الاتحاد الأوروبي: نرفض استغلال تركيا المهاجرين كورقة ضغط
رفض الاتحاد الأوروبي بشدة الأربعاء، استغلال تركيا المهاجرين كورقة ضغط، وتسخير مأساتهم لتحقيق أهدافها.
رفض الاتحاد الأوروبي بشدة الأربعاء، استغلال تركيا المهاجرين كورقة ضغط، وتسخير مأساتهم لتحقيق أهدافها.
أعلن الاتحاد الأوروبي، في بيان له مساء اليوم الأربعاء، رفضه لكل أشكال استخدام اللاجئين السوريين كورقة ضغط تستغلها تركيا، لتحقيق أهداف سياسية.
وأكدت فرنسا أن الاتحاد الأوروبي يرفض ابتزاز تركيا، مشيرة أن الحدود ستبقى مغلقة أمام المهاجرين، حسب ما ذكرت فضائية العربية. وقالت مصادر دبلوماسية إن سفراء الاتحاد الأوروبي أعربوا عن غضبهم مما يرونه من محاولة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ"ابتزاز" الاتحاد بالسماح للمهاجرين بالتجمع على حدود اليونان، حسبما ذكرت روسيا اليوم.
وفي ذات السياق، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه أبلغ تركيا يوم الأربعاء بأن الوضع على حدودها مع اليونان غير مقبول وانه ينبغي عليها ألا تشجع على تحرك مزيد من المهاجرين صوب الحدود مع دول الاتحاد.
وعرضت دول الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء تقديم المزيد من الأموال إلى اليونان لحماية حدودها ولصالح المساعدات الإنسانية في محافظة إدلب السورية في مسعى لتجنب تدفق موجة من المهاجرين وسط خلاف حول كيفية التعامل مع تركيا.
والتقي وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الأربعاء لإجراء محادثات طارئة يعقبها لقاء لوزراء خارجية الاتحاد يومي الخميس والجمعة، بينما يحتشد نحو 25 ألفا من اللاجئين والمهاجرين عند حدود اليونان على أمل العبور إلى أوروبا.
كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قد أكد يوم الثلاثاء إن "ابتزاز" تركيا التي تهدد بالسماح بعبور ملايين المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، أمرٌ "غير مقبول".
ويأتي ذلك بعد تنصل تركيا من التزامها باتفاق الهجرة أبرمته عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي لإبعاد اللاجئين والمهاجرين عن أوروبا، وعزت تركيا موقفها إلى التصعيد الأخير في سوريا.
ونقلت وكالة رويترز عن مارجاريتيس شيناس أكبر مسؤول عن ملف الهجرة في الاتحاد الأوروبي قولع: ”تركيا ليست عدوا لكن الناس ليسوا أسلحة أيضا“، موضحا أن اليونان بحاجة إلى تمويل إضافي بقيمة 700 مليون يورو لتحصين حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية.
وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يعتزم عرض مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 60 مليون يورو لمحافظة إدلب السورية. وإدلب هي أحدث بؤرة صراع في الحرب الدائرة منذ تسع سنوات في سوريا حيث تقاتل قوات الحكومة المدعومة من روسيا معارضين مدعومين من تركيا.
وقال مسؤول عن الإغاثة بالأمم المتحدة إن الاحتياجات طغت على الموارد في جهود الإغاثة لدعم نحو مليون شخص فروا من القتال الأخير.
لكن دول الاتحاد الأوروبي على خلاف بشأن الموقف من تركيا. ويسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا لتجنب تكرار أزمة عامي 2015 و2016 عندما دخل أكثر من مليون لاجئ أراضيه مما ضغط على نظم الأمن والرعاية وزاد التأييد للمتشككين في الاتحاد الأوروبي والتيارات اليمينية في أوروبا.
وبدوره، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية إن شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي لم يقدم لبلاده عرضا ملموسا خلال اجتماع يوم الأربعاء لبحث كيفية التعامل مع آلاف المهاجرين الذين يحاولون دخول اليونان وبلغاريا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف كالين للصحفيين في أنقرة ”إلى اليوم لا يوجد اقتراح ملموس على الطاولة، لكننا نأمل في أن يصيغوا بطريقة ما هذه الخطة قريبا ويقدموها لنا حتى نسارع بتحقيقها في حالة التوصل إلى اتفاق“.وتابع قائلا إن بلاده لا تعتبر فتح الحدود أمام المهاجرين ”ابتزازا سياسيا“ مثلما ذكر مسؤولون أوروبيون.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع التركية يوم الأربعاء إن جنديين أخرين قتلا وأصيب 6 بنيران القوات الحكومية السورية في شمال غرب البلاد مع استمرار القتال قبل يوم من اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث وقف إطلاق النار.