صحف...توتر العلاقات الإسرائيلية مع تركيا واحتمالية نشوب الحرب بينهما

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم توتر العلاقة الإسرائيلية مع تركيا ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وكذلك احتمالية نشوب الحرب بينهما.

حذرت لجنة ناجل في تقريرها الأخير من أن على إسرائيل أن تستعد لحرب محتملة مع تركيا، كما أشارت صحيفة إسرائيلية أن طموحات أردوغان باتت تتجلى في أفعال تقترب من حدود إسرائيل، ومن جهة أخرى رأت صحيفة بريطانية أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يقدم الأمل في وقف الحرب التي دفعت الشرق الأوسط إلى شفا حرب شاملة.

حذرت لجنة ناجل في تقريرها الأخير من أن على إسرائيل أن تستعد لحرب محتملة مع تركيا، مؤكدة على خطورة التهديد المتزايد الذي قد يعيد تشكيل المشهد الاستراتيجي في المنطقة، بحسب تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

ورأت الصحيفة أن هذا التحذير يؤكد على الحاجة الملحة إلى معالجة هذا التحدي المتطور الذي يتطلب الاهتمام الفوري، حيث أجبر الفشل الكارثي الذي حدث في السابع من تشرين الأول إسرائيل على التعامل مع تحديات وجودية. ومن أبرز هذه التحديات تسارع إيران نحو الردع النووي.

ومع ذلك، وبينما تشق إسرائيل طريقها عبر هذه اللحظة الخطيرة، فإنها تواجه خصماً هائلاً آخر، وهي تركيا العثمانية الجديدة الصاعدة بقيادة رجب طيب أردوغان. وذكرت الصحيفة أن تركيا ومع قوتها الاقتصادية والعسكرية المتنامية، تمثل تحدياً استراتيجياً يفوق إيران من حيث الحجم والتعقيد. ويتطلب هذا التهديد المتطور استراتيجية شاملة تبدأ بإصلاح جهاز الأمن القومي الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن طموحات أردوغان لم تعد تقتصر على الخطابة، بل إنها تتجلى في أفعال تقترب من حدود إسرائيل. ومن خلال التدخل العسكري في سوريا، وتوسيع أسطولها البحري، والوجود الحازم في شرق البحر الأبيض المتوسط، يشير موقف تركيا إلى رغبتها في الهيمنة على المنطقة.

إن ما يزيد الأمور تعقيداً هو، وبحسب الصحيفة، عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي وتقاليدها العسكرية المتجذرة في إرث مصطفى كمال أتاتورك ـ مؤسس الجمهورية التركية ـ والتي تعمل على تضخيم ثقلها الاستراتيجي. ولا تستطيع إسرائيل أن تتحمل ذلك، بل يتعين عليها أن تتحرك بحزم استعداداً لهذا التحدي الناشئ.

ولكي تتمكن إسرائيل من مواجهة التحدي التركي، لابد وأن تتنافس في ثلاث ساحات حاسمة. وأن يضاهي نموها الاقتصادي الناتج المحلي الإجمالي الأضخم في تركيا حتى تتمكن من دعم قدرتها على المنافسة في الأمد البعيد. ولابد وأن تعمل إسرائيل على تعزيز قدرتها على فرض قوتها عبر البحر والجو والبر لمواجهة طموحات تركيا التوسعية.

وعلاوة على ذلك، يتعين على إسرائيل أن تتواصل بشكل فعال مع المنطقة والغرب والمجتمع العالمي لتوضيح سبب قيام أجندة أردوغان العثمانية الجديدة بتقويض الاستقرار، بحسب الصحيفة.

كما قال وسطاء إن إسرائيل وحماس اتفقتا على وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 بين الطرفين وتحرير الرهائن المتبقين، وهو ما أنعش الآمال في إنهاء الصراع المدمر الذي هز الشرق الأوسط والعالم، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

ولكن على الرغم من الاحتفالات التي اندلعت في مختلف أنحاء المنطقة، حذر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بعض التفاصيل لا تزال بحاجة إلى الانتهاء بحلول مساء الأربعاء، بحسب الصحيفة.

وترى الصحيفة بأن الاتفاق يقدم الأمل في وقف - وربما نهاية - الحرب الوحشية التي أصبحت الفصل الأكثر دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، حيث تركت غزة في حالة خراب، واستهلكت المجتمع الإسرائيلي، ودفعت الشرق الأوسط إلى شفا حرب شاملة.