"فرح السودان".. احتفال بالتوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية

وقع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بالعاصمة السودانية الخرطوم، بصورة نهائية، اليوم السبت، على وثائق المرحلة الانتقالية بحضور رؤساء دول ووفود رسمية عربية ودولية.

ووقع الطرفان فى السودان نهائيا على وثيقتين دستورية وسياسية تنظمان مرحلة انتقالية تستمر لثلاث سنوات، ووقع نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو وأحمد الربيع عن قوى الحرية والتغيير على وثائق المرحلة الانتقالية، وحضر توقيع الاتفاق، رئيسا وزراء إثيوبيا ومصر وورئيس جنوب السودان فضلا عن وفود عربية وأفريقية.

وعرض في بداية مراسم الحدث المسمى "فرح السودان" فيلم تسجيلي عن الثورة السودانية.

وسمى المجلس الانتقالي العسكري السوداني الفريق أول جمال عمر وزيرا للدفاع في حكومة المرحلة الانتقالية. ورشحت قوى الحرية والتغيير تاج السر علي الحبر رئيسا للقضاء بعد أن رفض المجلس العسكري في وقت سابق ترشيح عبد القادر محمد أحمد، لهذا المنصب.

وكانت قوى الحرية والتغيير قد أتفقت على المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك وهو خبير اقتصادي مخضرم رئيسا للوزراء.

وهنأ رئيس الوزراء الإثيوبي، الشعب السوداني وأطراف الاتفاق بالتوقيع النهائي على وثائق الفترة الانتقالية، معتبرا أن السودان أصبح لديه أرضية صلبة للحريات، مؤكدا أن السلام والحرية يجب أن يعتمدا على التعاون والترابط بين كل أطراف الشعب السوداني.

وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن مصر لن تألو جهدًا في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للسودان الشقيق خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك الدعم السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي، حتى يستعيد السودان مكانته المتميزة في القارة.

وأضاف: "أننا نأمل أن يتم التركيز خلال المرحلة القادمة على العمل الدؤوب لدفع عجلة الاقتصاد السوداني، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن، لما يحقق وأحلامه التي بناء عليه قامت هذه الثورة".

من جهتها، قالت قوى الحرية والتغيير، على لسان ممثلها، محمد ناجي الأصم، إن السلام يجب أن يكون شاملاً دون استثناء.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسي فكي، إن الاتفاق الذي تم التوقيع النهائي عليه اليوم بقاعة الصداقة بحضور اقليمي ودولي يجسد ويرتب لمرحلة انتقالية ديمقراطية للسودان. واضاف في كلمة له اليوم خلل مراسم توقيع الاتفاق بقاعة الصداقة إن الاتفاق يضع حدا للحروب والكوارث والصراعات، وان الاتحاد الافريقي ادرك جسامة التحديات انفة الذكر، معربا عن تقديره للجهود التي قام بها ممثله محمد الحسن لبات والتي تكللت بالتوقيع النهائي علي الاتفاق، كما اشاد بجهد المبعوث الاثيوبي محمود درير الذي تعامل معهم لبلوغ الغايات الجامعة، حسبما ذكرت وكالة الانباء السودانية.

وهنأ الوسيط الإفريقي بروفيسور محمد الحسن لبات، الشعب السوداني وأطراف الاتفاق بالتوقيع النهائي على وثائق الفترة الانتقالية اليوم.

وقال لدى مخاطبته الاحتفال بهذه المناسبة إن إفريقيا قادرة اليوم بقوة وعزم على تخطي مشكلاتها، وأضاف قائلا: "إن إفريقيا تقف اليوم مع السودان، وأن السوان يقف مع إفريقيا وبذلك نعطي درسا بأن الحل يمكن أن نحققه بأنفسنا".

وخرجت حشود فى العاصمة السودانية للاحتفال بتوقيع الوثيقة الدستورية النهائية لاتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالى وقوى الحرية والتغيير المعارضة، وهو الحدث الذي سمي "فرح السودان".

ووصفت تغريد أمين، أحد أعضاء تجمع المهنيين السودانيين، توقيع الاتفاق اليوم بأنه خطوة إيجابية كبرى نحو مستقبل أفضل للسودان. وقالت: "اجتهدنا كثيرا لنصل إلى هذه اللحظة. حتى إن لم يكن الاتفاق مثالي، لكنه أفضل بكثير مما كنا عليه منذ عام. لذا، فاليوم يستحق الاحتفال والتفاؤل."

ومن المنتظر الإعلان بداية من يوم غد الأحد عن تشكيل مجلس السيادة الذي سيتولى إدارة مرحلة انتقالية تستمر لثلاث سنوات، على أن يضم مدنيين وعسكريين، فضلا عن تعيين رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة.