السلطات المصريّة تعتقل أشخاصاً خطّطوا لإثارة الفوضى من بينهم أتراك

اعتقلت السلطات المصرية خلال اليومين الماضيين تركيين وأردنيين وهولندياً وفلسطينياً خططوا لدعم عناصر جماعة الإخوان وإثارة فوضى واضطرابات في مصر

وتبين من التحقيقات أن جماعة الإخوان استعانت بعدد من العناصر العربية والأجنبية لدعم التظاهرات في مصر بهدف نشر الفوضى وإسقاط الدولة، كما كشفت عن وصول عناصر تركية لتصوير الكمائن والارتكازات الأمنية بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة وفقاً لما نشرته شبكة العربية.

وبثّ الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية"، مساء يوم الثلاثاء، على شاشة "إم بي سي مصر"، مقاطع فيديو لاعترافات هؤلاء العناصر، وقالوا فيها إنهم وصلوا إلى مصر خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، استجابة لدعوات الفوضى التي أطلقتها جماعة الإخوان عبر الشبكات الإلكترونية لدعم المظاهرات والاحتجاجات التي كان من المزمع القيام بها في الأيام الماضية في مصر.

وكشفت التحقيقات أن العناصر المتورطين هم أشرف أسعد أحمد طافش فلسطيني الجنسية، دخل الأراضي المصرية في 18 سبتمبر الماضي عبر معبر رفح البري، واعترف بأنه أحد عناصر "تنظيم الجهاد الإسلامي".

وكشف طافش أنه يعمل كمسؤول سري للرصد والاتصال وجمع المعلومات، وجاء إلى مصر قبل اليوم المحدد للمظاهرات لدعم ما أسماها الثورة ضد النظام.

وتبين من التحقيقات أن المتهم الثاني تركي الجنسية ويدعى بيرات بيرتان أودجان، دخل إلى مصر عبر مطار القاهرة الدولي في 22 سبتمبر الماضي، وأقام في فندق "سوفيتيل الجزيرة" بوسط القاهرة، مؤكدة أنه تم ضبطه وهو يقوم بعمليات الرصد والتصوير، والتواصل مع بعض العناصر المشاغبة لصالح إحدى الجهات، وأُلقي القبض عليه في ميدان التحرير أثناء تصويره لأشخاص وارتكازات أمنية.

وأضافت التحقيقات أن المتهم الثالث هو عبد الله كيماك تركي الجنسية، دخل مصر في 18يونيو الماضي عبر مطار القاهرة، وتم ضبطه بميدان التحرير أثناء قيامه بعمليات الرصد والتصوير لصالح إحدى الجهات. وأشارت إلى أنه وعند فحص هاتفه تبين أنه يحتوي العديد من الصور لبعض الشباب في ميدان التحرير أثناء قيامهم بالتجمع في محاولة للحث على التظاهر.

كما أوضحت أن المتهم الرابع هو بيتر باص هارون هولندي الجنسية، دخل الأراضي المصرية في 14 سبتمبر عبر مطار القاهرة، وتم ضبطه أثناء قيامه برصد وتصوير منطقة ميدان التحرير والشوارع المحيطة به باستخدام طائرة "درون" من خلال شرفة أحد الفنادق، بهدف نقل صور التظاهرات لصالح إحدى الجهات الأجنبية، وتم رصد الأجهزة والمبالغ المالية التي كانت بحوزته.

إلى ذلك، كشفت التحقيقات أن المتهم الخامس هو ثائر حسام فهمي أردني الجنسية، دخل مصر في 4 سبتمبر الماضي، وأقام بمنطقة البساتين بالقاهرة، وهو أحد العناصر المناهضة للحكومة الأردنية ودائم الإسقاط للدولة المصرية، وجاء إلى مصر للمشاركة في دعم التظاهرات من خلال المشاركة باللجان الإلكترونية التابعة للإخوان والداعية لإحداث فوضى.

