الاتحاد من أجل المتوسط يدعو إلى تعزيز التعاون والتكامل في منطقة البحر الأبيض المتوسط

جمعت الدورة الثالثة للمنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط وزراء خارجية الدول أعضاء الاتحاد لتأكيد التزامهم السياسي بتعزيز وتيرة التعاون الإقليمي والتكامل في المنطقة.

 قامت دول الاتحاد من أجل المتوسط، في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق المنظمة، بتقييم التقدم الذي تم إحرازه على صعيد العمل الأورومتوسطي حتى الآن، وناقشت سبل المضي قدماً في بناء التنمية البشرية والمستدامة الشاملة. كما أكدوا على أن الارتباط الاستراتيجي بين أوروبا ومنطقة المتوسط يشكل أساسا راسخا للتحقيق التقدم في غايات وأهداف الاتحاد من أجل المتوسط.

 عُقد المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، واختتم أعماله اليوم، تحت عنوان "عشر سنوات: بناء مستقبل التعاون الإقليمي"، حيث ركز المنتدى، الذي يتم عقده بشكل سنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، على تقييم حالة التعاون الإقليمي في المنطقة الأورو-متوسطية وآفاقها، والتعرف على الموضوعات التي تتطلب مضاعفة جهود الاتحاد من أجل المتوسط تجاهها بما يتيح مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. كما قام وزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط بتقييم تنفيذ خريطة الطريق للاتحاد من أجل المتوسط التي تم اعتمادها في العام الماضي لتعزيز المشاركة الأورومتوسطية.

ترأست الدورة الثالثة للمنتدى الإقليمي الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، والتي مثلها كل من فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، والأردن، والتي مثلها أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن، واستضافها جوزيب بوريل، وزير الشؤون الخارجية في إسبانيا، وناصر كامل، الأمين العام للاتحاد المتوسط.

حيث أقرت الرئاسة المشتركة للاتحاد في إعلانها المشترك بدور الاتحاد من أجل المتوسط "كمنصة فريدة للتعاون الإقليمي وقدرتها على التغلب على العديد من التحديات" مع تحقيق "أثر ملموس على الأرض، وبالتالي خلق ظروف للتعامل بشكل أكثر فعالية مع الأسباب الجذرية للتحديات الراهنة، مثل الإرهاب والتطرف والهجرة غير النظامية".

هذا وقد عقد الاتحاد من أجل المتوسط أكثر من 25 اجتماعًا وزاريًا، وأنشأ 12 منبرًا إقليميا للخبراء في المجالات التي تشكل أولوية في عمل الاتحاد، ونظم أكثر من 300 منتدى للحوار ضم أكثر من 25000 من أصحاب المصلحة من جميع أنحاء المنطقة على مدى العقد الماضي. علاوة على ذلك، أقرت الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط 54 مشروعاً للتعاون الإقليمي بقيمة 5.6 مليار يورو، والتي تضمنت مبادرات للتنمية المستدامة، ومشروعات للبنية التحتية الحضرية، وبرامج في مجالات متشعبة، من ضمنها بناء القدرات في قطاعات متعددة، والمساواة بين الجنسين، وريادة الأعمال، وخلق فرص عمل جديدة.

وصرح ناصر كامل ، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط بأن "هذا المنتدى هو انعكاس حقيقي لالتزام سياسي مشترك من جميع الدول الأعضاء 43 لدعم الحوار الإقليمي والتقارب والتكامل، ولا يمكن للسياسات الوطنية وحدها أن تتعامل بالسرعة والفعالية اللازمين مع التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة في الوقت الراهن." وأضاف "إن هذا الشعور الجماعي بالهدف والمسئولية لتعزيز التعاون الإقليمي يشكل دافعا رئيسيا لموائمة أطر السياسات العالمية والوطنية ويساعد في مساعينا لخلق تنمية بشرية ومستدامة شاملة في جميع أنحاء المنطقة الأورو-متوسطية ".

ويسترعي الانتباه عقد أول جولة حوار لأصحاب المصلحة المنخرطين في أنشطة مبادرة البحر المتوسط للوظائف (Med4Jobs) بالتوازي مع اجتماع المنتدى الإقليمي لهذا العام مما يؤشر إلى الأهمية التي يوليها الاتحاد من أجل المتوسط للشباب والمرأة في أنشطته، حيث جمع الحدث بين مروّجي المشروعات المنبثقة عن المبادرة والمستفيدين منها والمؤسسات الدولية ذات الصلة لدراسة تأثير المبادرة والبناء على الفرص وقصص النجاح التي حققها 13 مشروعًا إقليميًا يتم الترويج لها بهدف تعزيز روح المبادرة وتحسين القدرة على العمل وتشجيع خلق الوظائف. وأكد المشاركون على أن ما تشهده المنطقة الأورومتوسطية من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لا يمثل تحدي يمكن التصدي له، بل من الممكن في الواقع أن يتحول إلى فرصة، حيث يشير عدد من الدراسات الحديثة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة يمكن أن يزيد بمقدار 20 مليار يورو إذا ما انخفض معدل البطالة بين الشباب إلى النصف بالمقارنة بمعدله الحالي.