كيف نجا السفير الصيني في باكستان من الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندق بمقاطعة "كويتا"؟

أعلن مسؤولون باكستانيون في وقت متأخر الأربعاء إصابة أكثر من عشرة بانفجار قنبلة في فندق يستضيف السفير الصيني في جنوب غرب باكستان.

وأسفر انفجار في فندق فخم في مدينة كويتا الباكستانية عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين.

وأعلنت السفارة الصينية في باكستان عدم وقوع أي إصابات بين أفراد البعثة الدبلوماسية الصينية في باكستان جراء الانفجار الذي وقع بالفندق.

جدير بالذكر، إن السفير الصيني في باكستان كان يقيم في الفندق لكنه كان خارجه وقت الانفجار.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مراسلين "إن السفير الصيني لدى باكستان كان هو الهدف المحتمل للهجوم الذي حدث في ساحة انتظار السيارات في فندق سيرينا."

وكان من المعروف وجود السفير في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي باكستان قرب الحدود الأفغانية، لكن تبين أنه لم يكن موجودا.

وأدانت الصين الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه لم يكن في الفندق أي عضو من الوفد الصيني، الذي كان يزور المدينة في ذلك الوقت.

وقال وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد خلال مؤتمر صحفي الخميس إنه "هجوم انتحاري استُخدمت فيه 60 إلى 80 كيلوجراما من المتفجرات. فجر الانتحاري السيارة". وأضاف "قتل خمسة أشخاص وأصيب 11، اثنان منهم فقط جروحهم بالغة". أوضحت الشرطة أن بين القتلى موظفين في الفندق ومسؤولين أمنيين، فيما وصف مسؤولون الانفجار بأنه يرقى لمستوى "خرق أمني كبير".

وأعربت مصر، اليوم الخميس، عن بالغ إدانتها للهجوم الإرهابي الذي استهدف فندق بمقاطعة "كويتا" جنوب غربي باكستان، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 12 آخرين.

وتقدّمت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء اليوم الخميس "حكومةً وشعبًا، بخالص التعازي إلى حكومة وشعب جمهورية باكستان الإسلامية، وأسر ضحايا العملية الإرهابية الغاشمة، مع التمنيات بسرعة الشفاء للمُصابين."

 وأعربت مصر عن وقوفها مع باكستان في هذا الظرف الأليم، وتؤكد مجددًا على تضامنها مع باكستان الصديقة من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها.

كما ندد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالهجوم وأعرب عن حزنه لسقوط أرواح الأبرياء يوم الخميس.

وقال خان "إنني حزين للغاية لسقوط أرواح الأبرياء في الهجوم الإرهابي المدان والجبان في كويتا أمس. لقد قدمت أمتنا تضحيات جسيمة في دحر الإرهاب ولن نسمح لهذه الآفة بالظهور مرة أخرى. ونبقى متيقظين لكل ما هو داخلي وخارجي. التهديدات ، "وفق حساب مكتبه الرسمي على تويتر.

وإلى ذلك، علق المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة على الهجوم الارهابي الذي تعرضت له مدينة كويتا الباكستانية، وشدد المتحدث الإيراني على أن الهجوم الارهابي على فندق سرينا في مدينة كويتا الباكستانية الذي أدى الى مقتل واصابة المدنيين الباكستانيين يدعو الى القلق الشديد. وأكد سعيد زادة أن طهران تقف الى جانب باكستان حكومة وشعبا مقابل الارهاب.

وانفجرت قنبلة مساء الأربعاء في سيارة مصفوفة بمرآب فندق "سيرينا" الواقع في مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان، مخلّفة خمسة قتلى وفق حصيلة جديدة.

وأعلن متحدث باسم حركة طالبان باكستان في بيان أن الانتحاري "استهدف مسؤولي الأمن تماما كما كان مخططا". وبلوشستان هي موطن عدد من الجماعات المسلحة، من بينها "متطرفون إسلاميون وانفصاليون"، بحسب بي بي سي، التي ذكرت في تقرير عن الحادث إن الانفصاليون يريدون "الاستقلال عن باقي أنحاء باكستان، ويعارضون مشروعات البنية التحتية الصينية الكبرى في المنطقة."

