و كان عمدة العاصمة البريطانية لندن، صديق خان، قد أعلن إجراء مراجعة لكل التماثيل الموجودة في المدينة وأسماء جميع شوارعها، وقال إنه يجب أن تتم إزالة كافة التماثيل وأسماء الشوارع التي لها علاقة بالعبودية.
وأزال المتظاهرون المناهضون للعنصرية يوم الأحد الماضي تمثالاً لتاجر الرقيق السابق إدوارد كولستون من إحدى ساحات مدينة بريستول البريطانية.
كما أزيل تمثال روبرت ميليغان من موقعه أمام متحف لندن دوكلاندز بواسطة رافعة آلية وسط التصفيق الحاد من الحاضرين.
وقالت إدارة المتحف إن تمثال ميليغان الذي كان يمتلك مصنعين للسكر في جامايكا وأكثر من 526 عاملاً من الرقيق انتصب بشكل مزعج لفترة طويلة خارج المبنى.
وأضافت "متحف لندن يعترف بأن التمثال جزء من المشكلة المستمرة لنظام سيادة العرق الأبيض الذي لا يعترف بآلام هؤلاء الذين لازالوا يصارعون بقايا الجرائم التي ارتكبها ميليغان ضد الإنسانية".
وأشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى تأييد قادة المجالس في جميع أنحاء بريطانيا دعوات إزالة تماثيل الشخصيات المرتبطة بتجارة الرق، وممارسات الاستعباد، حيث أعلن عمدة لندن و130 مجلسا عمالياً مراجعات واسعة النطاق للمعالم المثيرة للجدل.
وأيد رئيس مجلس كارديف، هو توماس، إزالة تمثال السير توماس بيكتون، الحاكم السابق لترينيداد، صاحب الرقيق والزعيم العسكري، من قاعة مدينة كارديف، واصفا إياه بأنه إهانة لأصحاب البشرة السوداء في العاصمة الويلزية.
وقال رئيس مجلس مدينة إدنبرة، آدم ماكفي، إنه لن يشعر بالخسارة على الإطلاق، إذا تمت إزالة تمثال هنري دونداس البالغ طوله حوالي 50 متراً، حيث كان هنري مسؤولاً عن تأخير إلغاء تجارة الرقيق لمدة 15 عاماً.
ومن جانب آخر، تعهد مشجعو كرة القدم واليمينيون المتطرفون بالسفر إلى لندن على شكل جماعات لمواجهة احتجاجات "حياة السود مهمة" وحماية نصب الحرب والتماثيل.
ومن المحتمل أن تستهدف اللجنة التي تحدث عنها العمدة صادق خان تماثيل تجار ومالكي الرقيق وويليام بيكفورد، وجون كاس، وتوماس غاي.
ويذكر أن بيكفورد، كان سياسياً ثرياً وشغل منصب عمدة لندن مرتين في القرن الثامن عشر، ويملك حوالي 3000 من الرقيق في مزارعه في جامايكا، كما يقف تمثاله داخل غيلد هول (مبنى البلدية) في لندن.
وكان جون كاس، قد شارك في تجارة الرقيق، كعضو في محكمة مساعدي الشركة الملكية الأفريقية بين عامي 1705 و1708.
وفي بلجيكا، شهدت عدة مدن حالات متكررة من استهداف تماثيل الملك الراحل ليوبولد الثاني، الذي يعتبره المؤرخون مسؤولا عن الإبادة الجماعية لسكان الكونغو في عهد الاستعمار.
وخرج المتظاهرون في العاصمة البلجيكية بروكسل، تضامنا مع المحتجين في الولايات المتحدة الأمريكية ضد مقتل جورج فلويد، وخلال المظاهرات اعتلت مجموعة من المحتجين تمثالاً للملك البلجيكي، ليوبولد الثاني، ورفعت علم جمهورية الكونغو الديمقراطية عليه، مرددين هتافات " قاتل" في إشارة إلى الملك.
وفي كل من مدينة غينت وإيكيرين وأنتويرب وهاله وأوستيندي، تعرضت تماثيل الملك للعبث، حيث وضع المحتجون على بعضها الصباغ الأحمر، وتركوا على البعض الآخر رسومات جرافيتي وأضرموا النار في أحد التماثيل.