وأكدت مصر مواصلة اتصالاتها مع الأطراف السودانية، ودول الجوار للسودان والإقليم من أجل تحقيق السلام والاستقرار هناك، ودعم الحكومة السودانية الجديدة فى سعيها لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وذلك في ختام إجتماعات بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية السودانية.
واستضافت مصر على مدى اليومين الماضيين اجتماعاً بين قوى الحرية والتغيير، ومن ضمنها الجبهة الثورية، بغرض تحقيق السلام في السودان كقضية رئيسية تهم جميع الأشقاء في السودان ودعماً للوثيقة الدستورية المقرر التوقيع عليها السبت المقبل، حسبما أعلنت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم.
وتبادل المشاركون في الاجتماع الآراء واتفقوا على عرض ما تم التوصل إليه على قيادة قوى الحرية والتغيير في الخرطوم.
وكان الوفدان قد أعلنا خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماعاتهم على مدار اليومين الماضيين، عن الاتفاق على بعض النقاط الأساسية الخاصة بوثيقة الإعلان الدستوري، وإرجاء بعض النقاط العالقة إلى مفاوضات لاحقة، لكنهما لم يكشفا عن أي تفاصيل.
وقال رئيس الجبهة الثورية السودانية منى أردكو مناوي على حسابه على تويتر أمس: "نحن ما مفوضين نعمل اي شئ معكم، هكذا انهارت الجولة الاخيرةً في القاهرة".
وكانت مصادر مطلعة على الاجتماعات قد ذكرت لوكالة فرات للأنباء ANF أن هناك وعود بالنظر في وثيقة أديس أبابا مع الحركات المسلحة بعد تشكيل الحكومة الإنتقالية، حيث أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير أنه لا يوجد اي وسيلة لاضافة أي شيء حاليا للإعلان الدستوري.
من جانبه، قال جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة والقيادي البارز بالجبهة الثورية أن الحديث في القاهرة كان عن مستقبل السلام وادارة الحكم بالبلاد، حيث دارت خلال اليومين الماضيين بالقاهرة حوارات جادة وصريحة وبناءة في كل القضايا محل الإهتمام، وصلت إلى تفاهمات عامة بتركيز كبير على قضية السلام وأهمية الوصول إلى سلام شامل لا يستثنى أحد، بحكم أن كل مشاكل السودان هي نابعة من غياب السلام، وانه لا مجال لتحقيق الإستقرار أو النماء أو بناء نظام ديمقراطي حقيقي قابل للاستدامة بغياب السلام، ولذلك كان التركيز والحديث في كيف يمكن أن نحقق السلام في السودان وكيف يمكن أن ندمج أو ندرك وثيقة السلام التي تم الإتفاق حولها في أديس أبابا في الوثائق المهمة مثل الوثيقة الدستورية والإتفاق السياسي في السودان واللذان سيحكمان الفترة الإنتقالية في الفترة القادمة.
الاتفاق على مواصلة الحوار
وتابع إبراهيم: "حققنا تقدم كبير ولكن بطبيعة تكوين الإئتلاف المسمى بالحرية والتغيير هو تحالف لتحالفات، الأمر يحتاج لإكمال ما تبقى من حوارات في الخرطوم، اتفقنا على أن نتواصل ونواصل الحوار إلى أن نصل إلى مانصبوا إليه من إتفاق، وسيتولى الإخوة في مصر متابعة الأمر والتواصل مع الأطراف المختلفة في الفترة القليلة القادمة للإطمئنان إلى أن الأمور سارت على الوجهة التي أريد لها، بجانب الحوار بين مكونات قوى الحرية والتغيير كان لنا لقاء بصفتنا الجبهة الثورية السودانية مع الحكومة المصرية وتحاورنا حوارا جادا ومفيدا في مستقبل السلام في السودان، وفي مسألة المنابر وكيف نستطيع أن نستوعب كل القوى المؤثرة في عملية السلام في السودان في المحيط الإقليمي والدولي بجانب القوى الداخلية وكيف يمكن ترتيب الأمر بحيث إننا عندما نصل إلى اتفاق سلام نضمن أن الجميع مع هذا الإتفاق ويعمل على تنفيذ المساهمة في هذا الإتفاق، قطعنا شوط كبير في هذا الأمر، واتفقنا على عقد إجتماع موسع مع الجبهة الثورية خلال أسبوعين من الآن في القاهرة."
