الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لمصر لتحقيق "الأمن المائي"

إفتتح إيفان سوركوش ، سفير الإتحاد الأوروبي لدى مصر، صباح اليوم الأربعاء فعاليات "مؤتمر تعاون الإتحاد الأوروبي-مصر في مجال المياه"، وبمشاركة سفيري ألمانيا وإيطاليا وإتحاد منظمات الأعمال المصرية الأوربية.

بدأت اليوم فعاليات "مؤتمر تعاون الاتحاد الأوروبي-مصر في مجال المياه"، والذي يعقد ما بين 17-18 أكتوبر بحضور الدكتور محمد عبد العاطي ، وزير الموارد المائية والري، حيث جاء المؤتمر في إطار مشاركة الاتحاد الأوروبي في "أسبوع القاهرة للمياه" حيث يناقش سبل دعم الإتحاد الأوروبي لقطاع المياه في مصر ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 والخطة القومية للموارد المائية 2037.

الاتحاد الأوروبي يضع يده في يد مصر للحفاظ على النيل

وبدء السفير سوركوش كلمته قائلا بالعربية: ”الكثير من الشعراء كتبوا عن النيل مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، كما قام فنانون بالغناء له مثل أم كلثوم وعبد الوهاب ومحمد منير. لذلك نحن في الإتحاد الأوروبي نضع أيدينا في أيدي المصريين للحفاظ على النيل“. ونوّه سوركوش إلى إن مصر تواجه تحدي ندرة المياه والذي يتطلب تحركا سريعاً لترشيد الإستهلاك وتطوير أنظمة الري الحديثة وتقليل الفاقد، لافتا إلى أن الإتحاد الأوروبي كان من بين أوائل الداعمين لمصر في هذا المجال. إذ ساهم بمبلغ 504 مليون يورو لإنشاء مشاريع في مجال المياه خلال السنوات العشر الأخيرة. وأضاف أن تلك المنح شجعت مؤسسات مالية أوروبية على ضخ إستثمارات بقيمة تقارب 2.5 مليار يورو في هذا القطاع.

وأكد على إلتزام الإتحاد الأوروبي بدعم الإدارة المستدامة للمياه من خلال إستمرار المشاريع الإنمائية بجانب التوسع في المباحثات مع صنّاع القرار في مصر. وأشار إلى أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر في قطاع المياه يشمل برامج تغطي 12محافظة مصرية، ستؤدي إلى تحسين حياة ما يقرب من 12.5 مليون مصري . أي حوالي ثلث سكان هذه المحافظات، معظمهم من الأشد احتياجا.

وأوضح السفير إيفان سوركوش أن تحقيق الأهداف الإستراتيجية الشاملة لمصر يتطلب حوارات مباشرة مع القطاع الخاص والمستثمرين ومؤسسات التمويل الدولية لمناقشة الإجراءات المطلوبة لخلق بيئة مواتية لتعزيز الشراكات المحلية والدولية. وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي إتخذ الخطوة الأولى نحو إنشاء شراكة ناجحة بين المؤسسات الخاصة والعامة من خلال إطلاق "الخطة الأوروبية للإستثمار الخارجي" و "الصندوق الأوروبي المستدام للتنمية".

وأعلن سوركوش أن الإتحاد الأوروبي قد أطلق في مارس الماضي برنامج EU WATER STARS مع وزارة الموارد المائية والري بميزانية إجمالية قدرها 5 مليون يورو كمنحة بهدف رفع الكفاءات الفنية في مجال المياه .حيث سيستمر لمدة 30 شهرا.وأضاف أن هذا البرنامج سيساعد الوزارة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة لتنفيذ أهداف الأمن المائي حسب خطة التنمية المستدامة للدولة 2030 والخطة القومية للموارد المائية 2037. كما أنه من المقرر إطلاق برنامج EU4 Water in Egypt بميزانية قد تصل إلى 120 مليون يورو خلال الثلاث سنوات المقبلة وذلك لدعم قطاع المياه في مصر ضمن إستراتجية الدولة للتنمية المستدامة 2030.

