نيقوسيا: الإجراءات التركية في شرق المتوسط تعيق حل المشكلة القبرصية

أتهمت الحكومة القبرصية تركيا بالتسبب في عرقلة حل المسألة القبرصية بسبب اجراءاتها الاستفزازية وأعمال التنقيب غير الشرعي عن النفط والغاز قبالة سواحل الدولة الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو اليوم تعليقاً على تمديد تركيا للإشعار البحري الذي أصدرته المتعلق بسفينة الحفر "الفاتح" المتواجدة قبالة ساحل قبرص، "إن تصرفات تركيا تقف عائقاً أمام حل المشكلة القبرصية".

وقال برودروموس للصحفيين على هامش المؤتمر العشرين لقبارصة المهجر والذي يقام في قاعة المؤتمرات فيلوكسينيا في قبرص، "لسوء الحظ تواصل تركيا تدخلاتها غير القانونية، وأن هذه التدخلات ليست مفيدة بل إنها تشكل عقبة أمام حل المشكلة القبرصية. نأمل أن تظهر تركيا استعدادها للتفاوض على حل حقيقي يصب في مصلحة جميع القبارصة، وهذا يعني أن عليها أن توقف سياسة التوتر هذه"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية.

وأضاف "إن هذه الأعمال التركية غير قانونية وقد أدانها المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، وبالطبع لا ينبغي لتركيا خداع نفسها. إن هذه ليست طريقة للمشاركة في معادلة الطاقة في شرق البحر المتوسط. إذا كانت تركيا تريد التعاون في مسائل الطاقة، فإن ذلك لن يكون فقط مع جمهورية قبرص ولكن مع الدول المشاركة في نقل الغاز إلى أوروبا عبر ممر الطاقة الأوروبي الجاري تشكيله، وأنه يتعين عليها أن تتصرف وفقاً للقانون الدولي وليس بطريقة غير قانونية".

تجدر الإشارة إلى أنه تم تقسيم جمهورية قبرص منذ عام 1974، عندما قامت القوات التركية بغزو واحتلال الثلث الشمالي للجزيرة. تجاهلت تركيا العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى انسحاب القوات التركية واحترام وحدة أراضي جمهورية قبرص وسيادتها. فشلت جولات متكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة حتى الآن في تحقيق نتائج. كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد انتهت في صيف عام 2017  في منتجع كران مونتانا السويسري دون التوصل إلى حل.

كانت تركيا قد أصدرت إشعاراً بحرياً في الرابع من أيار / مايو، أعلنت فيه عن عزمها بدء التنقيب قبالة سواحل قبرص حتى الثالث من أيلول / سبتمبر. وتمركزت سفينة الحفر التركية "فاتح" في منطقة تقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لجمهورية قبرص. تبع ذلك تمركز سفينة حفر ثانية " يافوز" في الثامن من تموز / يوليو 2019.

ورداً على ذلك، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 15 تموز / يوليو 2019 تدابير متعلقة بالتنقيب غير القانوني الذي تقوم به تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. وبناءً على القرارات التي اصدرها المجلس الأوروبي في 20 / حزيران يونيو 2019، دعا وزراء الخارجية أيضاً الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والمفوضية الأوروبية إلى مواصلة العمل حول الخيارات لاتخاذ اجراءات معينة على ضوء أنشطة الحفر المستمرة التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط.

قبرص تعزز علاقاتها العسكرية مع واشنطن

ومع مشاركة الولايات المتحدة في اكتشاف ودعم تحالفات الطاقة في شرق المتوسط، اتجهت نيقوسيا لتعزيز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، تولى المقدم جورجيوس إيوانو مهامه رسمياً كأول ملحق عسكري لقبرص في الولايات المتحدة في 20 آب / أغسطس، في محاولة لتعزيز العلاقات الثنائية وكذلك تعزيز دبلوماسية الدفاع بين جمهورية قبرص والولايات المتحدة.

وقالت وكالة الأنباء القبرصية أن الملحق العسكري سيعمل كحلقة وصل في مسائل التعاون الدفاعي، مثل التخطيط للتدريبات المشتركة بين قبرص والولايات المتحدة.

نشرت السفارة القبرصية في واشنطن في موقعها على تويتر "اعتماد المقدم جيورجيوس ايوانو في 20 آب / أغسطس 2019 كأول ملحق عسكري لقبرص في الولايات المتحدة."

وكان قرار تعيين الملحق العسكري قد تم من قبل مجلس الوزراء في 28 تشرين الثاني / نوفمبر 2018.