"ميدل إيست أي": تركيا اتخذت موقفا غريبا من "اختفاء خاشقجي".. والسر يكمن في علاقة "العدالة والتنمية" بالإخوان

قال موقع "ميدل إيست أي" البريطاني إن الكاتب السعودي جمال خاشقجي أصبح سببا للتوتر والمواجهة بين السعودية وتركيا، اللتين كانا حتى وقت قريب حليفين مقربين في الكثير من القضايا.

نشر موقع "ميدل إيست أي" تحليلا اليوم بعنوان "اختفاء جمال خاشقجي يضع السعودية وتركيا في معركة"، ذكر فيه أن الخلاف حول مصير الصحافي والكاتب السعودي "المعارض" البارز، يمثل سببا في إثارة التوتر بين تركيا والسعودية، وأوضح التحليل أن رد الفعل التركي أثار المملكة، حيث تناقلت وسائل الإعلام التركية الرسمية الخبر باهتمام بالغ، بما في ذلك وكالة أنباء الأناضول الرسمية، كما أن إبراهيم كالين المتحدث الشخصي باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علق على اختفاء خاشقجي، مؤكدا اعتقاد السلطات التركية بأن الكاتب السعودي لا يزال موجود بالقنصلية السعودية، التي ظهر للمرة الأخيرة بها قبل اختفاءه، ما يعني اتهام تركيا رسميا للسعودية باحتجازه أو إخفائه، على الرغم من إصدار القنصلية العامة السعودية في اسطنبول بيانا يؤكد مغادرته للقنصلية.

واعتبر تحليل "ميدل إيست أي" الذي كتبه "ديفيد بارتشارد" أن دفاع الكاتب السعودي عن الإخوان، خلال مقال كتبه في صحيفة واشنطن بوست، قبل أقل من 6 أسابيع، قائلاً "إن الولايات المتحدة كانت الدول مخطئة في معارضتها للإخوان المسلمين في مصر".

وأعتبر الكاتب أن "هذه رسالة قد تكون غير مرحب بها في المملكة العربية السعودية، لكنها تساعد في تفسير دعم خاشقجي في تركيا بعد اختفائه، (لأن) حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قريب جداً، بل يتداخل مع جماعة الإخوان المسلمين إلى حد ما، و(الإخوان) نقطة الخلاف السعودي مع قطر في الخليج ومستقبل سوريا أيضاً".

ولفت التحليل إلى عمق الخلافات السعودية التركية، حيث تنظر تركيا لإيران لحليف إقليمي رئيسي، فيما تعتبرها المملكة غريمها الرئيسي في المنطقة، وأوضح المقال أنّ هناك سبب آخر في الخلاف يتمثل في انتقاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس التركي أردوغان خلال زيارة بن سلمان للمملكة المتحدة مؤخرا، معتبرا انه ما لم تتم معالجة مشكلة خاشقجي بسرعة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى توترات إضافية بين تركيا والمملكة، مع تأثيرات غير مباشرة في المنطقة.

وتابع المقال: "موقف تركيا مع ذلك أمر غريب، حيث تتمتع القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية، شأنها شأن جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في جميع أنحاء العالم، بامتياز دبلوماسي (حصانة دبلوماسية) ولا يمكن للسلطات التركية التدخل فيما يجري داخلها".

واستدعت الخارجية التركية، مساء الأربعاء، السفير السعودي في تركيا بعد فقدان أثر الصحافي جمال خاشقجي، وقالت وزارة الخارجية السعودية إن مسؤولا سعوديا كبيرا استقبل السفير التركي في الرياض لإجراء محادثات، أمس الخميس، بعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية التركية لسفير الرياض.