في ظل استمرار انتفاضة القدس التي اندلعت في الثالث من أكتوبر المنصرم وتزايد الأوضاع حدة وارتفاع أعداد الضحايا من كلا الجانبين إلا أنه يغيب الإعلام الفلسطيني بشكل ملحوظ عن الساحة الميدانية لنقل الحقيقة واعتماده على الرواية الإسرائيلية.
وبالحديث عن هذا الأمرمع محللين وقيادات حزبية بفلسطين حيث قال المحلل السياسي لحركة الجهاد الإسلامي حسن عبدو إن الإعلام العالمي يهيمن عليه اللوبي الصهيوني ويتحكم به في معظم أرجاء العالم ويهدف بالمقام الأول بسحق الشعوب المضطهدة “الفلسطيني والكردي” بكونهما الشعبان العقبة بوجه العالم حسب نظرهم وتقوم جميع قوى العالم بمحاربتهم وطمس معالمهم.
ولكني أقول بأننا الشعبين الأكثر نضالاً على وجه الخليقة ولكوننا شعبين مضطهدين ونقوم بواجبنا نحو بلادنا، وعلى الرغم من قيام الحركة الصهيونية العالمية بالسيطرة على الإعلام العالمي إلا أنه استطاع كلا الشعبين بتكوين إعلام حر وصل صوته لكافة أرجاء العالم.
وعلى الرغم من أن الحكومات العالمية تصدق الرواية الصهيونية بكافة ألوانها وأشكالها ولكن استطاع كل من الإعلام الكردي الحر والإعلام الفلسطيني غير الحزبي والرسمي بإيصال أصواتهم للشعوب.
ونوه بأن الإعلام الفلسطيني بشكله فإن معظمه بل تقريباً جميعه يتبع للأحزاب والقيادات وهذا يخلق نوع من عدم النزاهة والشفافية المهنية لأنها تصبح مهنة غير متكاملة المحاور وبالإضافة إلى الإعلام الحكومي الرسمي المقصر بعمله وبشكل كبير.
وهذا يجعل عدم وجود سياسة إعلامية فلسطينية واضحة المعالم والدليل على ذلك اعتماد الإعلام الحزبي والرسمي الفلسطيني على الرواية الإسرائيلية بظل أحداث الانتفاضة على الرغم بأنهم يعلمون بأنها كاذبة ومضللة وأتمنى أن لا يحصل في كردستان الشقيقة ما يحصل بنا من اختلال بمنظومة الإعلام.
وقال مع انعدام الرواية الفلسطينية بتغطية الأحداث الجارية بالساحة الفلسطينية من قتل ودمار يهل بالفلسطينيين يعود أحد أسبابة للهو القيادات الفلسطينية بالإشكاليات الداخلية والإعلام المحلى للأسف يترقب أي أمر بهذا الخصوص وليس بدافع نقل الحقيقة بل لإثارة التوتر بالمكان.
وأضاف عبدو لا أنكر بأنه استطاع الكادر الشبابي بكلا البلدين أن يدركوا خطورة الموقف من كافة الجوانب وأصبح التفكير في كيف يوصلوا صوتهم إلى الشعوب بأسلوب حقيقي يحمل الهم والظلم الذي تعرضوا له بشكل مستمر .
وأشار أنني سأقولها وبكل وضوح إن الكادر الشبابي بكلا الشعبين استطاع أن يغير مسار البوصلة إلى الطريق المناسب من خلال الإعلام الإلكتروني الذي أوصل صوت الشعوب المضطهدة إلى كافة بقاع الأرض.
وإن المرحلة الانتقالية منذ الأعوام الأخيرة كانت الفترة التي تم من خلالها إيصال صوت الشعب إلى أكبر عدد من الشعوب على الرغم من الصعوبات التي واجهت الشباب الإعلاميين .
وقال إن الإعلام الإسرائيلي وحكومته قامت بتشبيه السكين الفلسطينية الثائرة بالسكين الداعشية الفاشية التي ذبحت أشقائنا بكردستان ولكن أقولها وبشدة إن المرتزقة الداعشية والمرتزقة الإسرائيلية هما المسؤولين عن ما يحدث بكلا البلدين من سفك للدماء.
