في 27 تشرين الأول\نوفمبر 1994، حيث شب حريق هائل في قاعدة عسكرية ألمانية في (باد فرين وولد) والتي تبعد 50 كم عن العاصمة برلين مما أدى إلى إغلاقها بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها، بعد أيام قليلة من حادثة الحريق هذه، تبنت منظمة تدعى "Das K.O.M.I.T.E.E." مسؤولية هذا الحريق.
ومن خلال هذه العملية عُرِفَت هذه المنظمة بميولها اليسارية الراديكالية، وقالت في بيان لها:" استهدفنا الجيش الألماني لأنه يقدم الدعم لقوات الأمن التركية التي ترتكب مجازر بحق الشعب الكردي، إن الجيش التركي يتلقى التدريب والسلاح من الجيش الألماني، لذلك فهو شريك في كل الجرائم ضد الكرد".
العملية الثانية لهذا التنظيم كانت في 10 أبريل\ نيسان 1995 في منطقة غرونو في برلين، أراد التنظيم استهداف السجن الحدودي الخاص بترحيل اللاجئين، من أجل التنديد بممارسات السلطات في ترحيل اللاجئين الكرد الفارين من الحرب، ولإدانة السياسات المعادية للكرد الذي كان يتخذها كانثر وزير الداخلية الدولة في تلك الفترة، وبهدف تعزيز نشاطها قامت المنظمة بالتخطيط لعملية نسف سجن الترحيل الذي كان لا يزال قيد الإنشاء.
ولكن تم العثور على مسلحي التنظيم وهم يحاولون وضع قنبلة تزن 120 كيلوغراماً وبالتالي فشلت هذه العملية، ونتيجة التحقيق، قررت الشرطة إلقاء القبض على بيرن هارد هايد بريدر وبيتر كراوث وتوماس والتر، بدأت المانيا بحملة بحث على المستوى الدولي عن المسلحين الثلاثة، ودائماً كانت تصفهم عبر وسائل الإعلام بـ "إرهابيون من برلين".
اعتقل في فنزويلا بعد عدة سنوات
وفقاً لوحدات الأمن الألمانية فقد التجأ المطلوبون الثلاث بيرن هارد هايد بريدر، كروث، والتر الى أمريكا اللاتينية بدعم من الجيش الأحمر الألماني (RAF)، وكثفت ألمانيا جهودها منذ عام 2012 من خلال الضغوط الدبلوماسية على دول نيكاراغوا وكولومبيا والإكوادور وفنزويلا وأوروغواي والأرجنتين لتسليمها مواطنيها الثلاثة المطلوبين.
توصلت الحكومة الألمانية الى معلومات بعد عشرون عاماً في عام 2014 تفيد بأن بيرن هارد هايد بريدر قد اعتُقل في فنزويلا، وعلى الرغم من جهود حكومة برلين، إلا انه لم يتم تسليم هايد بيردر الى الحكومة الألمانية، وبعد أن أمضى سنتين في السجن، تم إطلاق سراحه، أحب هايد بريدر الموسيقى أثناء فترة وجوده في فنزويلا، ونشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان يعالج من مرض السرطان.
وأصدر صديقه الكاتب والسينمائي توماس والتر بياناً على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن فيه عن وفاة هايد بريدر في 28 مايو\ أيار 2021 بسبب مرض السرطان.
ترك مهنة الشرطة وفضل الشخصية الثورية
ولد هايد بريدر في مدينة هير فورت عام 1960، والتحق بمدرسة الشرطة في كولونيا بعد إنهائه الدراسة الثانوية، لكنه سرعان ما ترك مدرسة الشرطة واستقر في غرب برلين في منتصف الثمانينيات، تلقى عدة فصول دراسية من التدريب النفسي في برلين وتعرّف على المنظمات اليسارية، تم القبض على برنارد هايد بريدر عدة مرات في ذلك الوقت لمشاركته في أنشطة يسارية، فرّ برنارد هايد بريدر إلى أمريكا اللاتينية في عام 1995 بعد تلك العملية الفاشلة، وقد كان يُزعم بأن برنارد هايد بريدر بقي في كولومبيا لسنوات عديدة تحت اسم "سميث".