"نيويورك ريفيو": تركيا تجهز 6000 مقاتل سوري لإرسالهم إلى ليبيا

كشف تقرير صحفي أمريكي عن دور المقاتلين السوريين المدعومين من تركيا في ليبيا، وعبر مقابلات خاصة معهم، تحدث التقرير عن خطط تركيا لنقل آلاف السوريين ودور "فرقة السلطان مراد" في ليبيا.

نشر موقع مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" تقريرا أعده الصحفي والباحث الأمريكي المتخصص في الشأن الليبي فردريك ويري، يتضمن مقابلة مع مقاتلين سوريين موالين لتركيا في ليبيا، مؤكدا أنهم يقاتلون إلى جانب العسكريين الاتراك الموجودين في طرابلس لحماية حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج المتحالفة مع أردوغان، مشيرا إلى أن أنقرة تخطط لإرسال 6 آلاف آخرين من المرتزقة الموالين لها في سوريا.
وقال الصحفي الأمريكي أنه ألتقى مقاتل سوري يبلغ من العمر 34 عامًا اسمه أحمد وكان ضابط سابق بالجيش السوري، ومعه مقاتلين سوريين آخرين يبلغ عددهم حوالي 500 مقاتل في هذا الجزء من الجبهة، مشيرا إلى أنهم أخبروه بوصولهم لليبيا قبل عدة أيام وكانوا جزءًا من فرقة أكبر تضم  قبل شهر، مع أفراد عسكريين أتراك.
وأكد ويري أنهم قالوا إن هناك خطط تركية لجلب ستة آلاف مقاتل سوري إضافي، مشيرا إلى أن تركيا تمدهم بطائرات بدون طيار سرا وأعداد صغيرة من المستشارين العسكريين والفنيين لدعم قوات حكومة الوفاق. ونقل فريدريك عن المرتزق السوري أحمد أنه زعم شرعية دور السوريين في ليبيا، مشيرا الى أنهم "ليسوا مرتزقة بل جاءوا بناءً على دعوة حكومة الوفاق"، وهو ما اعترف به السراج بالفعل في مقابلة مع بي بي سي قبل أيام، مشيرا إلى أن المرتزقة السوريين أكدوا استمرارهم في ليبيا ما دامت هناك حاجة لهم، على حد زعمه.
وأعتبر التقرير أن ارسال مقاتلين مرتزقة سوريين إلى ليبيا يعكس السياسة التوسعية التركية في عهد أردوغان، "ومع ذلك، فهي تنطوي على مخاطر سياسية داخلية: فالمغامرة العسكرية التركية في ليبيا قد تنزلق معها البلاد في مستنقع. لذلك فإن المقاتلين السوريين هم وسيلة مريحة لأردوغان لتجنب هذه المخاطر"،  مشيرا إلى أنه في بعض الحالات، يتم اختيار هؤلاء المقاتلين من نفس القوات السورية المرتزقة التي أرسلها أردوغان إلى شمال سوريا.
وتابع التقرير: "في العموم، جندت الحكومة التركية هؤلاء الميليشيات السورية للخدمة في ليبيا مع وعود براتب شهري كبير (يقال، 2000 دولار في الشهر) وعروض الجنسية التركية (رغم أن أحمد قال إنه حصل على هذه الجنسية منذ أكثر من خمس سنوات). بالنسبة له، وغيره من السوريين الموجودين في ليبيا، فإن الانتماء إلى تركيا له جذور عميقة: من الناحية العرقية هم من التركمان السوريون، أي المواطنون السوريون الذين تربطهم علاقات بأجداد من الاتراك. كما أنها جزء من ميليشيا سورية أكبر مدعومة من تركيا تسمى فرقة السلطان مراد، والتي سميت باسم حاكم عثماني وتضم العديد من التركمان."
ونقل الصحفي الأمريكي عن المقاتل السوري قوله: "أنا أنتمي إلى الجيش التركي"، و"لدينا جميعًا منازل في إسطنبول أو غازي عنتاب".