رويترز: قراصنة يعملون لصالح تركيا نفذوا هجمات واسعة في أوروبا والشرق الأوسط

قال ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن الغربيين لوكالة رويترز إن قراصنة يعملون لصالح الحكومة التركية نفذوا هجمات إلكترونية واسعة النطاق استهدفت حكومات ومنظمات الأخرى في أوروبا والشرق الأوسط.

وشملت قائمة الدول المستهدفة كل من العراق واليونان وقبرص ومصر، وهي دول لديها علاقات متوترة حاليا مع أنقرة، كما شهدت بالفعل العديد من الهجمات الالكترونية التي اعلن قراصنة أتراك مسؤوليتهم عنها.
كشف مسؤولون أمنيون غربيون عن أن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى، في أوروبا والشرق الأوسط، نفذت بواسطة قراصنة إنترنت متسللين (هاكرز) يعملون لصالح الحكومة التركية.
ونقلت وكالة "رويترز"، في تقرير حصري عن مسؤولين بريطانيين وثالث أمريكي، أن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني، مدعومة من دولة، وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية. وقال المسؤولون إن الاستنتاجات تعتمد على ثلاثة عناصر: هي هوية ومواقع الجهات المستهدفة، إذ شملت حكومات دول لها أهمية جيوسياسية لدى تركيا، وأوجه التشابه مع هجمات سابقة يقولون إنها استخدمت بنية تحتية مسجلة في تركيا، ومعلومات ضمن تقييمات سرية لأجهزة مخابرات رفضوا الإفصاح عن تفاصيلها.
ولفتت الوكالة إلى إجرائها مراجعة لسجلات الإنترنت العامة، كشفت عن اختراق متسللين 30 مؤسسة على الأقل، منها وزارات وسفارات وأجهزة أمنية، إضافة إلى شركات ومنظمات أخرى. وكان من بين ضحايا تلك الهجمات خدمات البريد الإلكتروني لقبرص، والحكومة اليونانية، ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية.
وبحسب التقرير فقد وقعت الهجمات الإلكترونية على قبرص واليونان والعراق في أواخر عام 2018، وأوائل عام 2019.  ووفقاً لسجلات الإنترنت العامة، استهدفت الهجمات أيضاً المخابرات الألبانية ومنظمات مدنية داخل تركيا.
وأعلن قراصنة أتراك، الجمعة قبل الماضي، إنهم اخترقوا مواقع إلكترونية يونانية تابعة للبرلمان ووزارتي الخارجية والاقتصاد، إضافة إلى بورصة أثينا، لأكثر من 90 دقيقة. وجاءت قرصنة المواقع اليونانية، رداً على المحادثات التي جرت في أثينا، بين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قبل يومين من مؤتمر برلين الذي عقد الأحد قبل الماضي.
وفي أيلول/ سبتمبر 2018، تعرض موقع "وكالة أنباء الشرق الأوسط" الرسمية في مصر للاختراق من جانب مجموعة القراصنة التركية "أكينجيلار" التي تعني (الغزاة)، التي اخترقت موقع وتطبيق الوكالة، ونشرت صوراً للقيادي في تنظيم الإخوان السجين محمد البلتاجي، المحكوم عليه و74 إخوانياً بالإعدام. وسبق للمجموعة نفسها اختراق موقع مطار القاهرة الدولي ووضع شعارها عليه، في آب/ أغسطس 2015، في الذكرى الثانية لفض اعتصام الاخوان في مصر بميدان رابعة العدوية، ووجهوا رسائل ناقدة للحكومة المصرية، باللغات العربية والإنجليزية والتركية.
وذكرت رويترز إن مجموعة القراصنة "أكينجيلار" أو "الغزاة" هي مجموعة قرصنة تركية تأسست في أيلول/ سبتمبر 2005، وسبق أن اخترقت مواقع أمريكية وإسرائيلية، ومواقع صحف مثل شارلي إيبدو الفرنسية، انتقاماً من حوادث ازدراء تعرضت لها تركيا أو الإسلام، وكان الاسم مستخدماً لإحدى الفرق العسكرية العثمانية.
وذكر التقرير ان الحكومة التركية تستخدم جماعات القرصنة والجيوش الإلكترونية على نطاق واسع في تركيا لتوظيفها ضد المعارضة. وفي كانون الأول ديسمبر 2016 كانت جماعة من القراصنة الإلكترونيين في تركيا حولت هجمات القرصنة إلى مسابقة تكافئ المشاركين فيها الذين ينجحون في استهداف مواقع محددة للأحزاب ومنظمات مدنية معارضة للحكومة، حيث كان المشتركون يحصلون على نقاط بعد كل هجوم سريع يشنونه على عدد محدد من المواقع. وتظهر تلك النقاط على لوحة للتسجيل، ويستطيع صاحبها الوصول إلى وسائل حديثة للقرصنة.