وقال مدني عباس مدني القيادي البارز بقوى إعلان الحرية والتغيير "نؤكد الدور الذي قام به الأشقاء في مصر، نتحدث عن قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية مكون أساسي ومؤسس في الحرية والتغيير، والحوار كان عن قضية السلام وكان حوار جادا، بطبيعة الحال لا يمكن أن جلسة تستمر خلال 48 ساعة يمكنها الوصول إلى نتائج في ما يتعلق عملية السلام، هي عملية مستمرة ومتواصلة خاصة أن الجميع أكد عليها منذ إعلان الحرية والتغيير أن قضية السلام هي القضية ذات الأولوية وأنها القضية المرتبطة بالمعاناة في أكثر من 8 ولايات لملايين النازحيين، وهي قضية أساسية ثار من أجلها الملايين من السودانيين، وتحتاج إلى إهتمام وإلى أولوية كبرى، وسوف يستمر الحوار حولها مع الجبهة الثورية من أجل تأكيد انضمام جميع السودانيين في المرحلة المقبلة في المرحلة الإنتقالية التي لا يمكن أن تؤسس على الإقصاء لذلك سنكون كلنا جادون في المرحلة المقبلة أن تكتمل كافة الترتيبات لإكمال عملية السلام في السودان لأن عدم إكتمالها لن يؤدي إلى إكتمال أي شئ في المرحلة الإنتقالية والتي ترتبط كل مهامها بشكل أساسي بانجاز عملية السلام، وأعتقد أن كل الأطراف حريصة وجادة وستعمل من أجل تحقيق عملية السلام في أقرب فرصة ممكنة لإستكمال المحادثات والحوار الذي كان بالقاهرة خلال اليومين الماضيين".
"لقاءات القاهرة أدخلت بلد مهم في القضية"
وتوجه ياسر عرمان القيادي البارز بالجبهة الثورية بالشكر لمصر وقيادتها وشعبها الذي كان مع الشعب السوداني في كل الأوقات، وأعتبر أن أهمية هذا الإجتماع "أنه أدخل بلد مهم في قضايا التحول والإستقرار في السودان، وهذا يأتي في وقت به إهتمام إقليمي متزايد وفيه ايجابية كبيرة من كل دول جوار السودان، والجبهة الثورية ستقوم بزيارة في القريب العاجل إلى جوبا وستقوم بزيارة تشاد، وسنلتقي بكل دول الجوار لأنها مهمة في مايتعلق الأمر بالسلام، أيضا قضية السلام والمواطنة العادلة بلا تمييز قضية طويلة ولها تاريخ طويل في السودان منذ أغسطس 1955 ولذلك هذه القضية يجب أن تحظى بما تستحقه من إهتمام".
وأوضح عرمان أن هذا الإجتماع كان مواصلة للإهتمام بقضايا السلام والمواطنة في السودان، "حيث ظلت رؤيتنا أن السلام والديمقراطية يجب أن يأتوا كحزمة واحدة ويجب ألا نكرر تجارب الإنتقال السابقة في 56، 64، 85، وهذا الجهد صب في أنه ضرورة الإنتقال إلى صفحة جديدة، وإلى أن تتكامل الديمقراطية والسلام، والسودان فشل في إبقاء الديمقراطية بدون سلام والعكس في كل السنوات السابقة، والسودان مقبل على وضع جديد وترتيبات جديدة ونحن تحاورنا أن قوى الحرية والتغيير تحتاج لوقت على مدى ثلاث سنوات ومحتاجة إلى جبهة شعبية واسعة وهذه أيضا قضية مهمة، والثورة طرحت شعارات جديدة وعلى رأس هذه الشعارات أن الوحدة في التنوع وهذه قضية مهمة، ويجب أن يظل السودان بكل السودانيات والسودانيين من مختلف أنحاء السودان، وقامت الثورة أيضا من أجل قضايا الحرية والسلام والعدالة بشعاراتها الرئيسية ولابد أن تحقق شعاراتها لكي تنتصر، وبدون وجود حرية وسلام وعدالة لن تكتمل حلقات الثورة السودانية، هنالك محاولة للتشوية لهذا الإجتماع، وتمت حملة واسعة ضد الجبهة الثورية، قيادة الجبهة الثورية لم تلتقي مطلقا بأي مسؤول سابق ولا حتى مسؤول حالي وهذه محاولات لتشويه الجبهة الثورية وقوى الحرية والتغيير، لذلك لم نلتقي ولن نلتقي بأي مسؤؤل سابق وهذا جزء من حملات التشويه على هذا الإجتماع. منبر السلام فالقاهرة مع دول الجوار والإقليم للقيام بدور وهذا مرحب به من جانبنا."
وقال وجدي صالح القيادي البارز بقوى إعلان الحرية والتغيير: "نشكر مصر على هذا الجهد الكبير للوصول إلى سلام دائم في السودان، هذه الإجتماعات التي تمت في القاهرة، هي إجتماعات متواصلة داخل قوى إعلان الحرية والتغيير والهدف الأساسي أن الجبهة الثورية جزء من قوى إعلان الحرية والتغيير بل مؤسس، وهي من قوى الكفاح المسلح، ولذلك كان من باب أولى أن نتفق من داخل قوى إعلان الحرية والتغيير حول كيفية الوصول إلى سلام حقيقي يحقق الإستقرار في البلاد، ويمكن من خلاله أن يحقق كل منجازات الثورة، ولذلك كانت هذه الإجتماعات المتواصلة، ونسير بخطى متقدمة نحو السلام".