محللون يتوقعون اندلاع انتفاضة في فلسطين وآخرون يستبعدون
اعتبر محللون سياسيون وخبراء بالشأن الإسرائيلي، إن اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية بات أمراً وشيكاً، لأنه يعيد ملف القضية الفلسطينية على طاولة العالم مجدداً، بعدما غيبت مؤخراً خاصة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة
غزة
anf
الأربعاء, ٧ أكتوبر ٢٠١٥, ٠٩:٥٣
اعتبر محللون سياسيون وخبراء بالشأن الإسرائيلي، إن اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية بات أمراً وشيكاً، لأنه يعيد ملف القضية الفلسطينية على طاولة العالم مجدداً، بعدما غيبت مؤخراً خاصة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، وأشاروا أن الانتفاضة انطلقت بإرادة شعبية بعيداً عن الإطار السياسي الرسمي والفصائل الفلسطينية.
واتفق المحللون الفلسطينيون على أن الانقسام السياسي الفلسطيني قد يحبط هذه الانتفاضة، في حين اختلفوا في تفسير رغبة السلطة الوطنية الفلسطينية باندلاعها، واعتقدوا أن إسرائيل ستكون أمام خيارين لتصعيدها سيأتي ذكرهما خلال التحليل.
واعتبر المحلل والكاتب السياسي ناجي شراب أن ما يجري من تطورات ميدانية في الضفة الغربية، إنها ليست جديدة، وأنها نتاج للممارسات الإسرائيلية اليومية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك، قائلاً “هذه الممارسات وصلت إلى نقطة الانفجار، وما يحدث بالقدس ومدن الضفة لا يخرج عن المستوى الفردي المدعوم تنظيمياً، ولا يرتقي إلى مستوى انتفاضة فلسطينية شاملة”.
وأضاف “إن الانتفاضة تحتاج إلى بيئة سياسية وشعبية حاضنة، واعتقد أن هذان البعدان غير متوفران بالضفة الغربية”، مؤكداً أن الانقسام السياسي، وضعف حالة السلطة الفلسطينية يلعب دوراً كبيراً في تفريغ جهود اندلاع انتفاضة، سيما وأن إسرائيل خلقت واقعاً اقتصادياً، اجتماعياً وأمنياً بالضفة يصعب الانفكاك منه.
وأوضح شراب أن الخيارات مفتوحة لكنه رأي بررريرى أن إسرائيل تدرك مدى خطورة الذهاب في اتجاه تصعيد أبعد مما هو عليه الآن قائلاً “إسرائيل تدرك أن البيئة اليوم تختلف عن بيئة انتفاضة الأقصى، وأن المقاومة أكبر والسلاح موجود بشكل أكبر، وهي تعي أن اتساع رقعة المواجهات يعني الذهاب نحو تصعيد شامل ليس في صالحها”.
وأشار شربا إلى أن المواقف الدولية والعربية غير مساعدة لاندلاع انتفاضة، بدليل أن التفاعل مع ما يجري في الضفة والقدس ضعيف جداً، مرجحاً أن تذهب إسرائيل في اتجاه خطوات تصعيد وثم إلى خطوات تهدئة.
واعتبر المحلل السياسي شراب أن السلطة الوطنية في فلسطين بالوقت الحالي ليس من مصلحتها أن تذهب باتجاه المزيد من التصعيد، وقال “يمكن احتواء الأوضاع وفقاً لما هو عليه حالياً”، مقللاً من أهمية طرح خيار حل السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن خيار تفعيل منظمة التحرير أكثر وروداً في الوقت الحالي. لكنه أوضح أنه إذا ما حدث حادثة كبيرة قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية وليست انتفاضة، بمعنى عودة سيناريو السور الواقي مجدداً بالضفة، وعملية عسكرية في غزة.
