وشارك زميلين من مكتب وكالة فرات للأنباء ANF في الجولة التفقدية التي نظمها قطاع السجون بوزارة الداخلية المصرية وبالتنسيق مع الهيئة العامة للاستعلامات المختصة باعتماد المراسلين ووسائل الإعلام الأجنبية في البلاد، حيث تفقدنا مرافق تميزت بمراعاة الأبعاد الانسانية لنزيل السجن باعتباره دار تهذيب واصلاح وتقويم للسلوك وليس فقط لقضاء العقوبة القانونية المحكوم بها، فضلا عن توجيه اهتمام خاص إلى الرعاية الصحة من خلال مستشفى سجن برج العرب، التي تميزت بالاضافة إلى وجود كافة الأقسام الطبية التخصصة، بقسم خاص بالعزل الطبي لمواجهة أية حالات لأمراض معدية، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا العالمية.
ومن جانبه، قال اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، عقب الترحيب بالوفد المشارك، إنهم يواجهون حملة تشويه متعمد لرسم صورة مغايرة عن السجون في مصر، مؤكدًا أن ما يتردد بالخارج بشأن الآلية التي يدار بها قطاع السجون "محض كذب وافتراء"، على حد قوله.
 وتشير تلك التصريحات الرسمية بذلك إلى استغلال اساليب الدعاية السوداء للضغط على القاهرة التي تتبنى سياسة خارجية مستقلة ومتوازنة في مواجهة مساعي التدخل من القوى الاقليمية والدولية في شؤون المنطقة، ولاسيما في أعقاب ثورة 30 يونيو حزيران 2013، بحسب مراقبين.
ولفت مساعد وزير الداخلية المصري في تصريحات لوكالة فرات للأنباء ANF على هامش الزيارة التفقدية التي نظمها قطاع السجون داخل سجن برج العرب إلى الدور الفعال الذي تقوم به السجون للمواءمة ما بين القانون والسياسة العقابية بمفهومها الحديث، لافتًا إلى الدور البارز الذي يلعبه قطاع السجون لتأهيل المساجين.
وبحسب تقارير محلية شاركت بالزيارة من وسائل اعلامية متعددة بلغت 28 وكالة أجنبية و4 صحف، وأكد مساعد الوزير المصري: "لدينا مسؤولية في غاية الخطورة لإعادة تأهيل وإصلاح من خرج عن القانون بالصورة التي تجعله عضوًا فاعلًا في المجتمع".
وتابع اللواء مرزوق إن "الجميع يسعى جاهدًا إلى تقديم أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية للسجون من منطلق دور كل فرد وضابط في وزارة الداخلية لتطبيق القانون بشكل إنساني."
وأوضح أن قطاع السجون يحرص على استضافة جميع وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية والمنظمات الحقوقية لعرض كافة الحقائق بموضوعية، فيما أشارت مصادر إلى استكمال تلك الزيارات التفقدية قريبا بأحد السجون بالعاصمة المصرية القاهرة أيضا، كما جرت العادة وخاصة خلال السنوات الماضية.
تفقد أعضاء الوفد الحقوقي والإعلامي وممثلي أكثر من 28 وكالة أجنبية منطقة سجون برج العرب بالإسكندرية، وشملت الزيارة تفقد العيادات ومستشفى السجن ووورش الصناعة داخل السجن، بالإضافة إلى المطبخ والمغسل وغرف وساحات ممارسة الرياضة، بما في ذلك ملعب كرة القدم الذي شهد مباراة حماسية بين فريقين من النزلاء، فضلا عن تفقد المكتبة التي لاحظ الوفد اقبال عدد من النزلاء على القراءة بها خلال نهار رمضان وخاصة من جانب بعض النزلاء الذين نجحوا في الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه خلال قضاء مدة العقوبة، كذا ممارسة أثنين من النزلاء لهواية الرسم والزخرفة لبعض اللوحات المعبرة عن الاحتفال بالشهر الفضيل.
وكان من اللافت خلال الزيارة وجود العديد من الجداريات واللوحات والعبارات المميزة من رموز وايقونات الحضارة المصرية بجميع مراحلها التاريخية، حيث كان نهر النيل هو الأيقونة الرئيسية لمعظم اللوحات بالاضافة إلى أهرامات الجيزة وصور لدور العبادة الاسلامية والمسيحية، وكذا حمائم تحمل غصن الزيتون كرمز للسلام العالمي.
وأشار رئيس قطاع السجون كذلك إلى أنه بناءً على توجيهات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق تعتمد على زيادة انتاجية النزلاء من خلال عملهم ببعض الانشطة الانتاجية وحرف اليدوية، وشملت الجولة تفقد ورش النجارة بالسجون، كافة أنواع الأثاث الراقي، ذات الجودة العالية، ويتم عرضه بمعارض السجون بأسعار مخفضة. وأشار مرزوق كذلك إلى إن مصلحة السجون تؤكد التزامها بتنفيذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان فى ملف السجون، حيث توفر غذاء صحيا للسجناء ومشروعات صناعية وزراعية وإنتاجية من مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي والتي تُعد من أهم سُبل تنفيذ برامج التأهيل للنزلاء، وما من سبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى للسجون إلا لما يقوم به قطاع السجون من عمليات التطوير للمشروعات القائمة والتوسع فى إنشاء مشروعات جديدة يمكن من خلالها استيعاب أعداد أكبر من النزلاء سعيًا لتحسين أحوالهم المادية وتأهيلهم على النحو الأمثل.
وخلال الجولة التي شملت تفقد مستشفى السجن الذى يضم تجهيزات على أعلى مستوى ويقدم خدمات طبية فائقة الجودة، قال مدير المستشفى المتواجد بسجن برج العرب، إن وزارة الداخلية لا تتوانى في تقديم الرعاية الصحية لأي نزيل، مؤكدا "هذه هي الحقيقة التي تشاهدونها بأنفسكم في العيادات المختلفة.. أنا مش بذوق كلام (لا أتجمل في حديثي)".
وتابع "أي نزيل يريد علاج أو إجراء طبى أو عربة إسعاف يتم توفيرها فورا، لافتًا إلى أنه منذ 1 أغسطس آب 2020 وحتى 31 يناير كانون الثاني 2021 تم إجراء 509 عمليات جراحية، وفي آخر شهرين زادوا إلى 650 عملية."