قالت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الشعب هاجر زاغروس إن الانتخابات البرلمانية المقبلة في تركيا وباكور ستكون تصويتاً على الإدارة الذاتية الديمقراطية، مشددةً في الوقت ذاته على دور المرأة في الإدارة الذاتية كونها ستلعب دور الطليعة في الانفتاح والثورة الديمقراطية وإخوة الشعوب .
تحدثت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الشعب هاجر زاغروس بخصوص الانتخابات التي ستجرى في الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقالت زاغروس في بداية حديثها ” بداية النتائج التي تم الحصول عليها في 7 من حزيران من قبل HDP لم تقبل من قبل حكومة أردوغان أو بالأحرى علينا القول أنهم لا يستطيعون قبولها بالرغم من كونها واقع وحقيقة، هذا يعني أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مرحلة جديدة في تركيا، وهي مرحلة الانفتاح والتحول الاجتماعي والديمقراطي في تركيا وبدء ظهور إرادة الشعوب والمجتمعات إلى الساحة، كل هذا إن كان يدل على بداية انتهاء عهد الدكتاتورية الأوليغارشية أي حكم القلة في تركيا.
وتابعت زاغروس وهذا يعني اقتراب مدة انتهاء حكم حزب العدالة والتنمية ، الذي يبني ذاته على إنكار هوية الشعوب . لهذه الأسباب كلها قام مرة أخرى بتشييد سياساته الفظة أمام هذه التطورات وحاول بكافة الوسائل عرقلة تشكيل حكومة ائتلافية لخلق أزمة سياسية ودستورية ومن ثم تأويل الوضع إلى حين اتخاذ قرار تشكيل حكومة انتخابات والبدء بالعملية الانتخابية مرة ثانية . ليتمكن هذه المرة و بكافة الوسائل والحيل و المؤامرات الفوز في الانتخابات و تشكيل حكومة للبلاد بمفرده . لذلك في هذه الفترة سيجهد في تنظيم كافة الوسائل وإحياء العواطف القومية وتحريضها ضد الشعوب.
وأضافت زاغروس “هذا من جانب ، ومن جانب آخر يريد أن يقنع الأوساط العالمية والمحلية بأنه عندما لم يتفرد AKP بالسلطة سيكون الحال على هذه الشاكلة الحالية أي تبدد الوضع الأمني, الاختناقات السياسية, العسكرية, الاجتماعية والمالية لهذا السبب يجب أن يتفردAKP بالحكم وأن يكون الآمر الناهي في كل شيء.
وأشارت زاغروس ” أهدافنا نحن كحركة ديمقراطية اجتماعية نؤمن بإرادة وإدارة المجتمع ، هي بالدرجة الأولى أن يقوم المجتمع وكافة الشعوب بإدارة ذاتها بذاتها . ليس الهدف الأساسي والنهائي بالنسبة إلينا هو مجرد الحصول على المقاعد في البرلمان أو الوصول إلى السلطة لأننا لسنا حركة سلطوية. لذا نرى نجاحنا في هذه الانتخابات و الحصول على عدد أكبر من المقاعد في البرلمان وسيلة وليس هدفاً من أجل الصراع السياسي والدستوري ضمن البرلمان . ومن جانب آخر من أجل إيصال وتمثيل إرادة كافة الفئات في البرلمان التركي .
ولفتت زاغروس أن”العملية الانتخابية تعني لنا انتخاباً وتصويتاً من أجل الإدارة الذاتية الديمقراطية والتي بدورها ستؤدي للوصول إلى نهج الأمة الديمقراطية , وهذا يعتبر بالنسبة لنا مشروع القائد آبو من أجل الحل الديمقراطي لأزمة النظام الموجود حاليا في تركيا والمنطقة كافة, أيضاً تعتبر هذه الانتخابات وسيلة من أجل توحيد إرادة كافة الفئات في تركيا وباكور وكردستان ومن ثم خلق الأسس المتينة والأرضية الملائمة من أجل إنشاء البنى والجبهة الديمقراطية وتقويتها.