ورأى شراب أن إسرائيل قد تلجأ إلى الخيار العسكري مع قطاع غزة لاعتبار أن كافة فصائل المقاومة العاملة موجودة فيها، معتبراً أن كافة المؤشرات تشير لعودة سيناريو ما قبل الحرب الأخيرة على القطاع قائلاً “في ظل التصعيد في الضفة فإن سيناريو استهداف القطاع قائم وهو الأكثر الاحتمالاً”.
ومن جانبه يرى المختص بالشؤون الإسرائيلية حسن عبدو، أن كافة المؤشرات تؤكد أن الفلسطينيين الآن في قلب الانتفاضة الثالثة، مبيناً أن هذه الانتفاضة اتخذ قرارها “الشهداء”، بشكل فردي وغير منظم ما يعني أن هناك إرادة شعبية فلسطينية لمواجهة “الاحتلال” بعيداً عن الإرادة السياسية الرسمية والفصائلية.
وبين عبدو خلال حديثه أن الانتفاضة بدأت منذ تصعيد المستوطنين ضد الفلسطينيين، بدعم رسمي إسرائيلي، وقال “بالمقابل هناك لجان جماهيرية بدأت تنظم للدفاع عن القرى الفلسطينية”، موضحاً أن الموقف الفلسطيني والفصائلي يؤيد ما يجري بالضفة والرئيس الفلسطيني أبو مازن قال في الأمم المتحدة إن ما يجري لا يمكن الصمت عنه ولا يمكن أن يستمر.
وأشار عبدو إلى أن موقف السلطة الحالي مخالف لما جرى الاعتياد عليه، قائلاً “عندما يتصدى الأمن الوطني الفلسطيني للجيش والمستوطنين يعني أن هناك تحول في المواقف، وحديث الرئيس أبو مازن يعني أن هناك اجماع فلسطيني على الانتفاضة، وحالة جديدة مطلوبة”.
وأكد عبدو أن الانتفاضة مهمة جداً من أجل إعادة القضية الفلسطينية على طاولة العالم مجدداً بعدما غيبت مؤخراً دولياً وعربياً، وخاصة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير، قائلاً “إسرائيل تعتقد أنها أنهت الملف الفلسطيني لكن ما يجري من مواجهات في الضفة الغربية أعاد إحياء الملف مجددا”.
واستهجن عبدو تقصير الإعلام مع حالة الانتفاضة القائمة قائلاً “ما هو المستوى الذي يحتاجه الإعلام الفلسطيني للتعامل مع ما يجري بالضفة الغربية والقدس على أنه انتفاضة، هل يريد عدداً كبيراً من الشهداء. يجب أن يتعامل الإعلام مع ما يجري بالضفة على أنه انتفاضة شعبية”.
ولفت عبدو إلى أن اليمين الإسرائيلي “المتطرف” يدفع باتجاه المزيد من العنف بالضفة الغربية، من أجل تغيير الواقع على الأرض، لذا فالإعلام مطالب بتعزيز الانتفاضة كونها الخيار الوحيد القادر على الحفاظ على الأرض والمقدسات.
ومن جانب آخر قال المحلل السياسي طلال عوكل إن الواقع الذي تعيشه الضفة الغربية يأخذنا إلى مؤشرات اندلاع انتفاضة شعبية من محط إرادة الشعب لمواجهة ما وصفها بـ”الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى وعلى المواطنين”.
وأضاف عوكل “إن الانتفاضة ستخلق إثارة جدلية بالعالم بأسره للمطالبة بالعودة إلى المفاوضات والتدخل الدولي لتهدئة الأوضاع التي تزداد خطورتها كل يوم”، ونوه إنهم كفلسطينيين لا يحبون أن تندلع تلك الحرب وقال “نحب السلام والحفاظ على قدسية مقدستنا الإسلامية والمسيحية”.
وتمنى عوكل أن لا تزيد الأوضاع توتراً في المنطقة لأنه سيسقط العشرات من الضحايا والمئات جراء الأوضاع المستمرة الساخنة، آملاً أن يتراجع الإسرائيليون عن سياسة الاعتداء على المقدسات.