قال النائب الليبي علي السعيدي في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF إن النواب يعملون على توحيد مجلس النواب كهدف أولي باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، فضلا عن دعمه لجهود المؤسسة العسكرية في تحرير البلاد من سيطرة الميليشيات والمجموعات الارهابية.
واعتبر النائب الليبي أن هذه التحركات التي تأتي من دولة رئيسية من دول الجوار الليبي والتي تربطها بليبيا علاقات تاريخية وتتأثر قبل غيرها بالاوضاع في ليبيا، تقطع الطريق على التدخلات التركية والقطرية التي تعتمد على دعم ميليشيات التخريب والدمار، بينما تسعى مصر لجمع الفرقاء وتقريب الرؤى ووجهات النظر من اجل الوصول إلى التوافق المنشود.
ووصل إلى القاهرة اليوم السبت وفد يضم نحو 80 من أعضاء مجلس النواب للمشاركة في اجتماع تشاوري برعاية مصرية لتقريب وجهات النظر وبحث سبل حل الأزمة الراهنة وتوحيد مجلس النواب الليبي، وذلك برعاية اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، كما سيلتقي الوفد غدا الاحد الامين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب بحضور كل من رئيس مجلس النواب المصري ورئيس المخابرات العامة، حيث شدد السيسي على أهمية عودة الاستقرار إلى ليبيا ودعم الجيش الوطني في حملته للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية.
وأكد الرئيس المصري "موقف مصر الثابت الذي لم ولن يتغير تجاه دعم الجيش الليبي في حملته للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية واحترام السيادة الليبية والحفاظ على وحدة أراضيها وتعزيز تماسك مؤسساتها الوطنية وحماية مقدرات الشعب الليبي ورفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي"، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الليبية.
وزار وفد من مجلس النواب، اليوم السبت، مقر مجلس النواب المصري، للمشاركة في أعمال الاجتماع الذي ترعاه اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، فيما وجه الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، بتسخير إمكانيات مجلس النواب المصري لخدمة القضية الليبية.
وقال نائب رئيس البرلمان العربي، عضو مجلس النواب المصري، اللواء سعد الجمال: "إن أمن ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ووضع ليبيا فوق كل اعتبار سواء كانت قبلية أو سياسية أو طائفية”، مؤكدًا، في كلمته أمام وفد مجلس النواب الليبي الذي يزور القاهرة، أنه لن يتم السماح مطلقًا بتقسيم ليبيا مهما كانت التحديات.
واعتبر نائب رئيس البرلمان العربي أن الليبيون لن يسمحوا بتقسيم بلادهم، و"لن تنجر القوى الوطنية وراء التدخلات المشبوهة من الخارج، والتي استغلت الصراع من أجل زعزعة الاستقرار في ليبيا"، على حد قوله.
وأكد أن التدخلات بالشأن الليبي من قبل بعض القوي لها أجندات مشبوهة واستغلت الأحداث من أجل إدخال مليشايتها للتأثير على ليبيا ودول الجوار.
وأكد الجمال أن الشعب المصري مهموم بالقضية الليبية، ومهتم بدعم مجلس النواب الليبي الذي تعتبره مصر الممثل الشرعي للشعب الليبي.
قال النائب أحمد رسلان، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، إن أمن ليبيا القومي جزء من الأمن المصري القومي، مشددا على أن بلاده لن تدخر أي جهد للم الشمل الليبي وتحقيق التوافق بين الأطراف كافة داخل ليبيا.
وبدورها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي ابتسام الربيعي إن الدور التركي المشبوه الذي يمارسه أردوغان في ليبيا عبر دعم المليشيات بالسلاح والأموال والطائرات بدون طيار والمعلومات الاستخباراتية أصبح معلوم لدى الجميع وأدى إلى إقتتال الليبيين وسقوط عشرات الضحايا من الابرياء وأنعكس بصورة مدميرة على أمن ليبيا واستقرارها.