وشددت زاغروس”علينا القول إن الجمهورية التركية حالياً تمر بمرحلة انهيار ذهنية الدولة القومية التي يناهز عمرها ما يقارب قرناً يمكننا القول بأن الصراع يرتكز حاليا على الساحة التركية بين الجبهة الديمقراطية بمشروع الأمة الديمقراطية و جبهة ذهنية الدولة القومية أي صراع بين الذهنيات والنظم البالية الرديئة أمام الحديثة.
وأكدت زاغروس أن “هذه الانتخابات تعتبر ذو أهمية مصيرية وتعيّن قدر الشعوب في تركيا وفي المنطقة كافة. هنا بعد ثورة روج افا ونموذجها الديمقراطي وفي حال الفوز في الانتخابات فهذا يعني صحة وانتصار ونجاح النموذج الديمقراطي في تركيا.
المرأة تلعب دور الطليعة في نظام الأمة الديمقراطية
ورأت زاغروس أن”الإدارة الذاتية تعني في نفس الوقت قيام المجتمع وفق إمكانياته الذاتية بإدارة ذاته, هذا كله تم عبرترسيخ الثقافة الديمقراطية في ذهنية المجتمع ، و هذا ليس بالشيء السهل. تحقيق ذلك يمثل ثورة بحد ذاتها. أي انه يحقق ثورة ثقافية, ذهنية, اجتماعية و جنسية. الثقافة الديمقراطية تعني ثقافة التحرر الجنسي. كما تعني في نفس الوقت العدالة والمساواة بين كافة الأجناس في المجتمع. فالإدارة الذاتية تعني إدارة المجتمع نفسه بنفسه.
وبخصوص دور المرأة في الإدارة الذاتية قالت” كما نعلم أن المجتمع هو تعبير عن المرأة. فالمجتمعية تعني هوية المرأة. لأنها تلعب دوراً فعالاً في إنشاء, تسيير وتطوير المجتمع. لذلك من البديهي جداً أن تكون مكانة المرأة في الإدارة الذاتية هي الصدارة. وحسب نهج الكونفدرالية الديمقراطية وإيديولوجيتها فإن المرأة تلعب دور الطليعة في نظام الأمة الديمقراطية. الإدارة الذاتية تعني أن يقوم المجتمع ومن عدة أبعاد كالأمنية, الاقتصادية, الثقافية, السياسية, الحقوقية, الدبلوماسية, الاجتماعية …الخ بتنظيم ذاته وإنشاء نظامه ليدير أموره وحياته وينظم ذاته. ومن هذه الأسس طبعاً هو تنظيم المرأة لذاتها وللمجتمع. لأنه إن لم تقم المرأة بالمشاركة الفعلية والكثيفة وإن لم تشارك في عملية الإنشاء هذه, فلا يمكن الادعاء بأن يستطيع أي مجتمع إدارة نفسه ذاتياً.
وأردفت زاغروس” إننا نرى اليوم في باكور كردستان وتركيا أمثلة حقيقية على هذا الوضع. شاهدنا كيف تأخذ المرأة دورها الفعال في البرلمان السياسي, الأحزاب, البلديات, المجتمع المدني, التدريب, الاقتصاد, الدفاع, الإدارات وفي كافة مجالات التنظيمات الديمقراطية. و يمكننا القول أن هذا النموذج مثال يحتذى به من أجل كافة الشعوب والمرحلة في نفس الوقت”.
وأوضحت زاغروس أن ” من يسيّر الدولة التركية ليست حكومة مشروعة إنما هي حكومة حرب لا غير. هذه الحكومة التي تصر اليوم على ارتكاب المجازر, سياسات الحرب, القتل العام والإبادات الجماعية.
