تزامنا مع الاحتفالات بيوم المرأة العالمي شهدت القاهرة اعتلاء القاضيات لأول مرة منصة مجلس الدولة المصري، والذي شهد في شهر تشرين الأول الماضي تعيين 98 قاضية في هذا المنصب.
ومع تصاعد صوت حاجب الجلسة بقاعة 6 بمجلس الدولة، بالقول: "محكمة" هب الحضور بالقاعة وقوفا مع دخول الهيئة القضائية لمجلس الدولة والتي تضم قاضية من المُعينات في تشرين الأول الماضي لتزاول مهام عملها من على أعلى منصات القضاء المصري، وليرحب بها رئيس الهيئة القضائية في الجلسة كزميلة عضوة في مجلس الدولة.
وفي القاعة 9، رحب رئيس الهيئة القضائية للدائرة التاسعة بزميلتهم في الهيئة القضائية الجديدة، معبراً عن تقديره لها وتمنياته لها بالتقدم في مسيرتها ضمن الهيئة القضائية.
وبدوره صرح المستشار محمـد محمـود حـسام الدين رئيس مجلس الدولة، أنـه تنفيـذاً لـقـرار الرئيس عبد الفتـاح السيسي رئيس الجمهورية رقم 446 لسنة ٢٠٢١ في الثالث من شهر تشرين الأول ۲۰۲۱ بتعيين ۹۸ قاضية في مجلس الدولة، فقد تم توزيعهن للعمل في الدوائر المختلفة لهيئة مفوضي الدولة، حيث قمن بدراسة القضايا وإعداد تقارير بالرأي القانوني فيها وشاركن زملاءهن من القضاة في الإنجـاز المتميز الذي يتم حاليا بالمجلس، وفي ذات الوقت اجتازت جميع القاضيات دورة تدريبية مكثفة لاكتساب التقاليد القضائية ومهارات العمل القضائي ودراسـة ملفـات القضايا وإدارة الجلسة والإلمام ببعض الأمور المتعلقة بالأمن القومي ومكافحة الفساد والمشروعات القومية وزيارة بعضها.
وأضاف رئيس مجلس الدولة، أنه تأكد من كفاءة وتميز القاضيات وسرعة الإندماج في الهيئة القضائية لمجلس الدولة، كما أثبتت المتابعة المقدمـة عنهن الدقة في بحث القضايا وإعداد التقارير القانونيـة فيهـا والمشاركة في المداولة والتعاون مع الزملاء والرؤساء.
وأشار إلى أنه تقرر اعتبارا من يوم السبت 5 مارس الجاري جلوس جميع القاضيات على منصة القضاء مع زملائهن من القضاة، بحيث تحضر ضمن تشكيل المحكمـة كمفوض دولة على مستوى الجمهورية، كما ستبدأ القاضيات برئاسة جلسات تحضير القضايا واستكمال المستندات اللازمة للفصل فيها، وتهيئتها للمرافعة. وبهذا تكون القاضيات قد تحقـق لـهـن جميـع صلاحيات واختصاصات القاضي في مجلس الدولة بالجلوس على المنصة مثـل القضاة، وفي ذات الوقت سيستمر بحـثهن للقضايا وإعداد تقارير بالرأي القانوني فيها، كما سيستمر تدريبهن لمزيـد مـن ثـقـل الشخصية القضائية وشرح مدونة التقاليد القضائية ودليل العمل القضائي.
وبدورها قالت القاضية هند أحمد علي العضوة المعينة في مجلس الدولة، في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء إن الخطوة الجديدة باعتلائهن منصة مجلس الدولة خطوة رائعة، وأن معظم القاضيات المعينات من هيئات قضائية مختلفة كان الجديد والمهم فيها وصولهن لمجلس الدولة.
وأكدت أن المرأة المصرية معروفة بنجاحاتها في مستويات عدة ومختلفة، وأنها بعد تحقيق النساء الحلم واعتلاء منصة مجلس الدولة يكنّ قد حققن الكثير إلا أنه ورغم ذلك لا زال أمام المرأة الكثير للوصول إليه وتحقيقه أيضا، مؤكدة أن المرأة قادرة على مواجهة كافة التحديات.
أما القاضية رضوى حلمي أحمد عبدالله فأكدت بدورها أهمية هذه الخطوة التي تقضي على كافة صور التمييز بين المرأة والرجل في السلك القضائي، معبرة في الوقت نفسه عن تقديرها لمجيء هذه الخطوة باعتلاء القاضيات منصة مجلس الدولة، والتي كانت حلماً لكل القاضيات، في شهر المرأة وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وأكدت القاضية رضوى حلمي أن هذه الفترة هي بمثابة عصر المرأة المصرية الذهبي.