أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في حيي الشيخ مقصود والاشرفية فهيمة حمو والتي بدأت حديثها بالقول "بأن المرأة لها تاريخ عريق في المقاومة في حي الشيخ مقصود ، فلقد بدأت المرأة في بداية الثورة السورية بنضالها ومقاومتها ضد جميع السياسات التي كانت تستهدف المرأة بشكل خاص ففي عام 2011 عندما بدأت الثورة في سوريا كان هناك أسس لتنظيم المرأة بفكر التحرر للمرأة الكردستانية وعلى هذا الأساس بدأ تنظيم النساء على شكل مجموعات صغيرة فيما في ذلك الوقت كانوا يستهدفون المرأة التي كانت تأخذ مكاناً في هذا التنظيم وهذا الفكر وكانت شهادة الرفيقة كوله سلمو من النساء الأوائل في حي الشيخ مقصود وعلى إثر استشهادها انتفضت جميع النساء وبدأوا بتنظيم أنفسهم عبر دار المرأة حيث أسست المرأة داراً للتوعية والتدريب وبدأت بتنظيم كافة النساء.

شهادة الرفيقة آرين ميركان عززت إصرار المرأة في متابعة طريق الحرية

وتابعت فهيمة في حديثها بالقول "ففي ذلك الوقت المرأة لم تستطع ان تفهم ذاتها وما هو جوهرها فكان هناك البعض من النساء اللواتي يعدنا على الأصابع يقومن بحملة من الزيارات من أجل التوعية بين المجتمع وبعدها ومن خلال تلك الزيارات والتدريبات التي تلقتها المرأة استطاعت المرأة أن تقوم بتشكيل اللجان والمجالس والكومينات في الحي وجميع النساء تأثرت بهذا الفكر ففي ذلك الوقت كان عددنا لا يصل إلى عشرة أو خمسة عشرة امرأة فنرى الآن الآلاف من النساء يتوافدون إلى دار المرأة ويتوافدون إلى مؤتمر ستار، فجميع هذا الوصال لم يأتي عبث لقد أتى بعد نضال المرأة وفكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان على مدى 45 عاماً حيث أخذت المرأة مكانها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ففي ثورة روج افا والتي سميت بثورة المرأة لأن المرأة كانت الريادية والقيادية في جميع المجالات وخاصة المرأة التي تحدت أكبر فكر متطرف وهو تنظيم داعش الإرهابي واستطاعت أن تغير مجرى السياسي والعسكري بشكل تام، كما إن شهادة الرفيقة آرين ميركان عززت إصرار المرأة وعزيمتها في متابعة طريق الحرية ومتابعة تنظيم كافة النساء.

المرأة العربية هزمت وكسرت جميع القيود واستطاعت ان تنخرط ضمن هذا التنظيم 

وأكملت فهيمة حديثها قائلة: "أن نضال هذا الفكر لم يقتصر فقط على المرأة الكردية فالمرأة العربية أخذت مكانها في هذا التنظيم وفي هذا الفكر التحرري والتي بدأت بالبحث عن ذاتها و تحرير نفسها، لأن المرأة العربية هي مقيدة أكثر من النساء الأخريات نظراً لحكم العادات والتقاليد والقوانين العشائرية التي تفرض على المرأة وأثر الدين، لكنها هزمت وكسرت جميع هذه القيود واستطاعت أن تنخرط ضمن هذا التنظيم، فالمرأة العربية في حي الشيخ مقصود كانت بجانب المرأة الكردية في مواجهة هجمات المرتزقة الذين جندوا من قبل الدولة التركية، كما رأينا كيف كانت المرأة العربية بجانب المرأة الكردية في جميع المجالات فالمرأة كانت هي الأولى في تأسيس جميع المؤسسات.

عندما تدركون حقيقة القضايا الأربعة المرأة، المجتمع، الأمة، الوطن حينها تدركون ما هو معنى الحرية

وأنهت عضوة منسقية مؤتمر ستار لحيي الشيخ مقصود والأشرفية فهيمة حمو حديثها بالقول: "فنحن في هذا الشهر نصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ولكن دورنا كنساء مؤتمر ستار عملنا لا يقتصر فقط على يوم واحد وشهر واحد فعلينا خوض النضال والمقاومة في كافة الأيام لأن المرأة هي أساس المجتمع فإذا مورس العنف بحق المرأة حينها يتعرض المجتمع بأكمله للعنف، لأن المرأة تفتقد مكانتها ودورها الأساسي في التعرف على جوهرها بسبب الذهنية المفروضة عليها وعلى المجتمع، وعلى هذا الاساس قمنا بتنظيم العديد من الفعاليات من خلال مسيرات، اجتماعات و محاضرات يتضمن محورها "ما هو العنف ضد المرأة و ما هو الدور الأساسي للمرأة في المجتمع"، كما هناك تدريبات للرجال لتغير الذهنية الذكورية فهذه الأمور جميعها تؤدي إلى خطوات إيجابية وجادة للمرأة نحو التحرر لأن القائد يقول عندما تحللون وتدركون حقيقة القضايا الأربعة وهي المرأة، المجتمع، الأمة، الوطن حينها تدركون ما هو معنى الحرية لذلك، أيضاً نقول ناضلنا  وقاومنا كثيراً وعلينا تغيير الذهنية المجتمعية بشكل عام ولكن لا نستطيع تغير هذه الذهنية بفترة وجيزة لأنها متجذرة من سنوات طويلة ولكن نحن سنخوض هذا النضال وسنستمر بالمقاومة حتى الوصول إلى تكوين العائلة الديمقراطية ومن ثم المؤسسات والمجتمع عبر مفهوم الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية التي أساسها الرئاسة المشتركة المرأة والرجل معاً.