وفي سياق متصل، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر عن سعادته بدعم الحملة الوطنية للتوعية بالمياه للسنة الثانية على التوالي . قائلا: "إن الاتحاد الأوروبي قد شارك في إطلاق أول مسابقة وطنية للشباب للتوعية بحماية موارد المياه العام الماضي، بينما نفتخر في هذا العام برؤية المنافسة تتوسع لتشمل ثلاث فئات (الشباب الجامعي والصحفيين والمزارعين)"، حسبما أفاد بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة اليوم.

ومن جانبه، أعرب يوليوس جيورج لوي سفير ألمانيا بالقاهرة عن سعادته لإطلاق أسبوع القاهرة للمياه، مؤكدًا أن المياه تمثل موضوعًا هامًا لمصر والمنطقة والإقليم والعالم، فتوزيع المياه وسوء إستخدامها وأساليب الري غير الفعالة تضر بالأمن المائي.

وأشار إلى أن مع الزيادة السكانية في مصر تتزايد إحتياجات مياه الري والشرب والحياة العامة، كاشفًا عن أن قطاع المياه الآن هو من بين أكبر ثلاثة قطاعات للتعاون بين البلدين بإجمالي حوالي 700 مليون يورو، وأكد إلى أن بلاده ستواصل التعاون مع مصر في مجال المياه، داعيًا إلى مساعدة مصر في هذا الصدد، لافتًا إلى أن جودة وكمية المياه في مصر تحدد الرفاهية بالنسبة للشعب.

ومن جانبه، أكد وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطى أن قطاع المياه يمثل أهمية قصوى بالنسبة للمصريين، مشيراً إلى إستمرار التعاون المتميز بين مصر والإتحاد الأوروبي في هذا المجال، وأوضح وزير الري أن التنمية على الشواطئ وتحلية المياه تستلزم الكثير من الإستثمارات وهي أولوية قصوى بالنسبة لمصر، فالحكومة تخصص الكثير من الأموال لمعالجة المياه وإعادة تدويرها. وأشار الوزير إلى :"التعاون مع دول حوض النيل والتعاون الثنائي من أجل الوصول إلى إتفاقيات إقليمية عادلة لا تؤثر على البقاء.وبالطبع هناك أيضًا التعاون مع دول المتوسط ونعمل معًا من اجل الحفاظ على بيئة متوسطية نظيفة". وإستعرض ما تحقق في مجال المياه في البنية التحية أو الصرف الصحي. مثمناً التعاون مع الإتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن 90 بالمائة من المشروعات في هذا المجال تقوم بها مصر من خلال التعاون مع دول الإتحاد الأوروبي.

ويهدف مؤتمر "تعاون الاتحاد الأوروبي-مصر في مجال المياه" إلى تسليط الضوء على الدور الرئيسي للمياه في تحقيق النمو الإقتصادي المستدام ومناقشة الكيفية الأفضل لمواءمة الطلب المتزايد مع ندرة الموارد.

وفي اليوم الأول، سيتناول المؤتمر كيفية دعم الشراكة ما بين القطاع الخاص والعام في قطاع المياه خاصة مع إطلاق البرنامج الأوروبي لدعم الإستثمار الخارجي، بالإضافة إلى بحث دور القطاع الخاص في الصناعة بمشاركة بعض قصص النجاح من المشروعات المشتركة. وسيتم عرض بعض من نماذج الشراكة المصرية الأوربية وكيفية توسيعها، بجانب مناقشة الدور الرئيسي للقطاع الخاص في تحقيق النمو الإقتصادي المستدام.

وستعقد في اليوم الثاني من المؤتمر منصة حوار لمناقشة القضايا الإستراتجية في قطاع المياه وكيفية التعامل معها ، مثل التخطيط الإستثماري المتكامل واللامركزية. وسيتناول المشاركون دور شركاء التنمية في دعم إستدامة القطاع وإصلاحه، بالإضافة إلى  أولويات الإستثمار القومي طبقا لرؤية الحكومة المصرية وخططها المستقبلية في مجال تطوير قطاع المياه.