أحبطت قوات الأمن المصرية هجوما متزامنا على ثلاثة حواجز أمنية بمدينة العريش شمالي سيناء، ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن مصادر أمنية مصرية قولها إن عدداً من الإرهابيين استهدفوا الحواجز الثلاث، وأطلقوا النار نحو قوات الأمن الموجودة عند الحواجز، ثم وقع اشتباك أسفر عن مقتل سبعة من الإرهابيين، إثنان منهم كانا يرتديان حزامين ناسفين.
وذكرت صفحة ناطقة باسم الدائرة الإعلامية "لإتحاد قبائل سيناء" المتعاون مع الجيش والشرطة في الحرب على العناصر "التكفيرية"، نبأ "استشهاد 6 جنود وإصابة 8 آخرين نتيجة هجمات مسلحة علي أكمنة أمنية بالعريش ومقتل العشرات من العناصر التكفيرية في هجمات متفرقة بنفس التوقيت على كامل مدينة العريش ب8 عربات للعناصر التكفيرية".
ونشرت الصفحة صورة قالت أنها "للمواطن السيناوي حماده فاروق من ضمن مصابي الأحداث المأساوية اليوم"، كما بثت صور لسيارات محترقة بالكامل، وقالت أنها لتفجير سيارات للعناصر الإرهابية بمن فيها بعد اشتباك قوات الأمن معهم.
وأكد "اتحاد قبائل سيناء" القبض على مجموعة كبيرة من العناصر الارهابية أحياء بعد محاولتها اقتحام الأكمنة الخاصة بقوات الأمن في العريش، وتصفيه انتحاري هاجم كمين الرفاعي بسلاح ناري وتفكيك حزامه الناسف قبل أن يتمكن من تفجير نفسه.
وأشارت إلى أنه نتج عن الهجوم استشهاد 3 مجندين، وأكد "الاتحاد" إحباط هجومين علي كمين "سينا سكول" وكمين الموقف الجديد وتصفيه عدد من المهاجمين وهروب الباقي منهم مصابين بعد أن تركوا سلاحهم.
وأكدت مصادر أمنية استشهاد الملازم أول مصطفى محمد عثمان، من قوة قطاع الأمن المركزي بالعريش، أثناء تصديه وجنوده لهجمات متزامنة على تمركزات امنية بالمدينة، وانتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر صور للضابط الشاب "الشهيد"، وهو نجل اللواء الشرطة المتقاعد محمد سيد عثمان، وخريج دفعة عام عام 2017.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الكمائن الأمنية المستهدفة، هي كمين سد الوادي، وكمين المعهد وكمين الموقف القديم.
وتحتفل مصر خلال أيام بالذكرى السادسة لثورة 30 يونيو، وسط حالة توتر وتخوف من وقوع هجمات إرهابية بعد وفاة الرئيس المصري الأسبق المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي، وفي ضوء بعض الهجمات المتفرقة بشمال سيناء خلال الأسابيع الأخيرة، وأعاد الهجوم للأذهان ذكرى أكبر هجمات إرهابية متزامنة تعرضت لها سيناء واستهدفت أكثر من 15 نقطة تمركز أمنية وعسكرية يوم 1 تموز/ يوليو 2015، ونتج عنها سقوط العشرات من القتلى من القوات المسلحة قبل أن تتمكن تعزيزات من القوات المسلحة والطيران الحربي من صد الهجمات التي استهدفت إعلان "ولاية سيناء" من خلال السيطرة على قرى بالمنطقة الحدودية الواقعة بين رفح والشيخ زويد، وذلك بعد نحو عام من إعلان تنظيم "أنصار بيت المقدس" مبايعة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي.
ومطلع الأسبوع الجاري، قُتل 4 مدنيين وأُصيب 5 آخرين يوم السبت، برصاص مسلحين جنوبي العريش، وهم من العاملين في إنشاء تحصينات أمنية تابعة لأجهزة الأمن في شمال سيناء. وأعلن تنظيم يسمي نفسه "ولاية سيناء" عن 4 مختطفين من ضمن 11 شخصً اختطفوا يوم 12 حزيران يونيو الجاري. وبثت "ولاية سيناء" على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً بعنوان "العاقبة للمتقين" يجدد فيه البيعة لزعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي.
واستكمل القضاء العسكري في مصر هذا الشهر محاكمة المتهمين في القضية رقم 137 عسكرية المعروفة إعلامياً بـ"ولاية سيناء 4"، والمتهم فيها 555 متهما بتأسيس 43 خلية عنقودية تابعة لتنظيم "داعش"، ارتكبت 63 جريمة إرهابية في شمال سيناء.
وأوائل الشهر الجاري، أعلنت وزارة الداخلية المصرية استهداف عدد من "العناصر الإرهابية" فجر أول أيام عيد الفطر لكمين إمنى غرب مدينة العريش و"تم التعامل مع تلك العناصر وتبادل إطلاق النيران مما أسفر عن مقتل خمسة من العناصر الارهابية واستشهاد ضابط وامين شرطة و6 مجندين"، فيما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان بوكالة "أعماق" الناطقة بأسمه.
ودأبت الجماعات المتطرفة في شمال سيناء على استغلال مناسبات الاعياد والاحتفالات الدينية والوطنية للهجوم على قوات الأمن في مناطق "النشاط الإرهابي" بأجزاء من محافظة شمال سيناء المصرية، وشن الجيش طوال العام الماضي العملية الشاملة سيناء 2018، والتي قالت الدولة المصرية إنها "نجحت في تدمير البنية التحتية للإرهابيين".
وتمكن جهاز المخابرات العامة المصرية، الشهر الماضي، من تسلم "الإرهابي الخطير" هشام العشماوي من ليبيا بعد نحو 8 شهور من احتجازه لدى قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث كان ضمن قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس قبل انشقاقه عن التنظيم الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي في صيف 2014.
وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا اليوم أكدت فيه أن مجموعة من العناصر الإرهابية "قامت بمهاجمة منطقة تمركزات قوات الشرطة جنوب غرب العريش بشمال سيناء، حيث تصدت لها القوات وأسفرت المواجهات عن إستشهاد ضابط و6 مجندين ومصرع 4 من تلك العناصر إنفجر في أحدهم حزام ناسف كان يحمله وتم العثور بحوزتهم على أحزمة ناسفة وأسلحة آلية وقنابل يدوية"، وأشار البيان أنه يتم حاليا مطاردة العناصر الإرهابية، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.