"القائد أوجلان أخذ بيد المرأة إلى طريق الحرية"

يحيي العالم في يوم 25 تشرين الثاني من كل عام، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي مناسبة لا تمر إلا وتدعونا للتوقف عند تجربة الكرد ورؤية القائد عبد الله أوجلان لمكان وقيمة المرأة.

في هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، السيدة دلشا عثمان، منسقة العلاقات الدبلوماسية لتنظيم مؤتمر ستار في أوروبا، والتي قالت إن هذا اليوم يذكر بنضال كافة النساء المناضلات من أجل الحرية، لافتة الانتباه إلى أن المرأة لا تزال تواجه كافة أشكال العنف.

وأشادت دلشا عثمان برؤية القائد عبد الله أوجلان لقيمة ومكانة المرأة، لا سيما رؤيته بأن الحياة لن تكون حرة بدون حرية المرأة، وأن الحياة والثورة بدون إرادة المرأة ستكون خاطئة وزائفة، منوهة كذلك إلى أن العنف ضد المرأة في كل مكان كان سبباً في انتشار ثورة "المرأة، الحياة، الحرية".

وكان نص الحوار كالآتي:

*ما الذي يمكن قوله في ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة؟

- إننا نستقبل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، باستذكار نضال كافة النساء المناضلات من أجل الحرية في شخص الأخوات ميرابال اللاتي عبرن عن تصميمهن على عيش حياة حرة ضد نظام تروخيلو الفاشي .وهنا أؤكد أن تناول وتقييم ظاهرة العنف ضد المرأة وربطها بالعنف الجسدي فقط سيكون تحجيماً لهذه الظاهرة وغير واف إلى حد ما، بل يجب النظر إليه على أنه عنف إيديولوجي ممهنج، إذ لا يمكن اعتبار العنف الممارس ضد النساء على أنه مجرد حادثة، فالنساء تواجهن العنف أينما كن، بغض النظر عن البلد الذي يتواجدن فيه أو القوانين التي تحكم تلك البلاد.

*ما أبرز أشكال العنف التي تواجهها المرأة حسب رؤيتك؟

- إن المرأة تواجه العنف الاجتماعي بكل أشكاله بدءاً من الضرب والتحرش اللفظي والجسدي والاغتصاب وقد يصل العنف أحيانا إلى درجة القتل وبالإضافة إلى العنف الاقتصادي والسياسي والثقافي والفني وما إلى ذلك، أيضاً هناك مشكلة التفاوت في الأجور بين الكثير من النساء العاملات والرجال حتى في البلدان المتطورة، حيث النساء لا تحصلن على الأجر المناسب لجهدهن مقارنة بنفس العمل الذي يقوم به الرجل بالإضافة الى حرمانها من هذا الحق في الكثير من الأحيان.

* برأيك، كيف انعكست حروب الشرق الأوسط على وضع المرأة؟

- الحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط اليوم، تسرد لنا مئات بل ربما آلاف الروايات المؤلمة لتنامي ظاهرة العنف وبشكل خاص الموجه منه ضد المرأة، فالنساء هن المستهدف الأول والذي يتحمل نتائج صراع الأنظمة السلطوية الذكورية ويُنظر إليهن على أنهن غنائم حرب، يتعرضن للتحرش والاغتصاب، ويتم بيعهن في الأسواق، وهذا التاريخ ليس بعيداً عنا، ما زلنا نعيشه بشكل يومي في هذه السنوات بل وربما في هذه اللحظات في مكان ما في هذا العالم.

*انتشار العنف ضد المرأة كيف ارتبط بثورة "المرأة، الحياة، الحرية"؟

-  قضية حرية المرأة والقضاء على كافة أشكال العنف هي قضية موجودة في كل مكان من الجغرافيا التي نعيش عليها، لذلك نرى أن أحد أسباب تبني كل شعوب العالم ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" على المستوى العالمي ومقاومة المرأة التي انتشرت اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم هي أنها كانت ضربة قاضية على نهج النظام الفاشي الذي شرعن للسلطة الذكورية ثقافة قتل المرأة ومحاولات استعبادها، لكن المرأة بدورها كسرت هذه الحدود، وقضت على كل حدود التمييز الجنسي، والقومية العنصرية والتعصب، وخلقت نموذج ثورة المجتمع بقيادة المرأة.

*ما مدى إمكانية تغيير واقع العنف ضد المرأة؟

- إن الوصول الى قناعة أن العنف ليس قدراً للنساء وأنه واقع بالإمكان تغييره هو الخطوة الرئيسية في القضاء على هذه الظاهرة التي باتت وباءً مستشرياً في المجتمعات بشكل عام والشرق أوسطية بشكل خاص. وما يلي ذلك من خطوات فيكون بالوعي لحقيقة المرأة والتعرف على تاريخها الطبيعي والحر الذي تمت محاولات جمة لطمسه وإخفائه لخمسة آلاف عام وتنظيم المرأة لنفسها وتعزيز دفاعها الذاتي، وتلك هي الطريقة الوحيدة والمثلى للتغلب على السياسات المعادية للمرأة والتي تنتهجها القوى والأنظمة الذكورية السلطوية التي تنظم نفسها بطرق مختلفة مع محاولة الانتشار في كل مكان.

*بهذه المناسبة، ماذا عن موقع المرأة في أفكار القائد عبد الله أوجلان؟

- في الوقت الراهن إذا كان من الممكن أن نتحدث عن شخصية فتحت المجال أمام المرأة وأخذت بيدها إلى طريق الحرية فبالتأكيد سنشير إلى القائد والمفكر السياسي السيد عبدالله أوجلان المعتقل منذ ما يقارب الربع قرن في سجن إمرالي في عزلة مشددة، حيث كانت أفكاره وفلسفته المرشد للشعوب والمجتمعات إلى درب الحرية، ولعل من أكثر المواضيع التي حظيت باهتمامه وكرس نضاله لأجلها هي حرية المرأة، حيث ربط تحرر المجتمعات بمدى تحرر المرأة فيها، وبأنه لا حياة بدون المرأة لكن المرأة الحرة فقط، واعتبر أن واقع المرأة في أي مجتمع هو مرآة حقيقية تعكس حقيقة ذلك المجتمع واتجاهاته في الحياة ونمط تفكيره ومستوى تطوره الحضاري.

*ما الرؤية التي انطلق منها القائد عبد الله أوجلان في نظرته هذه لمكانة وقيمة المرأة؟

- القائد أوجلان توجه في مسيرته النضالية نحو تحقيق حرية المرأة من رؤيته بأن الحياة لن تكون حرة بدون حرية المرأة، وأن الحياة والثورة بدون إرادة المرأة ستكون خاطئة وزائفة، من هنا بدأ رحلة جديدة نحو حياة حرة مع المرأة الحرة وبالمقابل توجهت النساء أيضاً نحو فلسفته وتحلقن حول أفكاره التي رأين فيها الضمان للحرية، ومن هذا المكان خلق النضال النسائي الحر الفريد والتاريخي وإحياء حقيقة المرأة الحرة، حيث جعل المرأة العنصر الأساسي للحياة المتساوية والحرة.