شبح الإبادة الجماعية في رواندا يلاحق فرنسا ومطالب باتخاذ خطوات جدية وملموسة

دعا ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا، فرنسا لتقديم توضيح بشأن دور حكومتها آنذاك بإبادة القرن التي ارتكبت بحق شعب رواندا عام 1994، وذلك بعد مرور نحو 3 عقود على تلك الجريمة التي لا تسقط بالتقادم أو يمحوها مرور الزمن.

وأعلن رئيس جمهورية رواندا بول كاغامه، الأربعاء، أن بلاده بصدد نشر تقرير يسلط الضوء على مسؤولية فرنسا عن الإبادة الجماعية في رواندا ضد أبناء مجموعة التوتسي العرقية عام 1994.

شنت ميليشيات الهوتو والقوات الحكومية هجمات إبادة جماعية أبناء مجموعة التوتسي العرقية في رواندا،  وقتلت ما بين 800 ألف ومليون شخص. ففي رواندا التي نفذت بحق شعبها إبادة القرن، هزمت الجبهة الوطنية الرواندية (FDR9)، التي تم تشكيلها بقيادة التوتسي والتي هزمت القوات الحكومية بعدد مهم للميليشيات الهوتو المعتدلة، الا ان 90٪ من ابناء مجموعة التوتسي العرقية في البلاد قد تعرضوا للقتل والابادة.

وفي عام 1994، أسقط مجهولون في رواندا طائرة ركاب كان على متنها رئيس الدولة، جوفينال هابياريمانا، ورئيس جمهورية بوروندي المجاورة، سيبريان نتارياميرا. واستخدم متطرفون من مجموعة الهوتو العرقية مقتل الرئيسين كذريعة للاستيلاء على السلطة في رواندا وبدء الإبادة الجماعية ضد المجموعة العرقية الأصغر من التوتسي والسياسيين الهوتو المعتدلين. وقتل خلال الفترة من إبريل نيسان إلى يونيو حزيران 1994 حوالي 800 ألف والمليون شخص، جلهم أبناء التوتسي، بالإضافة إلى الهوتو المعتدلين ومجموعات أخرى عدة.

في الوقت نفسه، تتم مناقشة مسؤولية العديد من الدول وخاصة فرنسا في القيام بدورها  للحد من هذه الإبادة الجماعية آنذاك. وتدعي بعض الاطراف مشاركة الحكومة الفرنسية في الجرائم المرتكبة حينما سمحت الحكومة برئاسة فرانسوا ميتران آنذاك، للجنود والميليشيات التي ارتكبت جرائم حرب بالهروب الى الكونغو في إطار العملية الانسانية التي اطلقتها تحت اسم "عملية فيروز".

وحول الانتقادات، سلط تقرير أعده مقرر عينه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الضوء على "الدور المهم" للحكومة الفرنسية. لكن التقرير لم يقبل مزاعم فرنسا عن "التواطؤ الإجرامي" في المجازر.

ونقل تعليق في صحيفة "The New Tîmes " الرواندية عن التقرير قوله إن الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت لم تتعاون مع الجريمة، مضيفًا أن الجيش الفرنسي سمح لميليشيات الهوتو بالفرار إلى الكونغو خلال عملية الفيروز. وتدعو الصحيفة إلى محاكمة الـ 47 من مجرمي الحرب الذين ما زالوا يعيشون في فرنسا وقد فتحت النيابة دعوة ضدهم .

وفي عام 1994، أسقط مجهولون في رواندا طائرة ركاب كان على متنها رئيس الدولة، جوفينال هابياريمانا، ورئيس جمهورية بوروندي المجاورة، سيبريان نتارياميرا. واستخدم متطرفون من مجموعة الهوتو العرقية مقتل الرئيسين كذريعة للاستيلاء على السلطة في رواندا وبدء الإبادة الجماعية ضد المجموعة العرقية الأصغر من التوتسي والسياسيين الهوتو المعتدلين.

وفي سياق ذي صلة بملاحقة المتورطين بجرائم الإبادة الجماعية من الأفراد والدول وجماعات، حثّت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين الرئيس الأمريكي جو بايدن على الاعتراف رسمياً بالإبادة الجماعية للأرمن. وذكر المشرعون أنه وحتى هذا التاريخ، لم يجزم الرؤساء الأميركيون بحزم موضوع إبادة الأرمن على يد العثمانيين، داعين بايدن لأن يكون أول رئيس أميركي يقوم بذلك.