قبرص تطالب الاتحاد الأوروبي بدور أكبر لمنع تركيا من السيطرة على شرق المتوسط

جددت قبرص حملتها الدبلوماسية ضد التهديدات والتصرفات العدوانية التركية في شرق المتوسط، معبرة عن رفضها التام لسياسات تركيا الهادفة إلى تحويل شرق المتوسط إلى "بحيرة تركية".

وتوجه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إلى بروكسيل للقاء مسؤولي الاتحاد الأوروبي والمشاركة في اعمال المجلس الوروبي اليوم الخميس، حيث أكد لرئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، على خطورة الأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا في كل من المنطقة الاقتصادية الخالصة وفاماغوستا - أي تهديدات تركيا بفتح المدينة المغلقة وتسكينها.
وأكد الرئيس القبرصي "على ضرورة إرسال رسائل قوية إلى تركيا، وأنه يجب أن تدرك تركيا أن أوروبا لا يمكنها أن تتحمل تصرفاتها غير القانونية".
وأوضحت وكالة الانباء القبرصية إن رئيس المجلس الأوروبي سأل الرئيس أناستاسياديس عما إذا كانت مشاركة الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر فيما يتعلق بالأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا ستكون موضع ترحيب في محاولة للتخفيف من حدة الوضع. وأضاف أن الرئيس رحب بهذا الموقف وطالب رئيس المجلس الأوروبي بوجود أقوى للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يساعد في حل المشكلة القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة والمكتسبات الأوروبية من أجل حل عادل وقابل للتطبيق".
وفي السياق ذاته، تناول لقاء الرئيس القبرصي اناستاسياديس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قضايا عدة، منها القضية القبرصية والأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص وداخل منطقة فاماغوستا المسيجة والميزانية المتعددة السنوات القادمة للاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالة الانباء القبرصية إن الرئيس أناستاسيادس أطلع رئيسة المفوضية الأوروبية على التطورات في القضية القبرصية والأعمال التركية غير القانونية في كل من المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص وفي منطقة فاماغوستا المسيجة، موضحاً أن مثل هذه الأعمال ينبغي أن يتم التعامل معها من قبل الاتحاد الأوروبي وطلب دعم الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد، حتى لا تستمر تركيا في أعمالها دون فرض عقوبات.
وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي يورجيوس لاكوتريبس أن أعمال تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص والمنطقة يجب أن تخضع للتدقيق الجيوسياسي، معتبرا إن تركيا تنوي تحويل شرق البحر المتوسط إلى بحيرة تركية.
وأكد الوزير خلال كلمته بمؤتمر "الأمن ووجهات النظر المتعلقة بممرات نقل الطاقة الجديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط"، الذي أقيم في وزارة الخارجية اليونانية اليوم الخميس، أن "تركيا تحاول من خلال إعمالها غير القانونية أن تجرنا إلى أخطاء معينة، والتي سوف تسمح لها بإضفاء شرعية على أفعالها. إن تركيا تنوي تحويل شرق البحر المتوسط إلى بحيرة تركية".
وأكد الوزير القبرصي أن شرق المتوسط يمكن أن يلعب دوراً حاسماً كمصدر بديل للإمداد، وكذلك كمنطقة مسارات لنقل الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال لاكوتريبس "إن الاهتمام ليس منصباً فقط على مصادر الطاقة، ولكن أيضاً حول ممرات نقل الطاقة"، مشدداً على أنه يجب التدقيق في تصرفات تركيا غير القانونية من خلال هذا المنظور المحدد.
ومن المقرر أن يتم يوم الجمعة في نيقوسيا مناقشة تعزيز العلاقات الثنائية بين قبرص والنرويج والأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا في المناطق البحرية القبرصية، وذلك خلال اجتماع بين وزيري خارجية البلدين نيكوس خريستودوليديس وإيني إريكسن سوريد، حسبما ذكرت وكالة الانباء القبرصية.
وذكر بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية القبرصية أن وزيرة خارجية النرويج ستجري زيارة عمل إلى قبرص بدعوة من الوزير خريستودوليديس.
وأشار البيان إلى أنه من المتوقع أن تركز المناقشات على العلاقات الثنائية بين قبرص والنرويج وإمكانية تعزيزها في مجالات محددة والتطورات في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، وكذلك الأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا في المناطق البحرية لجمهورية قبرص والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والنرويج ومسائل الطاقة وأمنها، وأيضاً المسائل الإقليمية والأوروبية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
إلى ذلك،  دعت واشنطن جميع الأطراف إلى احترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالجزء المسيج من فاماغوستا من جزيرة قبرص، وأشارت إلى أن الإجراءات الأحادية الجانب لإعادة فتح أو تسكين فاروشا لا تؤدي إلى استئناف محادثات التسوية في قبرص.
والجدير بالذكر إن جزيرة قبرص مقسمة منذ عام 1974، عندما قامت القوات التركية بغزو واحتلال الثلث الشمالي للجزيرة. وتجاهلت تركيا العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى انسحاب القوات التركية واحترام وحدة أراضي جمهورية قبرص وسيادتها. كما فشلت جولات متكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تحقيق نتائج حتى الآن. وتسعى تركيا الى عرقلة مساعي الجزيرة للاستفادة من مواردها من خلال طفرة اكتشافات النفط والغاز بالسواحل القبرصية.