وقالت "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها تحت عنوان "تركيا وأمريكا تتجهان لأزمة كبيرة، إنه يجب ألا يقوض أردوغان الناتو بأنظمة الدفاع الجوي الروسية"، وتناولت اللقاء الذي عقده الرئيس دونالد ترامب في قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، باعتباره لقاء مع أحد الزعماء المستبدين، بحسب وصفها.
وأكدت الصحيفة أنه إذا تم نشر بطاريات هذه الصواريخ الروسية داخل تركيا فإن ذلك سيمكن روسيا من الحصول على معلومات حول الطائرة إف 35، مما سيضع تركيا تحت طائلة قانون "مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات".
وأكدت الافتتاحية أنه رغم أن تركيا كدولة ذات سيادة بإمكانها اختيار مشتريات الدفاع المناسبة، ولكن كعضو في الناتو لا يمكنها فتح ثغرة في تضامن وأمن الحلف العسكري.
وأكدت الافتتاحية أن تركيا تجد نفسها في مأزق تحالفها الهش مع روسيا وايران في سوريا، وفي نفس الوقت في أزمة مع الولايات المتحدة، فإذا قام الرئيس التركي بالتراجع عن صفقة إس400 ووجه هذه الإهانة للروس، فإن روسيا سيكون بإمكانها الرد عليه بقوة في سوريا واخراجه من المعادلة، فيما أعتبرت أنه إذا كان سيعادي الولايات المتحدة حقا فإنه ليست عضويته في الناتو ومشاركته في برنامج المقاتلات إف-35 هما موضع التساؤل بس أكبر من ذلك بكثير.
تركيا تستعد للعقوبات العسكرية الأمريكية
وأفادت بلومبرغ بأن تركيا تقوم بتخزين قطع غيار للطائرات المقاتلة من طراز F-16 وغيرها من المعدات العسكرية تحسبا للعقوبات الأمريكية، وتحدث التقرير عن أن أنقرة تستعد لما هو أسوأ في علاقاتها مع واشنطن، مستشهدا بمسؤولين أتراك على دراية باستراتيجية الدفاع لبلدهم.
وفقًا للتقرير، من غير الواضح متى تم اتخاذ قرار بدء تخزين قطع غيار الأسلحة الأمريكية الصنع، لكن واشنطن تهدد بفرض عقوبات منذ عام 2018 إرتباطا بصفقة إس-400، عندما أبرمت تركيا صفقة مع روسيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع S-400، والذي تقول الولايات المتحدة إنها صفقة تتعارض مع التزامات تركيا كحليف للناتو، حيث يعتبرها المسؤولون في البنتاجون والإدارة الأمريكية أنها ستمكن روسيا من التجسس على تكنولوجيا المقاتلة الأمريكية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه من المتوقع أن يتم بدء تسليم منظومة "إس-400" في غضون 10 أيام".
وبغض النظر عن العقوبات الجديدة، فقد هدد المشرعون الأمريكيون أيضًا بوقف مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية F-35 بنهاية هذا الشهر إذا تمت الصفقة.
والأسبوع الماضي، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كاي بيلي هتشيسون، إن بلادها ستمنع القوات التركية من تشغيل المقاتلات إف-35 أو تطويرها إذا مضت أنقرة قدما في شراء منظومة الدفاع الجوية الروسية.
وأكد التقرير في مجمله على أن أزمة العلاقات الأمريكية التركية استمرت على مدار سنوات الأزمة السورية وخاصة بعد دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية لمحاربة تنظيم داعش الارهابي، وكذلك في أعقاب "محاولة الانقلاب الفاشلة" التي جرت في 2016 وأعتبرت أنقرة أن العقل المدبر لها هو خصم أردوغان المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن المسؤولين في تركيا مضمون مناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكدت أن تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي مصممة على امتلاك تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتهدف إلى المشاركة في انتاج الجيل القادم من الصاروخ إس -400، فيما ذكر أردوغان أن بلاده ستتسلم طائرة S-400 خلال أيام.
وقال إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن أردوغان "يحتاج إلى التوقف عن ممارسة الألاعيب والاختيار بين الغرب أو روسيا".
وتابع إنجل في بيان: تُعرض صفقة S-400" الناتو وأمننا القومي للخطر". وشدد على أن "تركيا لا يمكنها تشغيل نظام دفاع جوي روسي متقدم جنبًا إلى جنب مع أنظمة حساسة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. ويجب أن يعلم الرئيس أردوغان أنه ستكون هناك عواقب".
وتحاول تركيا الاستفادة من درس العقوبات العسكرية التي تعرضت لها بعد احتلال الشطر الشمالي من قبرص عام 1974، ورغم امتناع المسؤولين الأتراك عن تحديد نوعية قطع الغيار المتراكمة أو مكان الشراء أو المدة التي يمكن أن يستمر فيها المخزون.
وقالوا إن تخزين قطع الغيار يهدف إلى الإشارة إلى أن أنقرة مستعدة بشكل أفضل لتحمل العقوبات الأمريكية أكثر مما كانت عليه عندما فرضت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة لمدة أربع سنوات على استيلاء الجيش التركي على شمال قبرص عام 1974.
وقال المسؤولون الأتراك إنه إذا تم استبعاد تركيا من برنامج F-35، فسوف تبحث عن بدائل، بما في ذلك الطائرات الروسية، بينما تحاول تطوير طائراتها الحربية وصواريخها الباليستية للاستخدام المحلي والتصدير.