الاتحاد الأوروبي أمام أكبر تحدي في تاريخه وفشل التوصل إلى خطة ما بعد كورونا بسبب هولندا 

بعد مباحثات استمرت 16 ساعة لوزراء المالية الأوربيين يبدو أن الاتحاد الأوروبي بات على شفى هاوية هي الأعقد والأكبر في تاريخه في ظل الوضع الذي تعانيه دول أوروبية من تفشي جائحة كورونا.

تعثرت مهمة وزراء المالية الأوروبيين في التوصل إلى اتفاق بعد اجتماع ماراتوني حول خطة إنعاش لما بعد تفشي فيروس كورونا. وذكرت مصادر أوروبية أن عدم مرونة هولندا، التي ترفض الاستجابة للمطالب الإيطالية بمنح صندوق خطة إنقاذ منطقة اليورو قروضاً للدول التي تواجه صعوبات هو السبب وراء فشل المباحثات التي دامت 16 ساعة.

وبعد اجتماع استمر لمدة 16 ساعة، لم يخرج وزراء المال الأوروبيين باتفاق على خطة إنعاش لما بعد جائحة كوفيد-19، إذ لا تزال دول الشمال معارضة لدول الجنوب التي  تدعو إلى جهد مالي غير مسبوق في صيغة ديون مشتركة.

وبحسب عدة مصادر أوروبية، يعود سبب الإخفاق بالتوصل لاتفاقٍ إلى عدم مرونة هولندا، التي ترفض الاستجابة للمطالب الإيطالية بمنح صندوق خطة إنقاذ منطقة اليورو قروضاً للدول التي تواجه صعوبات.

أما بالنسبة إلى ألمانيا وهولندا، فإن توحيد الديون بالنسبة لهما يُعتبَرُ خطاً أحمر، إذ يرفض البلدان أن يكون هناك قرضٌ مشتركٌ مع الدول التي لها ديونٌ مرتفعةٌ كإيطاليا وإسبانيا، باعتبار أنها متساهلة في إدارة موازناتها.

ويقترح الوزراء أن يقوم صندوق آلية الاستقرار الأوروبي، الذي تأسس عام ألفين واثني عشر، لمساعدة الدول التي تفقد القدرة على الاقتراض من الأسواق العالمية، بمنح قروضٍ للدولة التي تواجه صعوبةً تصل إلى اثنتين في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، أي لغاية مئتين وأربعين مليار يورو لكامل منطقة اليورو.

وتأمل فرنسا في التوصل إلى تسويةٍ من خلال اقتراح صندوق إنعاشٍ أو تضامنٍ قادرٍ على تسديدٍ مشتركٍ لديون الدول الأعضاء، لكن فقط للخدمات العامة الأساسية كالصحة أو القطاعات المُهددة حصرياً. وسوف تستمر المفاوضات اليوم.