ماذا يقولون في مشعل الثورة الفلسطينية أبو عمار؟

وصفت قيادات فلسطينية رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات الذي عرف بالاسم الحركي “أبو عمار”، بأنه القيادي الفريد الذي حمل هموم الشعب ودافع عن حقوقه حتى فقد حياته.

وصفت قيادات فلسطينية رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسرعرفات الذي عرف بالاسم الحركي “أبو عمار”، بأنه القيادي الفريد الذي حمل هموم الشعب ودافع عن حقوقه حتى فقد حياته.

حيث تكرست ذكرى أبو عمار في عقول جميع الفلسطينيين، وبات الجميع يحيون ذكراه بأسلوبهم، لكن السنوات الـ 6 الماضية لم تحيي ذكراه بسبب الانقسام بين الأطراف السياسية الفلسطينية.

ووصفه القيادي الأكثر جرأة وصراحة في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف بأنه في وجدان الشعب الفلسطيني العظيم هو الأب وصاحب القلب الكبير، وهو القائد والزعيم، وهو المناضل الذي أسس حركة التحرر الوطني وقاد طلائع الكفاح المسلح، وصنع الهوية الفلسطينية، وحدد معالم الانطلاقة الوطنية لشعب عانى من ويلات الحروب، وعذابات التهجير في المنافي والشتات.

وتابع يوسف “نقر جميعاً بأننا مخطئون بحق هذا الرجل العظيم بسيرته وتاريخه النضالي الذي جعل لكل الفلسطينيين هوية يتمتعون بها وحفظ الحقوق الفلسطينية حتى آخر لحظة فلذلك يتوجب علينا الاعتذار له على التقصير بحقه”.

وأشار أحمد أن عهد الراحل ياسرعرفات كان العهد الأكثر حدة وصلابة بوجه “المحتل”، منوهاً أنه كان يقف بكل قوة مدافعاً عن حق وطنه رغم الضغوط الخارجية والداخلية والجميع نظر له بأنه أخطأ باتفاق أوسلو ولكنه لم يكن أمامه أي خيار آخر، وكانت الموافقة من قبله لكي يستطيع مواصلة مسيرة النضال الفلسطينية وبالفعل رد كرامة الشعب الفلسطيني باتفاق كامب ديفيد الذي رفضه وأشعل لهيب الانتفاضة الثانية على أثره 

القيادي في حركة فتح والنائب العام بالمجلس التشريعي أشرف جمعة تذكر الأيام التي أمضاها في عهد الرئيس الراحل ياسرعرفات وتمنى أن يعود يوم واحد فقط منها، وقال “إن الرئيس الراحل هو الشخصية الفريدة التي قادت الشعب الفلسطيني وقضى كل حياته لأجل بلاده وكان يتعامل مع الجميع بأنهم أفضل منه. وكان يفعل ما يراه مناسباً ويصب بمصلحة البلاد، ولم تكن لديه أي طموحات شخصية يهدف لها بل قام بتوطيد العلاقات الفلسطينية مع معظم الشعوب بالعالم وكان يهتم بأمور الشعوب المضطهدة”.

وأشار جمعة بأن أبو عمار كان يتعامل مع الجميع بأنهم سواسية ولم يكن يفرق بين أحدٍ منهم وضم كافة الفلسطينيين تحت مظلة واحدة من أجل الدفاع عن حقوقهم.

القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي “أحمد المدلل” بدأ كلماته بالقول “أتمنى كل يوم بأن امتلك صفة من صفات الرئيس الراحل الذي تعجز الكلمات عن وصفه فهو شخص فلسطيني ثوري قيادي استثنائي بفعله وقوله”.

وأشار المدلل بأن عرفات هو من حمل القضية الفلسطينية منذ شبابه وأبى بكافة السبل التخلي عنها وبالفعل قدم حياته لأجل بلاده وتابع قائلاً “إن أبو عمار من صنع القيادة الفلسطينية أجمع وبدونه لما وصلنا إلى هنا واليوم أننا نهدم ما قد بناه لأجل الوطن والشعب”.

