تحالف "IMCTC" يناقش أساليب التنظيمات الإرهابية في التهريب لتعزيز تمويل نشاطها

دائما ما ترتبط الظاهرة الإرهابية بشبكات التهريب في "زواج مصلحة" يجمع النشاط الإرهابي بغيره من أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وكذلك شبكات الفساد وكذلك تجارة المخدرات وغيرها.

وأقام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في مقره بالرياض محاضرة حول "الحبل السري" للجماعات الإرهابية حاليا في ضوء تراجع نشاطها المرتبط بالصراعات والحروب بالوكالة وغيرها، في ظل الاهتمام العالمي بدحر الإرهاب وعلى رأسه ما يقوم به التحالف الدولي لمحاربة الارهاب. وفي هذا الصدد جاءت المحاضرة التي نظمها "التحالف الإسلامي" "IMCTC" بعنوان "العلاقة بين الإرهاب والتهريب"، قدمها ممثل جمهورية الغابون لدى التحالف العقيد روجر نيكابيس، بحضور الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب- المكلف، وممثلي الدول الأعضاء ومنسوبيّ التحالف.
ومؤخرا اشارت عدة تقارير إلى إن التعاون بين تنظيم داعش الإرهابي وشبكات الاتجار بالمخدرات يأخذ بعدا دوليا يرتبط باستراتيجية عامة ينتهجها التنظيم عقب خسارة معاقله الأساسية وانهيار "الخلافة المكانية" في سوريا والعراق.
وبحسب بيان صادر عن الفعالية الأخيرة، "طُرح خلال المحاضرة تحليل للعلاقة بين الإرهاب والتهريب، والأساليب التي تتبعها التنظيمات الإرهابية في آليات التهريب غير المشروع بغرض تعزيز المورد الاقتصادي الداعم لهذه الجماعات المتطرفة العنيفة مما يُمكّنها ويؤهلها لاكتساب القوة، من جانب آخر أكد العقيد نيكابيس التأثير المباشر لعمليات التهريب على الاقتصاد الدولي، إذ بلغ 31.5 مليار دولار في العام 2018 في مناطق النزاع وما حولها."
يذكر أن هذه المحاضرة تأتي في إطار سلسلة من الندوات والمحاضرات وحلقات النقاش المعنيّة بالمجال العسكري الذي يُعد أحد المجالات التي يعمل عليها التحالف الإسلامي وهي (المجال الفكري والإعلامي وتمويل الإرهاب والعسكري)، حسبما أشار بيان تلقته وكالة فرات للأنباء ANF من المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة.

وجاء تشكيل التحالف بمبادرة من المملكة العربية السعودية و أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، وذلك في كانون الأول ديسمبر من عام 2015، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
وقد أكد رؤساء هيئات الأركان في الدول الإسلامية في اجتماع عقد في الرياض في شهر آذار مارس من عام 2016، عزمهم على تكثيف جهودهم في محاربة الإرهاب من خلال العمل المشترك وفقًا لقدراتهم، وبناءً على رغبة كل دولة عضو في المشاركة في المبادرات، أو البرامج داخل إطار التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب طبقًا لسياسات وإجراءات كل دولة، ومن دون الإخلال بسيادة.
وجدير بالذكر أنه لا يزال هناك جدل في بعض البلدان حول علاقة الإرهاب بالتهريب، رغم ثبات التفاعلات التي تدل على العلاقة المباشرة وغير المباشرة بينهم وخاصة في حالة سقوط وفشل الدول وما يسمى بالحدود الرخوة، ويتميز عمل ما سمى بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بمواجهة تمويل الإرهاب بكافة صوره وأشكاله. وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع التونسي، إبراهيم البرتاجي، في تصريح سابق في شهر شباط فبراير الماضي، "إنه لم يثبت لديه وجود علاقة مباشرة بين الإرهاب والتهريب، وإن القول بأن المهرب هو شخص إرهابي فيه شطط."، وجاء ذلك عقب الاستماع له في جلسة مغلقة بلجنة تنظيم الإدارة وشئون القوات الحاملة للسلاح بالبرلمان، مشيرا إلى أن "التهريب مكّن من مساعدة بعض الإرهابيين في التمويل، لكن في الواقع هما مسألتان مختلفتان تماما، باعتبار أن التهريب له صبغة تجارية بشكل غير قانوني، أما الإرهاب فهو موقف عدائي ضد الدولة والمؤسسات، مشيرا إلى عدم اعتقاده بأن هذا ينطبق على المهربين."