وانتهت مناقشات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حول الانتهاكات التركية للسيادة القبرصية وعرضت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني المقدمة المتعلقة بذلك ثم أعطت الكلمة لوزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس، الذي قام بعرض الموقف، حسبما ذكرت وكالة الانباء القبرصية.
وذكرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني صباح اليوم قبيل انعقاد مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي الذي بدأ في بروكسل، أنها أجرت اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو يتعلق بالأنشطة التركية غير القانونية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن تركيا ستواصل التنقيب عن الغاز في المياه قبالة ساحل قبرص إذا لم تقبل حكومة القبارصة اليونانيين المعترف بها دولياً مقترحاً للتعاون تقدم به القبارصة الأتراك.
الاتحاد الأوروبي يقف بجانب قبرص
وقال وزيري خارجية ألمانيا والنمسا إن الاتحاد الأوروبي سيقرر اليوم الاثنين معاقبة تركيا رمزيا التنقيب "غير القانوني" عن النفط والغاز قبالة قبرص، مع التهديد بفرض عقوبات أشد في المستقبل ما لم تغير أنقرة موقفها.
ومن المقرر أن يوافق وزراء الخارجية في اجتماع في بروكسل يوم الاثنين على قرار للحد من الاتصالات الدبلوماسية والتمويل لأنقرة، انتقاما لما تعتبره تدخلا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
وخلال المناقشات بالاجتماع الوزاري الأوروبي وصف الوزير الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث التصرفات التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص "بأنها غير مقبولة على الإطلاق".
وقال الوزير الالماني لدى وصوله الى مقر المحادثات "استفزازات تركيا غير مقبولة لنا جميعا." "لقد وجدنا الآن لغة متوازنة تبقي جميع خياراتنا مفتوحة، بما في ذلك العقوبات بالطبع".
وتابع "لا يسعني إلا أن آمل ألا نضيف الآن أزمة أخرى إلى العديد من النزاعات والأزمات. تركيا تعرف ما هو على المحك والاتحاد الأوروبي موحد إلى جانب قبرص".
كما وصف وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو في تصريحاته قبل بدء المجلس اليوم بأن اليوم هو "يوم حاسم"، مؤكداً أن "فنلندا قلقة بهذا الشأن" وأن "الدبلوماسية يجب أن تكون هي الحل لهذه الأزمة".
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة رويترز ان أنقرة قد تخسر نحو 150 مليون يورو من 400 مليون يورو خصصتها الكتلة لعام 2020 لكل شيء من الإصلاحات السياسية إلى المشروعات الزراعية لمساعدة تركيا على الاستعداد لعضوية الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف.
كان من المقرر أن يمنح الاتحاد الأوروبي تركيا 4.45 مليار يورو بين عامي 2014 و 2020 ، لكنه خفض وعلق بعض التمويل العام الماضي. كما جمدت محادثات العضوية والمفاوضات المتوقفة منذ وقت طويل حول رفع مستوى الاتحاد الجمركي مع تركيا ، متهما الرئيس أردوغان بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقال دبلوماسيون في بروكسل إن هذا يعني أن أي عقوبات في المستقبل ستركز على الأرجح على تجميد الأصول والحظر من شركات الاتحاد الأوروبي أو الأشخاص الضالعين في أعمال التنقيب.
ونقلت وكالة الانباء القبرصية عن مصادر دبلوماسية انه تم دعم قبرص بشكل فعال من قبل اليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا أثناء المناقشة، في حين صدرت بيانات دعم من فنلندا وهولندا وألمانيا قبيل البدء.
كان وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليديس قد استقبل وزير خارجية اليونان الجديد نيكوس دندياس في مكتب الوفد قبرصي لدى مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وعقد الاثنان أول اجتماع رسمي لهما بمناسبة المشاركة الأولى لدندياس في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية، حسبما ذكرت الوكالة القبرصية.