وأكملت زاغروس “بات الشعب الكردي اليوم ذو وعي وإرادة وطنية ديمقراطية. فمنذ أربعين عاماً والى يومنا هذا مازال الشعب يناضل بدون تراجع من أجل حريته وحرية كافة الشعوب. كما أن الشعب الكردي اليوم يتصدر العملية الديمقراطية والنهج الديمقراطي ليس من أجل تركيا فقط وإنما من أجل المرحلة كافة. ان لاحظنا بأن الأمة العربية تصدرت الثورة الإسلامية, الدولة الفرنسية تصدرت الثورة البرجوازية الوطنية, الدولة الروسية تصدرت الثورة الاشتراكية والأمة الكردية اليوم تتصدر مشروع ونهج الأمة الديمقراطية والتي ستكون الحل للمأزق وكافة الأزمات السياسية والأنظمة التي خلقتها قوى الحداثة الرأس مالية.
وبيَنت زاغروس ” شعبنا الكردي في باكور كردستان سائر على هذا النهج والذهنية. لم يعد يهاب ويحسب حساب للدولة التركية الفاشية بل يقوم اليوم ويصارع الدولة لبناء نظامه الذاتي, لأنه لم يعد يؤمن بالدولة التركية. على العكس فإنه يرى في نظامها خطورة كبيرة على أمنه, حياته وسلامته. لذا وفقاً لتنظيماته الشعبية والديمقراطية بدأ شيئا فشيء بإعلان الإدارة الذاتية والتي تعني في نفس الوقت إفلاساً لحكومة ودولة أردوغان التي هي مبنية بالأساس على تصفية وإنكار الشعب الكردي.
واستمرت زاغروس بالقول “هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الحكومة التركية بعد فشل كافة محاولاتها في إمرالي وفشلها في تصفية ثورة روجافا, كل هذا أدى بها إلى القيام بالإبادات الجماعية لكسر إرادة الشعب الكردي وتصفيته جسدياً. أي لا يمكننا بأن نقول بأنه سياسة جديدة نواجهها من قبل الدولة التركية. عندما نرى تاريخ تركيا وحاضرها نراها تسير بهذه الوتيرة. أي أن ذهنيتها وتركيبها الفكري والسياسي قائم على الإبادات الجماعية بحق الشعب الكردي وإنها دائما ترى بوجود المجتمع والأمة الكردية خاص خطراً عليه كيانها. لذا تحاول جاهدة إنهاء وجوده وإبادته جسدياً في آخر المطاف”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الشعب هاجر زاغروس حديثها بالقول “إن تركيبة الدولة التركية سلطوية, رجولية ودكتاتورية, وفقاً لهذا نرى أن هذه الذهنية مرسخة في كافة مؤسساتها وبناها السياسية في المجتمع وعلى هذا الأساس تم خلق هرمية على هذه الشاكلة. دور المرأة الفعال في الإدارة الذاتية يعني هدم هذه الذهنية وإنشاء مكانها في الإدارات الديمقراطية, كما أنها تعني تغيير ذهنية المجتمع الرجولي وبدء تنظيم المرأة لذاتها في كافة مجالات الحياة بالإضافة إلى تحولها إلى قوة سياسية اجتماعية ثقافية وخاصة نظام الرئاسة المشتركة فإنه يعتبر ثورة مجتمعية للقرن الحالي, لأن الرئاسة المشركة سوف تحارب ذهنية العنف ضد المرأة والانفراد في قيادة السلطة, المؤسسات والمجتمع وذلك أيضاً يعني نهاية عصر الدكتاتورية والحروب. تركيا هي حكومة مبنية على إنكار حقوق وإرادة المرأة والمجتمع. دور المرأة سيخلق الجماعية, الانفتاح أهم شيء إنه يحقق توحيد صفوف كافة النساء في تركيا . بغض النظر عن الفروق الاثنية والمذهبية. لذلك ستلعب المرأة دور الطليعة في الانفتاح والثورة الديمقراطية وفي إخوة الشعوب. إن كافة النساء في تركيا هن اليوم متعطشات إلى نظام عادل حر ديمقراطي و إيكولوجي تمارس المرأة فيه حريتها ووجودها إلى أبعد حدود. ويعني في نفس الوقت إعادة المجتمع الكردي عامة إلى هويته الحقيقية وهي العيش المشترك والسلمي بين كافة الفئات والطوائف المذهبية في تركيا” .