ونشرت الحركة بيانا باللغة الأردية عبر موقعها على الإنترنت. وجاء في البيان إن انتحاريا يدعى محمد عباس: "استهدف ضباط شرطة و مسؤولين كبارا في هجوم استشهادي" على فندق سيرينا في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان.

وكانت هناك تكهنات بأن المهاجمين كانوا يستهدفون السفير الصيني لأنهم غاضبون من الاستثمار الصيني المكثف في المقاطعة.

ما سر استهداف "الصين"؟

كان السفير نونغ رونغ على رأس وفد صيني كان يزور المنطقة ويقيم في فندق سيرينا في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان.

وقال مسؤولون إن الوفد الصيني بخير وإن الضحايا باكستانيين. وكان من بين الجرحى مسؤولان مدنيان كبيران.

ولم يتضح ما إذا كان الزوار الصينيون هم أهداف الهجوم الذي أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عنه لكن بيان المسؤولية للجماعة قال إن انتحاريا كان يعتزم ضرب اجتماع "للسكان المحليين والأجانب" في سيرينا.

قالت سفارة الصين في باكستان يوم الخميس إنه لم يتم الإبلاغ عن مقتل أو إصابة أي من مواطنيها. وقالت في بيان إن "الصين تدين بشدة الهجوم الإرهابي وتعرب عن تعازيها للضحايا المأساويين وتتعاطف مع المصابين".

وتعتبر الصين حليفًا مهمًا لباكستان وقد نفذت العديد من مشاريع البنية التحتية جنبًا إلى جنب مع ميناء بحري عميق في مقاطعة بلوشستان.

وقال مسؤول استخباراتي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور الأمنية، إن السفير الصيني حضر مأدبة عشاء مع كبار مسؤولي الجيش الباكستاني وكان في طريق عودته إلى الفندق وكان على بعد دقائق فقط عندما وقع الانفجار، بحسب نيويورك تايمز الأمريكية.

لم يكن هناك تأكيد رسمي فوري على أن الهجوم نفذه انتحاري ، كما زعمت حركة طالبان باكستان. وقال مسؤولون إن التحقيق الأولي يشير إلى وجود متفجرات داخل سيارة انفجرت في ساحة انتظار السيارات.

واعترف مسؤولون باكستانيون بأن الانفجار يرقى إلى مستوى خرق أمني كبير.

وقالت نيويورك تايمز في تقريرها "بلوشستان غنية بالمعادن والغاز الطبيعي، وينظر المسؤولون الباكستانيون إلى الإقليم أيضًا على أنه ساحة للحروب بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية ، بما في ذلك الهند وإيران."

وتابعت الصحيفة الأمريكية "كثيرًا ما استهدف الانفصاليون البلوش الوجود الصيني في بلوشستان. تعرض فندق فخم في جوادر ، وهي بلدة في المنطقة الساحلية حيث تعمل الصين في مشروع ميناء بحري عميق ، لهجوم من قبل انفصاليين البلوش في عام 2019. قال عارف رفيق، رئيس Vizier Consulting، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية مقرها نيويورك: "بالنظر إلى تعدد المجموعات التي تسعى إلى استهداف المصالح الصينية ، فإنني سأتعامل مع مطالبة حركة TTP بحذر". "ولكن إذا كانت الجماعة مسؤولة بالفعل ، فإن الهجوم يعكس تعزيز قدرتها على ضرب أهداف حضرية ذات إجراءات أمنية مشددة في باكستان."

كما يلاحظ أن إعلان حركة TTP بالمسؤولية لا يشير على وجه التحديد إلى الرعايا الصينيين أو المصالح الصينية، لذلك كان من الممكن "أن المهاجمين لم يكونوا في الواقع على علم بوجودهم".

ودانت الصين، الخميس، "بشدة" عملية التفجير التي استهدفت الفندق حيث كان يقيم السفير الصيني في جنوب غرب باكستان، وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين بـ"الهجوم الإرهابي" الانفجار الذي وقع في بلوشستان، حيث الولايات التي يقاتل فيها الجيش الباكستاني مسلحين، والتي خصصت فيها بكين استثمارات كبيرة في إطار مشروعها "طرق الحرير الجديدة"، بحسب "فرانس برس".