وأعتبرت النائبة الليبية أن الدور التركي في دعم المليشيات بليبيا سفك دماء الليبيين، ووقف أمام جهود الجيش للقضاء الإرهاب، معتبرة أن الدور المصري مهم في دعم ومساندة الشعب الليبي والحفاظ على أمنه، على حد قولها.
وقالت إن زيارة الوفد البرلماني إلى مصر يعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين، وحرص الجانب المصري على دعم ليبيا والاستماع إلى أعضاء البرلمان حول مستجدات الأوضاع وفرصة لبدء المشاورات اللازمة لتوحيد البرلمان بإعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي.
وأعتبر وزير الاعلام والثقافة في الحكومة الليبية المؤقتة سابقا الدكتور عمر قويري أن التعويل على مجلس النواب الليبي لا معنى له، في ظل انقسام المجلس على نفسه كبقية المؤسسات في ليبيا، فهناك مجلس للنواب ينعقد في طرابلس ومجلس للنواب ينعقد في طبرق وكليهما فاقد للشرعية بانتهاء المدة القانونية ولعدم حصول أي منهما على النصاب القانوني اللازم للجلسات، كما أن النواب مهتمون بمصالحهم الشخصية وبعضهم متورط في الفساد بحسب قويري، مؤكدا ان صوت البنادق أصبح العنصر الحاسم في الصراع حاليا وليس أصوات النواب المنقسمون. وتابع الوزير الليبي السابق: "اخيرا ان كنت أقدم نصح للحكومة المصرية قبل القيام بمبادرات عامة وشمولية لحل اﻻزمة الليبية هي عقد حوار مباشر وصريح ونزع فتيل التوتر وسوء الظن والتخوف لدى اﻻخر، خاصة مصراتة بكل ثقلها السياسي والعسكري، واشراكهم في وضع الرؤية لحل اﻻزمة، واعتبارهم شركاء، وﻻ تقل لي قد اجرينا حوارات سابقة فساقول لك كلها لم تنتج شيء ﻻنها لم ترتقي الى مستوى حجم اﻻخر الحقيقي على اﻻرض واعتمادكم على طرف تعتبرونه قادر على حمل تركة الملف الليبي بكامله ولن يتأتى له ذلك."
واضاف القويري "مصر ودورها في اﻻحداث الليبية لن يكتب له النجاح رغم وجود حسن النية من القيادة المصرية اﻻ انه ﻻ يكفي بسبب تصنيفها من قبل أطراف مهمة في المعادلة الليبية خاصة فئة ثوار فبراير وفئة الاسلاميين أنها داعم لمشروع الكرامة وعسكرة النظام ودعم المشير حفتر وبالتالي يعتبرونها جزء داعم للطرف اﻻخر المعادي لهم ويجب اﻻعتراف ان هناك خطا سياسي واعلامي الذي يظهر بشكل واضح ومعلن وجلي انحيازه لطرف ضد اخر، وليس على مسافة واحدة ووضعه جميع اﻻخر في سلة واحدة وهي سلة اﻻرهاب، وهذا امر غير صحيح فهناك فشل في اختراق تكتل غرب ليبيا الذي يهيمن على القرار السياسي فيه تحالف الاسلاميين مع ثوار فبراير يعتبر عائق حقيقي امام اي مبادرة مصرية لحل اﻻزمة في ليبيا والساحة في غرب ليبيا توغلت فيها تركيا بقوة وايطاليا ودوﻻ اخرى بشكل اقل للفراغ ولسوء ادارة الملف وعدم النجاح في دعم تيار وطني حقيقي متواجد على اﻻرض يستطيع خلق توازن في القرار بمدن غرب ليبيا...هذا يحتاج مشروع استراتيجي...قد يكون الوقت متاخر جدا او حتى انتهى ولكنها خطوة ﻻبد منها لنجاح اي مبادرة سياسية."