ترامب: لن أتخلّى عن السعودية ونحتاج إليها في مواجهة إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يريد التخلي عن السعودية على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدا أن واشنطن بحاجة إلى المملكة في الحرب ضد الإرهاب.

تحولت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم من الهجوم على السعودية اتصالا بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلى الدعوة لانتظار نتائج التحقيقات، مؤكدا ان الاتهامات التي توجه للمملكة لا زالت "مبكرة"، وأنه يرفض "فكرة أن المتهم مدان حتى تثبت براءته".

ودافع ترامب عن السعودية خلال مقابلة له مع وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، وقارن بين الاتهامات الموجهة للسعودية، والاتهامات الجنسية التي لاحقت مرشحه للمحكمة العليا القاضي الأمريكي بريت كافانو، قائلا: "لقد ممرنا بهذا مع القاضي كافانو وكان بريئاً على طول الطريق بقدر ما يهمني".

وتجنب ترامب في تصريحات متعددة اليوم توجيه أصابع الاتهام الى حليفتها الرياض، وأوضح أن زيارة وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوشين إلى المملكة لا تزال قائمة إلا أنها "قد تلغى" حسب نتائج التحقيقات في قضية خاشقجي.

وعلى الرغم من نشر نص المقابلة وتسجيلها على موقع الوكالة الأمريكية، غرّد الرئيس الأمريكي مهاجما وكالة أسوشيتد برس، قائلا: "عناوين الأسوشيتد برس كانت مختلفة عن تصريحاتي ومضمون القصة. أنهم لا يستطيعون مساعدة أنفسهم.. أخبار كاذبة"، لكن الرئيس الأمريكي عاد ليكرر نفس التصريحات حول خاشقجي في مقابلة اخرى اليوم مع "فوكس نيوز" مؤكدا فيها ان "السعودية حليف قوي".

السعودية حليف مهم لأمريكا

قال الرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء، إن السعودية حليف مهم وقوي للولايات المتحدة، وبأن البلدين يعملان سويا على وقف نشاطات إيران. وأضاف "نحن بحاجة إلى السعودية في حربنا على كل الإرهاب، وفي كلّ ما يحدث في إيران وأماكن أخرى".

وأكد ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس بزنس" نقلتها "سكاي نيوز"، أن المملكة حليف مهم لأميركا، وأضاف: "نحن بحاجة إلى السعودية في حربنا على الإرهاب، وفي كل ما يحدث في إيران وأماكن أخرى". كما شدد الرئيس الامريكي على اهمية الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، ورفض فكرة التخلي عن حليفته الرياض: قائلا: "لا أريد القيام بذلك. وبصراحة، لديهم طلبية هائلة، 110 مليار دولار"، في إشارة إلى صفقة بيع أسلحة أميركية منتظرة للمملكة.

وفيما يتعلق بقضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، أشار ترامب إلى أنه "ليس متأكدا فعلا من حقيقة وجود التسجيلات التي يتم نشر تفاصيلها بشأن قضية خاشقجي". وأعتبر أنه على الأرجح "سنعرف ما الذي جرى للصحفي المفقود خاشقجي في نهاية الأسبوع"، مضيفا أنه "طلب تسجيلات صوتية ومصورة من تركيا بشأن خاشقجي إن وجدت".

ونفى الرئيس الامريكي فكرة انه يوفر غطاء للدفاع عن السعودية، بقوله: "أنا لا أعطي غطاء على الإطلاق" و"أريد فقط معرفة ما يحدث".

وأجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء مباحثات مع المسؤولين الاتراك بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بعد زيارته للسعودية، وطلب ترامب من أنقرة تزويده بالأدلة التي تتحدث عنها وسائل الاعلام وخاصة التسجيلات الصوتية والفيديو، وتابع في تصريحاته للصحفيين قبل قليل من البيت الأبيض: "لقد طلبنا ذلك ، إذا كان موجودا" و"لست متأكداً بعد من أنه موجود. ربما. ربما. هل سأحصل على تقرير كامل عن ذلك من مايك (بومبيو) عندما يعود"، في إشارة لوزير الخارجية الأمريكي ومتابعته تطورات قضية الصحفي جمال خاشقجي.

وسمحت السلطات السعودية اليوم للشرطة التركية بتفتيش مقر القنصل السعودي في اسطنبول في إطار التحقيق المشترك.