مصر تؤكد رفض التدخلات في ليبيا وتدعو لمحاسبة الدول الداعمة للإرهاب

دعت مصر خلال فعاليات مؤتمر ميونخ الأمني المنعقد في ألمانيا، إلى ضرورة التصدي لتمويل الجماعات الإرهابية ومحاسبة الدول التي تدعمها، مجددة رفض التدخلات الخارجية في ليبيا.

على هامش أعمال الدورة الـ56 لمؤتمر ميونيخ للأمن، التقى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم السبت، مستشار الأمن القومي الألماني يان هاكر. وشهد اللقاء بين الجانبين المصري والألماني تبادل الرؤى حول سبل حلحلة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ليبيا، وسُبل الدفع بحل سياسي شامل هناك، حيث أكد الوزير شكري على ضرورة العمل نحو تنفيذ مخرجات مسار برلين واستمرار الجهود للتعامل مع كافة عناصر الأزمة الليبية، مشدداً على رفض التدخلات الخارجية في ليبيا.
وشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت في الجلسة النقاشية حول الأمن الإقليمي بمنطقة شمال شرق أفريقيا وذلك في إطار أعمال الدورة ٥٦ لـ "مؤتمر ميونيخ للأمن" المُنعقد بمدينة ميونخ الألمانية.
وأكد شكري في مداخلاته خلال الجلسة على ما تواجهه منطقة شمال شرق أفريقيا من تحديات ارتباطاً بانتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، بجانب عدم الاستقرار السياسي والصعوبات التنموية والتأثيرات السلبية لظاهرتي التغير المُناخي والهجرة غير الشرعية، وغيرها من التحديات الأخرى التي تتعرض لها المنطقة.
واستعرض شكري المُحددات التي تستند إليها الرؤية المصرية للتعامل مع هذه القضايا، بدايةً من حرص مصر طوال رئاستها الماضية للاتحاد الإفريقي على تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، مروراً بضرورة تبني مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب تشمل تجديد الخطاب الديني وتراعي الأبعاد التنموية والمجتمعية. كما أكد ضرورة التصدي لتمويل الجماعات الإرهابية ومحاسبة الدول التي تدعمها، فضلاً عن أهمية الحفاظ على مؤسسات الدول خلال فترات التحول السياسي بها تجنباً لحدوث فراغ مؤسسي قد تسعى الجماعات المتطرفة إلى شغله.
وشدد شكري على ضرورة تبني دول المنطقة لاستراتيجية فعالة تمكنها من إدارة مواردها الطبيعية بالشكل الأمثل، في ضوء ندرة هذه الموارد من جانب والزيادة السكانية من جانب آخر، مشيراً في هذا الصدد إلى مُشكلة ندرة المياه في منطقة شمال شرق أفريقيا مما يستلزم تعزيز التعاون بين الدول في مجال إدارة الموارد المائية المشتركة. كما تناول وزير الخارجية أيضاً أهمية جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وذلك في إطار معالجة الأسباب الجذرية للصراعات والعلاقة الوطيدة بين قضايا السلم والتنمية.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر ميونخ للأمن يعد أحد أهم المحافل الدولية التي تتناول قضايا السلم والأمن الدوليين، والتي توليها مصر اهتماما خاصا بِحُكْم ثقلها الإقليمي والدولي، وعضويتها في المحافل الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن، ودبلوماسيتها النشطة دفاعاً عن الشرعية الدولية ودعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب على المسرح الدولي.