وفي مقابلة حصرية مع وكالة رويترز يوم الأربعاء تحدث ترامب بلهجة حادة عن الصين وقال إنه يدرس خيارات مختلفة فيما يتعلق بالعواقب التي يجب أن تتحملها بسبب الفيروس.
ودأب ترامب منذ بداية ظهور ما كان يصفه بـ"الفيروس الصيني"، على تحميل الصين مسؤولية الجائحة العالمية التي أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 60 ألف شخص في الولايات المتحدة، وزجت بالاقتصاد الأمريكي في كساد عميق وعرضت للخطر آماله في الفوز بولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
ونقلت الوكالة عن ترامب، الذي يتهمه كثيرون بعدم التحرك بالسرعة الكافية لإعداد الولايات المتحدة لمواجهة انتشار الفيروس، إنه يعتقد أن الصين كان عليها أن تلعب دورا أبرز في تعريف العالم بفيروس كورونا بسرعة أكبر.
وسئل ترامب إن كان يفكر في اللجوء إلى فرض رسوم على الصين، فلم يشأ الخوض في التفاصيل. وقال "ثمة أمور كثيرة يمكن أن أفعلها. نحن ندرس ما حدث".
وقال "الصين على استعداد لبذل كل ما في وسعها لكي أخسر هذا السباق". وأضاف أنه يعتقد أن بكين تريد فوز خصمه الديمقراطي جو بايدن من أجل تخفيف الضغوط التي فرضها هو على الصين فيما يتعلق بالتجارة وقضايا أخرى.
وقال عن المسؤولين الصينيين "يستخدمون العلاقات العامة على الدوام في محاولة لكي يبدو الأمر وكأنهم الطرف البريء".
وأضاف أن الاتفاق التجاري الذي أبرمه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بهدف تقليل العجز التجاري الأمريكي المزمن مع الصين "اختل اختلالا شديدا" بفعل التداعيات الاقتصادية للفيروس.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب يوم الأربعاء مشترطا الحفاظ على سرية هويته إن ”هدنة“ غير رسمية في حرب الكلمات كان الرئيسان قد اتفقا عليها في مكالمة هاتفية في أواخر مارس آذار انتهت الآن فيما يبدو.
قال ترامب إن كوريا الجنوبية وافقت على دفع مبلغ إضافي من المال للولايات المتحدة مقابل اتفاق للتعاون الدفاعي، لكنه رفض الحديث عن قيمة هذا المبلغ.
وأضاف "بإمكاننا إبرام اتفاق. وهم يريدون إبرام اتفاق. وافقوا على دفع مبلغ كبير. وهم يدفعون أكثر كثيرا مما كانوا يدفعون عندما وصلت إلى هنا" في كانون الثاني يناير 2017.
أبدى ترامب حزنه على ما آل إليه الاقتصاد القوي الذي كان يتمتع به حيث فقد الملايين أشغالهم وتعثر الناتج المحلي الإجمالي.
وقال ”كنا نرقص طربا عندما حدث ذلك. كان لدينا أعظم اقتصاد في التاريخ“.
وأضاف بأنّه راض عن الأسلوب الذي يعمل به عدد كبير من حكام الولايات تحت وطأة الفيروس لكنه قال إن البعض بحاجة لتحسين أدائهم، بيد أنه لم يذكر أسماء بعينها.
وقد تعرض أداء ترامب فيما يتعلق بمواجهة وباء كورونا للانتقاد. وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس يومي 27 و28 ابريل نيسان الجاري أن 43 في المئة من الأمريكيين يقرون إدارته لأزمة الفيروس.
ويسعى ترامب أيضا للتعجيل بتطوير لقاح للفيروس. وقال في هذا الصدد "أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام".
على الوجه المقابل، قالت الصين يوم الخميس إنه ليس لديها مصلحة في التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية وذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن بكين ”على استعداد لبذل كل ما في وسعها“ لكي ينهزم في محاولته الفوز بالرئاسة لفترة ثانية في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ للصحفيين خلال إفادة يومية أن الانتخابات شأن داخلي للولايات المتحدة وأن بكين تأمل في ألا يحاول الأمريكيون جر الصين إليها.