تتطلع تركيا إلى السيطرة على ثاني أكثر الموانئ إستراتيجية في القرن الإفريقي، والذي يقع في جيبوتي، ولعب منذ فترة طويلة دورًا رئيسيًا في التجارة الإقليمية، وفقًا لاتفاقية جديدة بشأن التعاون البحري بين البلدين، تضع الصفقة الأساس القانوني لمثل هذه الاستثمارات التركية في جيبوتي، وتتزامن العلاقات المتنامية مع جيبوتي مع سياسة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في إفريقيا، والتي تشهد انخراطا تركيا متزايدا في القرن الأفريقي.
وذكر تقرير مدعم بالوثائق لموقع "نورديك مونيتور" السويدي المتخصص في الشأن التركي، إن مجموعة البيرق التركية، المعروفة بعلاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، والتي تدير ميناء مقديشو في الصومال، من المرجح ان تتولى إدارة أحد موانئ جيبوتي الاستراتيجية أو ستقوم بذلك مجموعة أخرى مرتبطة بالرئيس أردوغان.
تمت الموافقة على الاتفاق بين تركيا وجيبوتي بشأن التعاون البحري من قبل لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي في نفس اليوم الذي شارك فيه وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف ووزير النقل والبنية التحتية محمد محمد تورهان في رئاسة اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة في أنقرة، في 19 شباط فبراير 2020.
وتابع تقرير نورديك مونيتور المنشور اليوم الاربعاء: "تتلاءم اتفاقيات الطاقة والاتفاقيات البحرية التركية مع الصومال وإثيوبيا وجيبوتي مع سياسة أردوغان الخارجية العدوانية، والتي تسعى إلى توسيع دور تركيا في القرن الإفريقي مع تعزيز حضور تركيا بشكل عام في القارة".
وذكر التقرير إنه وفقًا لاستراتيجية تركيا الخاصة بأفريقيا، تخطط أنقرة لإنشاء منطقة اقتصادية بالقرب من ميناء دوراليه متعدد الأغراض في جيبوتي، ليس فقط من أجل العلاقات الاقتصادية مع جيبوتي ليس فقط ولكن أيضا مع الدول الأخرى في منطقة. ومن المعلوم ان اثيوبيا وهي دولة حبيسة بالقرن الافريقي، تعتمد بالاساس على موانئ جيبوتي وغيرها من دول المنطقة المطلة على البحر الاحمر وخليج عدن.
أقامت تركيا علاقات قوية مع دول المنطقة وأصبحت منخرطا في القرن الإفريقي منذ عام 2011، وخلال السنوات الماضية أقامت قاعدة عسكرية في عاصمة الصومال، وتولت الشركات المرتبطة بأردوغان ادارة المطار الدولي في مقديشو والميناء الرئيسي بالعاصمة الصومالية. واضاف التقرير: "استولت مجموعة البيرق، وهي تكتل كان يدعم النظام الإسلامي المتطرف في تركيا وكان حليفا مخلصا للرئيس أردوغان، على ميناء مقديشو في عام 2014، حيث يعمل الميناء كبوابة رئيسية للنظام الفاسد في الصومال".
علاوة على ذلك، أعلنت الحكومة الغينية في عام 2018 أن مجموعة البيرق ستدير القسم التقليدي لميناء كوناكري والذي يتعامل مع البضائع باستثناء الحاويات، لمدة 25 عامًا. ومع ذلك ، تسبب التنازل عن ادارة الميناء دون اتباع الإجراءات المناسبة في احتجاجات واسعة النطاق في البلاد.
وكشفت التطورات الإقليمية الأخيرة والاتصالات الثنائية أن الحكومة الجيبوتية قد تنقل قريبًا إدارة أحد موانئها الاستراتيجية إلى "البيرق" أو مجموعة أخرى مرتبطة بالرئيس أردوغان.