تونس تودع رئيسها في جنازة وطنية.. وتمنع إخواني مقيم في تركيا من دخولها "لتكفيره" السبسي

في جنازة وطنية مهيبة نظمتها الدولة التونسية ودع آلاف التونسيين رئيسهم الأول المنتخب ديمقراطيا بعد ثورة 2010، فيما قررت تونس منع دخول قيادي إخواني مقيم في تركيا لأراضيها لتهجمه على الرئيس الراحل.

صرّح إياد الدهماني الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية، أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، قرّر منع القيادي الإخواني الهارب في تركيا وجدي غنيم من دخول التراب التونسي مستقبلا على إثر ما نشره حول الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ويتضمن إساءة للرئيس التونسي الراحل وما يمكن اعتباره "تكفيرا" له.

وأكد الشاهد في تصريح لوكالة "تونس إفريقيا للأنباء" أن رئيس الحكومة يعتبر أن ما صدر عن وجدي غنيم "هو سلوك متطرف وعنيف هدفه الإساءة لا إلى الرئيس الراحل فقط، بل الإساءة للدولة التونسية ولكافة الشعب لتونسي"، حسب تعبيره.

وكان غنيم، المقيم في تركيا، قد تهجم بشدة يوم الخميس في تدوينة له على صفحته بموقع فيس بوك على الرئيس الراحل قايد السبسي ناعتا إياه بأنه "عاش حياته محاربا لشرع الله وشريعته"، وفق زعمه، حسبما ذكرت "سكاي نيوز عربية"، التي ذكرت أن وجدي غنيم يعتبر من الدعاة المتطرفين، وقد أثار مجيئه إلى تونس في أعقاب ثورة 2011 جدلا واسعا في البلاد.

وأثار حديث غنيم الصادر ضده حكم بالاعدام في مصر لاتهامه بقيادة وتأسيس خلية إرهابية، أثار غضبا واسعا بين التونسيين، وهي المرة الثانية التي يكون فيها مثار جدل واسع بين التونسيين حيث كان غنيم أشد المنتقدين لمبادرات السبسي بشأن حقوق المرأة، وقدمت تونس في 2017 احتجاجا رسميا لدى السلطات التركية ضد غنيم.

جنازة وطنية بمشاركة عالمية

ووري جثمان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الثرى بمقابر آل قايد السبسي بالعاصمة تونس، في جنازة وطنية مهيبة حضرها ملوك ورؤساء ومسؤولين رفيعي المستوى من الدولة الشقيقة والصديقة.

وواكب الجنازة الآلاف من المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الطريق لالقاء نظرة الوداع على رئيسهم في الموكب المهيب، حيث وضع جثمانه فوق حاضنة المدفع التي جرتها شاحنة عسكرية، تتقدّمه الخيالة الراكبة وانطلق الموكب من الباب الرئيسي للقصر الرئاسي في اتجاه شارع محمد الخامس بالعاصمة، مرورا بقصر المؤتمرات وصولا لشارع منصف باي أين إنسحبت الخيالة وتقدّمته فرقة الموسيقى العسكرية، حسبما ذكرت اذاعة موزاييك إف إم التونسية المحلية.

وشارك في الجنازة عدد من القادة بينهم الرئيس الجزائري الموقت عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج والامير مولاي رشيد بن الحسن شقيق العاهل المغربي الملك محمد الثاني، وشارك ايضا رؤساء فرنسا والبرتغال ومالطا وملك اسبانيا.

ونشر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تغريدة على تويتر عقب حضوره موكب التأبين الرسمي للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي بقصر قرطاج اليوم السبت. وكتب ماكرون: ''تونس فقدت رئيسا عظيما وفقدنا صديقا. المعارك التي خاضها الباجي قايد السبسي لم تنته وبيد الشعب التونسي حمل لواء تونس المنفتحة والمتسامحة والوطنية. تونس المحبّة للحرية وتدافع عنها''.

وقال حافظ قايد السبسي نجل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في تصريح لراديو موزاييك التونسي إن والده دخل إلى قصر قرطاج رئيسا وخرج منه زعيما للتونسيين.

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الحداد فى البلاد لمدة ثلاثة أيام لرحيل الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية.