منزلها إلا بعد تحرير المدينة بشكل كامل من المرتزقة داعش، من قبل وحدات حماية الشعب وعودة الأهالي إلى المقاطعة بتاريخ 23 ـ 3ـ 2015 .
وبتاريخ 25 ـ 3ـ 2015 عاد أفراد عائلتها إلى منزلهم وحينها اجتمعت ولأول مرة مع أفراد عائلتها في منزلها بمدينة كوباني بعد مدة 4 أشهر ونصف لمقاومة كوباني. ومازالت سميرة تواصل نضالها الوطني وهي الآن تتلقى التدريب في الدورة التدريبية الأولى التي افتتحتها أكاديمية ستار في 18 ـ 10 2015 بمقاطعة كوباني بعد أن توقفت عن العمل نتيجة هجمات مرتزقة داعش.
وقالت سميرة أحمد أن “العامل الذي دفعها للبقاء في كوباني هو أن جميع أفراد عائلتها كانت في المقاومة وخاصة ابنتها جين التي فقدت حياتها على تراب كوباني وامتزجت دمائها بتراب الوطن. مؤكدة “أنها لم تقدر أن تترك كوباني والمقاومة التي يبديها أبطالها الأشاوس في وجه غزاة الإنسانية. وقالت” كان في داخلي إحساس دائماً بأن مقاتلات ومقاتلي الحرية سيقومون بتحرير كوباني من المرتزقة والكل سيعود إلى دياره وستزدهر الورود مرة أخرى في حدائق الأمل التي زرعها مناضلو الحرية لذا بقيت في المقاومة وعشتها بساعاتها وثوانيها حتى النهاية”.
...
...