وأضافت أن المتهم السادس أردني الجنسية أيضاً، وهو عبد الرحمن علي محمد، دخل مصر في 5 سبتمبر الماضي عبر مطار برج العرب في الإسكندرية، وأقام بمنطقة البساتين بالقاهرة، وهو أحد العناصر المناهضة للحكومة الأردنية ودائم الإسقاط للدولة المصرية، ووصل إلى مصر للمشاركة في دعم التظاهرات وتقديم الدعم المادي والفني لعناصر الجماعة، وتم ضبطه بميدان التحرير.

كما تبين أن المتهم السابع هو مصطفى أحمد مصطفى مصري الجنسية، وتم تكليفه من جانب التنظيم الدولي للإخوان بتقديم الدعم المادي للعناصر الإخوانية بالبلاد، وتقديم الدعم للحشد وللتظاهرات المخطط لها من خلال ارتباطه وسيطرته على بعض العناصر الإخوانية المدسوسة داخل أحد روابط الأندية الرياضية.

وأكّدت أنه تم ضبطه بمنطقة ميدان التحرير، واعترف بتقاضي 5 آلاف دولار من القيادات الإخوانية الهاربة لتوزيعها على الشباب ودعم المظاهرات.

إدارة عمليات من تركيا

وفي هذا السياق، كشفت مصادر لشبكة العربية أن جماعة الإخوان وبواسطة قياداتها الهاربين لتركيا، قررت شن حملات موسعة على مواقع التواصل وعبر لجانها وشبكاتها الإلكترونية لإثارة الفوضى في مصر، والدعوة لتظاهرات واحتجاجات ضد النظام، مضيفةً أن الجماعة دشنت صفحات وحسابات تواصلية للحشد وترويج المعلومات الكاذبة، وإثارة سخط المصريين، وإضعاف ثقتهم في أجهزة الدولة ومؤسساتها.

كما أشارت إلى أن من يشرف ويدير هذه الكتائب واللجان بشكل فعلي هو محمود حسين، الأمين العام للجماعة والمقيم في تركيا، يعاونه في ذلك أيمن عبد الغني زوج ابنة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والهارب إلى تركيا أيضاً، والذي يتولى عمليات نقل وتهريب الأموال والعناصر الإخوانية إلى أوروبا عبر تركيا.

وفي هذا السياق، قال سامح عيد القيادي الإخواني السابق والباحث حالياً في شؤون الحركات الإرهابية، إن اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان تديرها قيادات التنظيم الهاربة في تركيا. وبدأت فعلياً نشاطها في العام 2011، تحت إشراف مباشر من خيرت الشاطر، وكانت تقوم بمهام محددة، أبرزها الدعوة للحشد في التظاهرات التي كانت تدعو لها الجماعة للضغط على المجلس العسكري، وتشويه خصوم الجماعة والمنشقين عنها، وكانت تضم عدداً كبيراً من الشباب والفتيات الذين يعملون فيها بمقابل مادي.

ولجأ الإخوان أيضاً إلى تدشين حسابات شخصية على فيسبوك بأسماء قيادات الجماعة، وتدشين مواقع إخبارية، وصفحات وجروبات سرية، يشارك فيها الآلاف من عناصر الجماعة والموالين والمتعاطفين معها، وكانوا ينشرون فيها الأخبار الخاصة بالجماعة، ويُروّجون المعلومات الكاذبة والصور المزيفة التي تخدم أغراضهم وتحقق هدفهم.

وأضاف عيد أن هذه اللجان زاد نشاطها بشكل مُكثّف في مصر عقب ثورة 30 يونيو من العام 2013، وخرجت حسابات أخرى تقوم بالمهمة مثل "ربعاوي" والتراس نهضاوي، وصوت الإخوان، ومولوتوف، والعقاب الثوري والثورة قادمة.

ويقول الباحث المصري إن هذه الكتائب الإلكترونية قل عملها بشكل كبير من داخل مصر بسبب قوة الأمن السيبراني المصري، لكنها تنتشر الآن من خارج مصر ومن خلال عناصر الجماعة الهاربة والمقيمة في تركيا والسودان وماليزيا وقطر، وهو ما كان لافتاً خلال الأيام الأخيرة.

المصدر: ANHA