اختلفت القيادات الفلسطينية فيما إذا كان ما يجري في فلسطين انتفاضة أو لا، فبعضهم وصف ما يجري بالانتفاضة وآخرون قالوا إن الانتفاضة “لا تأتي بكبسة زر”، فيما أشار آخرون إلى أن التصعيد الإسرائيلي الهدف منه هو خلط الأوراق من أجل قصف قطاع غزة.
غزة
anf
الأربعاء, ١٤ أكتوبر ٢٠١٥, ٠٩:٤٧
اختلفت القيادات الفلسطينية فيما إذا كان ما يجري في فلسطين انتفاضة أو لا، فبعضهم وصف ما يجري بالانتفاضة وآخرون قالوا إن الانتفاضة “لا تأتي بكبسة زر”، فيما أشار آخرون إلى أن التصعيد الإسرائيلي الهدف منه هو خلط الأوراق من أجل قصف قطاع غزة، وأشاروا أن غزة لن تترك الضفة الغربية وحيدة.
وباتت الأحداث تتطور وتتبدل في فلسطين بشكل مستمر وتتوجه للتصعيد بعد أن بدأت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وفقدان المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين لحياتهم، وفي ظل هذه الأوضاع لا تزال الأطراف الفلسطينية تعاني التشتت ولكل منها رأيها في ما يجري من أحداث على الساحة الفلسطينية.
حيث أكد القيادي في حركة حماس الدكتور غازي حمد إن الذين يتحدثون عن انتفاضة ثانية وثالثة ورابعة ينسون أن المسألة ليست «موسمية» وقال “إن مقاومة الاحتلال هي جزء أصيل مرتبط بالحالة الفلسطينية دوماً”.
وأشار حمد إلى أن بعض الناس يتحدثون وكأن الانتفاضة تأتي «بكبسة رز» وتابع قائلاً “لا المقاومة ولا الانتفاضة يجب أن تخضع للمغامرات أو الشحنات العاطفية أو الاندفاعات الحماسية بل يجب أن توضع ضمن سياق وطني يضمن أن تكون للانتفاضة نتائجها وثمراتها السياسية التي تقرب من لحظة نهاية الاحتلال”.
ونوّه حمد إلى أنهم سبق أن خاضوا انتفاضتين ودفعوا فيها الآلاف من “الشهداء والجرحى”، وعبر عن أسفه لعدم نجاح القيادات الفلسطينية في استثمار الانتفاضتين في الحصول على مكاسب سياسية وقال “بل فجعنا باتفاقات أوسلو التي أجهضت الكثير من تضحياتنا”.
وأكد حمد أن كل عمل وطني يجب أن يدرس ويحسب جيداً بعيداً عن الشعارات والموجات الحرارية، خاصة وأنها تقف أمامهم الكثير من المعوقات مثل “السلطة المرتبطة باتفاقات أوسلو، الانقسام البغيض والحالة العربية المشرذمة”.
وأضاف حمد “مواجهة إسرائيل يجب أن لا تكون تقليدية بل إبداعية، نوعية، مؤثرة، تضرب في العصب، تغير حالة الروتين، وتشعر دولة الاحتلال بالثمن الباهظ الأمر الذي سيجبرها حتماً على النزول من شجرة الغطرسة”.
فيما أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب على أن إسرائيل تحاول خلط الأوراق بتصعيده الأخير، لينقل الأحداث إلى قطاع غزة .
وأضاف “إن الاحتلال والمستوطن الإسرائيلي قد فقد أمنه الشخصي في الضفة الغربية لهذا يحاول التصعيد في قطاع غزة لاستعادة هيبته وقوته”.
وأكد حبيب أيضاً أن المقاومة الفلسطينية سترد على التصعيد الأخير ولكنها ستحدد الزمان والشكل المناسب للرد.
ونوّه أن “المقاومة في قطاع غزة لن تسمح لإسرائيل للاستفراد بالضفة الغربية، وستشارك غزة وقيادتها في المقاومة المشروعة لأنها جزء من المشهد الفلسطيني. وقال “يجب أن يتم دراسة الموقف الفلسطيني بشكل مفصل ومتين والابتعاد عن الخطأ الذي وقعنا به سابقاً والعمل على تجاهلها وتصحيحها في هذه المرحلة لاعتبارها مرحلة هامة بتاريخ القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى”.
وفي سياق متصل أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح أبو جودة النحال أن تصاعد الأمور في قطاع غزة والضفة الغربية يعتمد على تطور الأمور والتصعيد من قبل إسرائيل.
وأشار أن هجمات إسرائيل متواصلة على كافة المناطق في فلسطين سواء في غزة أو الضفة الغربية وفلسطين الداخل والشعب بأكمله يتصدى لهذه الهجمات وهو أمر دال على وحدة الشعب الفلسطيني وانتهاء الانقسام، والجميع يعلم بأنه من يقوم بالدفاع عن فلسطين هو الشعب وليس القيادات والفصائل.
وأوضح النحال إلى أن التصعيد الأخير على قطاع غزة هو محاولة من إسرائيل لخلط الأوراق وإيجاد مبررات لقصف قطاع غزة، ولكن الشعب كله سيرد على هذا ولن يقبل بأي تصعيد إسرائيلي في أي منطقة من مناطق الدولة الفلسطينية.
وأكد الخبير والمحلل السياسي حسن عبدو إن الحالة القائمة على الأرض تفتح الأبواب لكافة الخيارات أمام المواطنين الفلسطينيين فلا يمكن استبعاد أي خيار ناجم عن ردود أفعالهم، وأشار أن العنف يولد المزيد من العنف والتصعيد وإن إسرائيل استخدمت العديد من الطرق “البشعة” بقتل الأطفال والفتيات الفلسطينيات مما سيضع الاحتمال لانفجار الشارع الفلسطيني بأي لحظة.
وأوضح عبدو أن ما يلفت النظر في هذه الانتفاضة هو مشاركة الفتاة الفلسطينية الصغيرة في السن، حيث أن المقاومة ليست مقتصرة على الشباب.
وقال عبدو “الانتفاضة الآن تختلف اختلافاً كلياً عن الانتفاضة الثانية، حيث أن الاختلاف الكبير الذي لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار أن هذه الانتفاضة تتم في سياقات الحرب على الإرهاب في المنطقة بأكملها”.
وعبر عبدو عن أسفه لأن القيادة الفلسطينية ما زالت جالسة لا تدرك خطورة الموقف الذي يحصل على الساحة الفلسطينية وخصوصاً في ظل إغلاق ملف المصالحة وتركه بين الدروج.
وقال “إن ما يتعلق بقدوم الوفد الفلسطيني من الضفة للقطاع فهو شيء من العدم وهو عبارة عن أقوال وحديث لأنه لا يوجد توافق واتفاق بين الجانبين ومطالبة حركة حماس بأن تقوم السلطة بإرسال رسالة رسمية للحركة لموافقتها بقدوم واستقبال الوفد أو الرفض من قبلهم يدل بأن الحركة تعمل لمصالحها الشخصية ولا تهتم بشؤون البلاد”، مشيراً أنه يوجد أفراد من الحركة قاموا بالتواصل مع المنظمة ورحبوا بالوفد وتفاهموا على البنود الأساسية التي سيتم الحديث عنها.
وعن القصف الأخير من قبل إسرائيل لقطاع غزة قال عبدو “إنه أمر عادي لأن إسرائيل تنظر إلى أنه يوجد لديها عدوان، أحدهم بالضفة الغربية والآخر في قطاع غزة وهو الشعب وتعمل الآن بأسلوب الترهيب والتخويف بدافع الحفاظ على أمنها”.