انطلاق برنامج تلفزيوني في نيويورك بعنوان "الإخوان كجماعة إرهابية في أمريكا"

في الوقت الذي تدرس فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج الاخوان كجماعة إرهابية ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة، أنطلق برنامج تلفزيوني في نيويورك لتوثيق علاقة الجماعة بالارهاب.

قامت صحيفة "ذا إنفتستيجيتيف جورنال - تي آي چيه" البريطانية المتخصصة في الصحافة الاستقصائية بتقديم حلقة نقاشية من خلال برنامجها الحواري الذي تم تصويره في ستوديو مطل على ساحة تايمز سكوير في نيويورك من تقديم تال هينريك ومن إعداد وانتاج محمد فهمي ودريس سيكات.

تناولت أولى الحلقات التي ناقشها البرنامج وضع جماعة الاخوان المسلمين في الولايات المتحدة و الدعوات إلى تصنيفها بشكل رسمي كجماعة ارهابية محظورة أسوة ببعض البلاد في الشرق الأوسط و الغرب.. فهل ستدرج إدارة ترامب جماعة الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية؟

ذكرت المذيعة تال هينريك أنه تم تأسيس الجماعة في مصر في 1928 على يد حسن البنا -الأب الروحي للاسلام السني السياسي- كجماعة اسلامية سياسية، و ترتكز الجماعة على المعتقد القائل بأن الاسلام ليس مجرد دين بل هو أيضا اسلوب حياة..فهي تدّعي انها تدعو للسلام و الديمقراطية، إلا أن أشهر القول المدبرة للارهاب مثل أسامة بن لادن، و أيمن الظواهري و أبو بكر البغدادي كانوا جميعا ينتمون إلى الجماعة قبل الاضطلاع بأدوارهم في شبكاتهم الارهابية و التي منها القاعدة و داعش.لم تكن ايديولوجية الاخوان مجرد إلهام للارهاب فحسب، بل إن أيضا الأفراد التابعين لها كانوا قد اشتركوا بشكل مباشر في نشاطات ارهابية، و لدينا "حماس" على سبيل المثال.

المذيعة تال هينريك تسأل د.مايكل مورجان ما إذا إدراج الإخوان كجماعة إرهابية سيعقد العلاقات بين أمريكا و تركيا و قطر كونهما أكبر داعمين للجماعة منذ تأسيسها انتشرت الجماعة في أربعة أركان في أنحاء العالم العربي .. و حتى في الغرب، حيث قامت الجماعة بتأسيس مكاتب لها في مدن مثل لندن في وقت قامت فيه بعض البلاد العربية بوصفها جماعة ارهابية ..و تدرس أوروبا و الولايات المتحدة حاليا تنفيذ قوانين لحظر الجماعة و التابعين لها في بلادهم.قالت هينريك أنه في شهر ابريل الماضي، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة البيت الأبيض، و بعد مرور أسبوعين من زيارته، أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب أنه يدرس اصدار قرار يصنف الاخوان المسلمين كمنظمة أجنبية إرهابية.و قام جوناثان شانزر -نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية- بمداخلة فيديو في الحلقة، و كان شانزر قد قام بالإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي في هذا الشأن.جدير بالذكر أن قائمة الدول التي صنفت الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية تشمل مصر، السعودية، سوريا، روسيا، البحرين و الامارات.

قال تيد كروز، السيناتور و عضو مجلس الشيوخ من ولاية تكساس "إن شعار جماعة الاخوان المسلمين هو "الجهاد سبيلنا، و الموت في سبيل الله هو أقصى آمالنا"، و البعض يريدنا أن نرى جماعة مثل هذه "وسطية"، و أقول لهم أن يقرأوا المذكرة التفسيرية لأهدافهم الاستراتيجية كجماعة في أمريكا الشمالية و هي تقول"عملية التسوية في أمريكا هي عملية جهاد للحضارة" ، و هذا يرينا أن الجماعة تعتقد أن عملها في أمريكا هو شكل من أشكال الجهاد العظيم من خلال تدميرالحضارة الغربية من الداخل". جدير بالذكر أن سيناتور كروز قد تقدم في عام 2017 بمشروع لحكومة ترامب لإدراج الجماعة ضمن الجماعات الإرهابية.

واذاعت الحلقة مقاطع للسيناتور تيد كروز يتحدث في البرنامج الحواري عن مجهوداته لإقناع إدارة ترامب بإدراج الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية وتعليقا على كلمة كروز، قال مايكل مورجان، زميل أقدم في مركز لندن لأبحاث السياسات، والذي كان حاضرا بداخل الأستوديو، للمذيعة تال هينريك "إن هذا هو بالفعل واقع الأمر، فالاخوان يدعون أمام الإعلام أنهم مسالمون ثم يفعلون عكس ما يدعونه، فالاخوان دائما ما استخدموا الاسلام كدرع و طريقة للتأثير في الأطراف الأخرى في الثقافة الغربية و استغلوا الحريات التي تمنحها تلك الدول الغربية، و أعتقد أن الادارة السياسية الحالية للولايات المتحدة تعمل على إخبار مواطني البلاد بالحقيقة و حمايتهم، و لكن هذة المسألة تعد صعبة نظرا لطبيعة الادارة السابقة و الاثار التي ترتبت عليها، فنحن نتذكر موقف أوباما عندما خرج المصريون لازاحة الرئيس المصري السابق المنتمي لجماعة الأخوان محمد مرسي. فقد صرح أوباما حينها أنه لا يدعم حركة المصريين، و كان هذا أمرا مثيرا للجدل لأن عادة ما تدعم أمريكا حركة الشعوب و لكن أوباما فضّل الالتزام بأجندته الخاصة وقتها".

أضاف مورجان "إن التاريخ يرينا أن عنف تلك الجماعات يبدأ عند مرحلة حظر الحكومات لها بعدما كانت قريبة منها، مثلما حدث مع السادات و جمال عبد الناصر و النقراشي، و لا يصح في هذه الحالة تطبيق قاعدة الإبقاء على الأعداء على مقربة لتفادي شرورهم، فهؤلاء يمثلون قنبلة موقوتة و يجب مقاطعة هذا النوع من الأعداء".

وأضاف "إن الجماعة شديدة التنظيم و لديها مكتبها و فرقها المتخصصة، و لمقاومتها يجب قطع الامدادات المادية عنها و هذة هي الخطوة الاولى، ثم يليها إدراك أهمية أن نعترف بالحقيقة، فالتقرب إلى الجماعات الارهابية ينتج عنه خسارة حيوات مواطنين أبرياء".