وأكد “المدلل” بأن عرفات لو تواجد في ظل هذا الانقسام الذي دمر البلاد وخلق التفرقة الشعبية لجعل من كل فرد يعزز الانقسام عبرة للجميع وللعالم بأسره وأضاف “لأنه علمنا وعلم أبناء شعبه بأن الوطن يحتاج لشعب موحد يقف بصف واحد يحمل راية الوطن ويتقدم بها دون مصالح شخصية للأسف دمرت الكينونة الفلسطينية”.

وأشار أن عرفات لم يهتم بما سيحصل له رغم جميع التهديدات التي كانت توجه له وبنهاية المضاف فقد حياته وقتل بأيادي خفية، ويجب محاكمة كل من له يد بقتله سواء كان إسرائيلياً أو فلسطينياً أو أياً كان.

القيادي بالجبهة الشعبية الفلسطينية “كايد الغول” قال “ما لا يختلف عليه اثنان في ساحتنا الفلسطينية والعالم بأسره هي أن أبو عمار هو قائد وزعيم الشعب الفلسطيني كله، وسجله النضالي ومسيرته السياسية لا يمكن تقييمها في ذكرى أو كلمة أو مقولة مهما بلغت قوتها فإن تاريخه ومسيرته لا توصف بتاتاً”.

وأضاف “على الرغم من أنني كنت على خلاف مستمر معه شخصياً على العديد من المواقف والقرارات إلا أنني أعترف وبكل صراحة بأنه كان دائماً على صواب ويعلم إلى أين يقودنا وكان يعمل على استراتيجيات واضحة”.

ولم يكن يعمل لوحده بل كان يجمع الجميع لكي نناقش القضايا التي تهم قضيتنا سوياً وكان همه الأول والأخير الاستقلال والتحرر لكل الفلسطينيين وليس هذا كل شيء بل خاض العديد من المعارك وهو من أطلق أول رصاصة لإشعال لهيب الثورة”.

وأشار الغول بأن عرفات اشتعل لهيب الثورة لأجل فلسطين وأبى أن يسلّم بلاده للمحتل وقد تشرّد في الدول العربية وعمل بشكل مستمر وفقد العديد من رفاقه ولكنه لم ينكسر ولم يخضع للضغوط الدولية للتخلي عن حقوق بلاده. وأردف قائلاً “إننا في ظل هذا الواقع السياسي الذي خلقناه بأيدينا نضرب القضية الفلسطينية عرض الحائط وباتت المصالح الشخصية تقضي على الشعب وحقوقه وليعلم الجميع بأنه لو تواجد أبو عمار بيننا لما رضي بما يحدث بتاتاً ولاستخدم أسلوبه الذي اعتدنا عليه”.

أما مؤسس حركة الجبهة الديمقراطية الفلسطينية “صالح زيدان” كان حديثه عن كلمات أبو عمار التي أصبحت شعاراً للفلسطينيين في كل الموجهات والخطابات التي توجه لإسرائيل. وقال “إن ما كان يقصده الرئيس ياسرعرفات من قوله يا جبل ما يهزك ريح أي أن الشعب الفلسطيني رغم الصعوبات والعقبات إلا أنه سيبقى كالجبل الشامخ الذي لا يحركه شيء فلذلك أصبحت هذه عبارة متجسدة لدى الشعب الفلسطيني”.

وبالحديث عن عباراته التي هزت الأمم المتحدة عندما كان أول دخول للفلسطيني أمام العالم بشكل رسمي قال عبارات تركت خلفها آلاف التساؤلات “إنني أتيت لكم وأنا أحمل بيدي غصن الزيتون وبالأخرى بندقية ثائرة فأرجوكم أن لا تتركوا غصن الزيتون يسقط من يدي”.

و أضاف إن “القائد الرمز صاحب الشخصية الاستثنائية الفريدة التي لا تتواجد أي شخصية فلسطينية مثله ولن يتواجد أي شخص سينقذ الموقف الفلسطيني بعده وأنه أبى أن يموت ذليلاً بل كان يردد دائماً إنما يريدوني إما قتيلاً أو جريحاً أو أسيراً وأنا أقول لهم شهيداً شهيداً شهيداً”.

وياسرعرفات ولد في 24 آب/أغسطس 1929 وتوفي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2004، هو أحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكراً باسم محمد القدوة، واسمه الحركي “أبو عمار”.

...