يتواصل القصف الروسي على أوكرانيا وشحنة أسلحة أميركية جديدة إلى الأخيرة

في الأسبوع الرابع من التحرك العسكري الروسي ضد أوكرانيا، لا يزال القصف الروسي مستمراً، في حين أعلن مسؤول أوكراني أن بلاده ستستلم شحنة جديدة من الأسلحة الأميركية.

ودخل التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا يومه الـ 25، اليوم الأحد، حيث يواصل الجيش الروسي تدمير الأهداف العسكرية الأوكرانية، فيما كشف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أن أوكرانيا ستتسلم شحنة جديدة من الأسلحة الأميركية في غضون أيام تتضمن صواريخ "جافلين" و"ستينغر".

فيما أعلن مسؤولون أوكرانيون تضرر أحد أكبر مصانع الصلب الأوروبية في ماريوبول، فيما أعلن مجلس المدينة أنه تم ترحيل آلاف الأشخاص من ماريوبول إلى روسيا الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها اخترقت دفاعات كتيبة "أيدار" الأوكرانية وقتلت 30 من أفرادها. وقبلها، أعلن الجيش الروسي تدمير منشآت ومستودعات عسكرية وأنظمة دفاع جوي أوكرانية باستخدام صواريخ حديثة ودقيقة.

وتزامناً، حذّرت روسيا، أمس السبت، من خطر انجراف ألغام زرعتها القوات الأوكرانية في البحر الأسود بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، مؤكدة أنها لا تستبعد بلوغها مضيق البوسفور أو حتى البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "إف إس بي" في بيان، إنه "بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، نصبت القوات البحرية الأوكرانية حقول ألغام قرب موانئ أوديسا وأوتشاكوف وتشرنومورسك ويوجني"، مؤكداً أنها ألغام "متقادمة صنعت في النصف الأول من القرن العشرين".

وأضاف الجهاز أن عواصف أدت إلى بدء حدوث انقطاعات في الكوابل التي تربط الألغام بمراسيها. وحذّر من أن "الألغام تنجرف بشكل عشوائي في الجزء الغربي من البحر الأسود بدفع من الرياح والتيار".

وبما أن المنطقة تسودها تيارات سطحية في الاتجاه الجنوبي "لا يُستبعد انجراف الألغام نحو مضيق البوسفور ثم نحو مياه حوض البحر الأبيض المتوسط"، وفق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

هذا وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، السبت، إن 847 مدنياً على الأقل قُتلوا، وأصيب 1399 في أوكرانيا حتى يوم 18 آذار/ مارس.

وبالتزامن، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع ميخائيل ميزينتسيف قوله، السبت، إن بلاده فتحت عشرة ممرات إنسانية في مدن كييف وماريوبول وتشيرنيغوف وسومي وخاركوف في أوكرانيا.

وفي سياق فرض العقوبات على روسيا، فرضت السلطات الأسترالية حظراً على تصدير خامات الألومينا والألمنيوم إلى روسيا.

وجاء في بيان الخارجية الأسترالية: "فرضت الحكومة الأسترالية حظراً فورياً على الصادرات الأسترالية من خامات الألومينا والألمنيوم، بما في ذلك البوكسيت، إلى روسيا، مما سيحد من قدرتها على إنتاج الألمنيوم، أهم سلعة تصدير في روسيا".

يشار إلى أن مجموع ما فرضته أستراليا من عقوبات ضد روسيا لغاية الوقت الحالي بلغ 476 عقوبة ضد 443 فرداً "بما في ذلك العديد من الأوليغارشية"، وضد 33 منظمة.

في الوقت نفسه، أعدت الحكومة الأسترالية حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 15.5 مليون دولار لأوكرانيا، وستخصص أيضاً أكثر من 22 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة إضافية للسكان المدنيين في أوكرانيا.

في حين عرضت الولايات المتحدة الأميركية على تركيا نقل أنظمة الدفاع الجوي روسية الصنع من طراز "إس-400" إلى القوات الأوكرانية.

وذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن ثلاثة مصادر وصفتهم بالمطلعين، أن "المسؤولين الأميركيين عبروا عن الفكرة خلال الشهر الماضي في اتصالات مع نظرائهم الأتراك، لكن لم يتم تقديم طلب محدد أو رسمي بهذا الشأن".

وكانت قد تسببت صفقة شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" في توتر العلاقات الأميركية - التركية، ودفعت هذ الصفقة واشنطن إلى اتخاذ إجراءات ضد أنقرة أهمها استبعادها من برنامج إنتاج مقاتلات الجيل الخامس "إف -35" وممارسة ضغوط سياسية وتهديدات بهدف إجبار تركيا على التراجع عن هذه الصفقة.

هذا وقد أعربت سلوفاكيا في وقت سابق عن استعدادها، لنقل أنظمة "إس-300" للدفاع الجوي إلى أوكرانيا، إذا زودتها الولايات المتحدة ببديل مناسب عن هذه المنظومة.

فيما كشفت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، حث نظيره الأميركي جو بايدن، خلال آخر اتصال هاتفي، على ضرورة أن تصحح الولايات المتحدة تقييمها الخاطئ للوضع العالمي.

ووفقاً للوكالة، دعا الرئيس الصيني نظيره الأميركي إلى ضرورة أن "تضع الدول الكبرى في اعتبارها الاستقرار العالمي وعمل وحياة المليارات من البشر وتفكر في كيفية معالجة القضايا الساخنة العالمية بشكل صحيح".

وأوضح الرئيس الصيني، قبل يومين، أن العقوبات الشاملة والعشوائية لن تؤدي إلا إلى معاناة الشعوب. وأنه في حالة استمرار تصعيدها، فإنها يمكن أن تؤدي إلى أزمات خطيرة على مستوى العالم في الاقتصاد والتجارة والتمويل والطاقة والغذاء وسلاسل الصناعة والإمداد، ما يؤدي إلى شل الاقتصاد العالمي المتعثر بالفعل، والتسبب في خسائر لا رجعة فيها.

وأكد أن الحل الدائم هو أن تحترم الدول الكبرى بعضها البعض، وترفض عقلية الحرب الباردة، وتعزف عن المواجهة بين التكتلات، وتبني هيكلاً أمنياً متوازناً وفعالاً ومستداماً بشكل تدريجي للمنطقة وللعالم.

وقال الرئيس الصيني في المكالمة إنه "يتعين على جميع الأطراف تقديم الدعم المشترك لروسيا وأوكرانيا في إجراء حوار ومفاوضات تؤدي إلى نتائج تقود إلى السلام"، مضيفاً أنه يتعين على الولايات المتحدة والناتو إجراء حوار مع روسيا "لمعالجة جوهر الأزمة الأوكرانية وتخفيف حدة الشواغل الأمنية".

في حين أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مساء أمس السبت، بعد يومين من مكالمتها السابقة.

وجاء في بيان لقصر الإليزيه أن ماكرون "أكد له مرة أخرى دعم فرنسا لأوكرانيا واستعدادها لبذل المزيد من الجهود مع شركائها الأوروبيين. وناقش معه السبل المحتملة للخروج من الأزمة".