وأنني على يقين محتم بأن القهر والظلم سيزول رغم المؤامرات ضدنا وكما أتمنى أن يكون التحرير لكلا البلدين بيوم واحد لتغمر الفرحة كافة بقاع الأرض ولنوصل صوتنا لكافة الحاقدين علينا.
وأما عضو المكتب السياسي كايد الغول بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدأ حديثة بالأسف والندم على ما نراه من الإعلام الفلسطيني الرسمي والحزبي باعتماده على الرواية الإعلامية الإسرائيلية .
وهذه تعتبر أكبر ثغرة تاريخية تسجل على فلسطين والإعلام الفلسطيني الذي عرف منذ انطلاقته بالإعلام الجريء صاحب الرواية المستقلة ويحمل هموم شعبه إلى العالم وبالفعل قد وصل إلى معظم المجتمعات العالمية.
قال لكن ما نشهده الآن هو أن معظم الأخبار المتداولة في إعلامنا يكتب نقلاً عن مصادر عبرية أو ذكر موقع عبري فهل هذا يعني بأن فلسطين لا يوجد لديها إعلام مستقل، مضيفاً مع العلم انه يوجد ما يزيد عن 35 وكالة فلسطينية محلية منها 20 وكالة محلية حزبية ورسمية ويزيد عن 1000 مراسل لهم بفلسطين أفلا يكفي هذا لتغطية أحداث الانتفاضة.
ونوه بأن الإعلام سلاح ذو حدين لذلك تقوم الحركة الصهيونية العالمية بالتحكم به لكونه من أخطر الأسلحة العالمية وبالفعل فإنها تحكمت ولكن استطاع كلا الشعبين المضطهدين الفلسطيني والكردي بتخطي الخطوط الحمراء وإيصال أصواتهم.
ولكنني أقول بأن الفلسطينيين قد تراجعوا باعتمادهم على الرواية الفلسطينية وذلك يعود لغياب الوحدة الفلسطينية وأصبح الإعلام ينتظر متلهفاً إلى أي حدث عن الملف الفلسطيني الداخلي لكي يبدأ يذم بهذا ويمدح بذاك وتبدأ الأوضاع بالتوتر أكثر مما كانت عليه سابقاً.
وأضاف بالمقابل لا أستطيع أن أغيّب دور الشاب الفلسطيني الذي يعمل ليلاً نهاراً لأجل وطنه ويقوم بنقل الحقيقة كما هي للعالم أجمع وذلك بظل صعوبة الإمكانيات المتاحة أمامهم ولكنهم سخروا من المواقع الإلكترونية وسيلة سريعة لإيصال صوت بلادهم من خلالها.
وأشار فهذا خلق نوع من التوازن بالمعادلة الإعلامية وما أتمناه من هؤلاء الشباب الاستمرار ولا أستطيع أن أنكر جهود الكادر الشبابي الإعلامي الكردي بخدمة بلادهم حتى لو كلفهم ذلك حياتهم وأتمنى أن ننظر لبعضنا البعض لكي نتعلم من أخطائنا .
وختم حديثه إنني أوجه رسالتي للقيادة الفلسطينية كفاكم استهتاراً وغياباً عن شعبكم وأتمنى من الإعلام الفلسطيني أن يصحو من غفلته التي ستذهب بنا إلى الهلاك والدمار لكي نجلس تحت غطاء واحد يحمل اسم فلسطين.
وبالإضافة إلى أنني لا أريد للأخوة الأشقاء الكرد بأن يقعوا بما وقعنا به من أخطاء باتباع استراتيجية النضال المسلح فقط وعدم دعم الإعلام بل يجب أن تقوم بدعم الإعلام لكونه سلاح فتاك واتباع الفكر التحرري والنضال فكرياً وعلمياً إلى جانب النضال العسكري لأجل نيل الحرية الكاملة.
...