وأكد رئيس المجلس العسكري الإنتقالي الحاكم في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن "الشراكة هدفنا المعلن وسنحقق بها دولة السلام والحرية والعدالة"، في إشارة إلى شعار المتظاهرين.
وجددت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود "الثورة" في السودان تأييدها للاتفاق السياسي الذي توصلت إليه مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم لإدارة المرحلة الانتقالية، وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير، إن الاتفاق المبرم بينها وبين المجلس العسكري الانتقالي، يعد خطوة على طريق تحقيق أهداف الثورة.
وبدوره، قال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، اليوم السبت، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قوى المعارضة يتطلب التعاون بين جميع أطياف الشعب للخروج من الأزمة.
وأكد حميدتي خلال مؤتمر صحفي ولقاء جماهيري عقده بالعاصمة الخرطوم أنه "تم الاتفاق الذي كنا نسعى إليه ولتطبيقه يجب أن نتكاتف جميعا"، مشددا على أنه لابد من محاسبة كل فاسد.
واعتبر أن الاتفاق يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان، مؤكدا على أن هذه المرحلة "تتطلب التوافق بين كل مكونات الشعب السوداني من أجل الاستقرار والنهضة".
وشدد حميدتي على أنه ما من أحد من السودانيين يملك عصا سحريا لحل مشكلات السودان، دون تكاف السودانيين وتعاونهم.
وأكد أن السلطات السودانية ستعمل في الوقت الحالي على تطوير التعليم والبنية والتحتية في البلاد، معتبرا أن الهدف الأساسي هو إقامة دولة القانون في السودان.
وتحدث نائب رئيس المجلس العسكري عن أموال المساعدات الخارجية، موضحا أن المجلس سلم كل المساعدات المالية التي تلقاها منذ وصل إلى سدة الحكم منذ ثلاثة أشهر إلى البنك المركزي، بما في ذلك المساعدات التي منحتها السعودية والإمارات. وتابع بالقول: "كل ما وصلنا من 3 شهور ذهبت إلى بنك السودان المركزي، المساعدات التي أتت من الخارج لم نهبشها، والمساعدات التي جاءت من السعودية والإمارات موجودة في بنك السودان".
خلافات بين المعارضة والحركات المسلحة
وتتحدث الصحف السودانية عن خلافات بين المعارضة والحركات المسلحة التي تشكو من تهميش قضية السلام معها والتركيز على مسار المرحلة الانتقالية، وأشارت إلى هجوم شديد اللهجة من الجبهة الثورية برئاسة مني أركو مناوي على حلفائها في المعارضة السياسية، واتهامها لهم بتهميش الحركات المسلحة. ودعا رئيس إحدى فصائل الحركة الشعبية قطاع شمال مالك عقار والجبهة الثورية إلى عقد اجتماع عاجل لقوى الحرية والتغيير برعاية الاتحاد الأفريقي لترسيخ وحدة المعارضة والاتفاق على قضايا السلام والتغيير الديمقراطي في البلاد، حسبما ذكرت صحيفة "الإنتباهة" السودانية.
ووصف القيادي المعارض الاتفاق الذي تم بين العسكري وقوى التغيير بـ"الضعيف". وأشار مالك عقار في بيان له بعد ساعات من الوصول لاتفاق حول السلطة الانتقالية الى التناقضات التي ظهرت مؤخراً داخل صفوف قوى الحرية والتغيير، مشددا على أن "وحدة قوى الحرية والتغيير بجميع مكوناتها والتي تشمل قوى الكفاح المسلح هو أمر ذو أهمية إستراتيجية في تنفيذ كامل برنامج الفترة الانتقالية."
قال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، إن الحزب قرر تقديم مبادرة تتضمن حلولا للمشاكل التي يمكن حدوثها في الفترة الانتقالية، معتبرا أن يكون معيار الترشح للمجلس السيادي لشخصيات غير حزبية.
إلى ذلك، أعلنت تنسيقة القوى الوطنية عن رفضها الاتفاق بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري حول هياكل الحكم للفترة الانتقالية.
وأكدت الجبهة الثورية عن صدور قرار بإطلاق سراح جميع أسرى الحركات المسلحة.
وفي المقابل، ذكر القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير مدني عباس مدني، أن الاتفاق مع المجلس العسكري أكمل ما تم الوصول إليه في المراحل الأولى للتفاوض، وشدد على أن جانب من الحركات المسلحة في السودان كانت جزءًا من المفاوضات، مشيرا إلى أن الاتفاق سيوقع في مناسبة رسمية سيحضرها زعماء ومسؤولون في دول "صديقة."
المجلس العسكري يواصل الانفتاح على أفريقيا في ظل تجميد العضوية
يتواصل انفتاح المجلس العسكري السوداني على دول الجوار الأفريقي وخاصة في ظل تعليق عضوية البلاد في الاتحاد الافريقي الذي يعقد قمة استثنائية في النيجر في ظل رئاسة مصر للاتحاد لتدشين اتفاقية التجارة الحرة على المستوى القاري.
وعاد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي مساء الجمعة الى السودان قادما من اوغندا بعد زيارة قصيرة التقى خلالها بالرئيس الأوغندي يوري موسفيني.
وفي تصريحات صحفية عقب عودة الفريق اول البرهان ، قال وكيل وزارة الخارجية المكلف السفير عمر دهب فضل ان رئيس المجلس العسكري الانتقالي وفي زيارة قصيرة ليوغندا التقى الرئيس اليوغندي يويري موسفيني وأجريا محادثات امتدت لعدة ساعات وتم الاتفاق فيها علي برنامج عمل ثنائي بين البلدين في الفترة المقبلة، يرتكز على توضيح المعلومات بشأن التطورات السياسية في البلاد .
وأشار الى ان الزيارة كانت مناسبة من حيث التوقيت إذ إنها تمت في نفس الوقت الذي اعلن فيه الاتفاق بين القوى السياسية في السودان، وانها تاتي ضمن الزيارات المزمعة لرئيس المجلس العسكري الإنتقالي في افريقيا وفي غيرها من الدول، موكدا ان الدبلوماسية السودانية ايضا على مستوى القمة ستعمل على دعم الموقف السوداني وتوضيح الحقائق خاصة فيما يتعلق بالتطورات السياسية في السودان خلال الفترة المقبلة .