خلال الزيارة التي قام بها ماكرون خلال يومين الى كييف وموسكو إضافة الى برلين، افاد في تصريح للصحافيين انه عليهم إيجاد طرق ووسائل معاً للانخراط في حوار حازم مع روسيا، مشدداً على أن هذا هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في أوكرانيا"، وفق فرانس برس.
من جهته أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن برلين "موحدة" مع باريس ووارسو حول هدف المحافظة على السلام في أوروبا.
وقال شولتس للصحافيين: "نحن موحدون حول هدف المحافظة على السلام في أوروبا عبر الدبلوماسية والرسائل الواضحة والرغبة المشتركة في التحرك معاً".
بدوره شدد الرئيس البولندي أندريه دودا على أن تجنب حرب في أوروبا أمر ممكن، مؤكداً أنه "علينا إيجاد حل لتجنب اندلاع حرب. كما سبق أن قلت، هذه مهمتنا الرئيسية. أعتقد أننا سنحققها".
يشار إلى أن موسكو تضغط على كييف لتقديم تنازلات لمتمردين مدعومين من روسيا في الشرق الأوكراني يخوضون معارك في مواجهة القوات النظامية منذ العام 2014 في إطار نزاع أودى بأكثر من 13 ألف شخص.
وفي كييف أعلن ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أنه انتزع من أوكرانيا وروسيا "تعهداً مزدوجاً" باحترام اتفاقيات مينسك للسلام التي أبرمت عام 2015 بشأن النزاع في شرق أوكرانيا.
كما صرح في مؤتمر صحافي مشترك أعقب محادثاته مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق الثلاثاء: "لا يمكننا التقليل من شأن لحظة التوتر التي نعيشها"، مشدداً على أنه "لا يمكننا حل هذه الأزمة عبر عقد محادثات على مدى بضع ساعات... ستسمح لنا الأيام والأسابيع والشهور المقبلة بتحقيق تقدم".
كذلك أعلن أنه يرى إمكانية للمضي قدماً باتجاه خفض حدة التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا. وكشف أنه حصل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء محادثاتهما، على تأكيد "بعدم حصول تدهور أو تصعيد" في الأزمة بين موسكو والغرب حول أوكرانيا.
بدوره، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن يمهد اجتماع مرتقب الخميس في برلين لكبار المسؤولين الطريق لقمة تجمع قادة كل من روسيا أوكرانيا وفرنسا وألمانيا بهدف إعادة إحياء خطة السلام المجمدة.
وكان ماكرون أول رئيس لدولة غربية يلتقي بوتين منذ تصاعد التوتر في ديسمبر. ويلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس بدوره بوتين في موسكو في 15 فبراير بعد محطة له في كييف أيضاً.
إلى ذلك قال بوتين، الذي طالب حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بضمانات أمنية واسعة، بعد محادثاته مع ماكرون، إن موسكو "ستبذل كل ما في وسعها لإيجاد تسويات تناسب جميع الأطراف".
وأشار إلى أن مقترحات تقدم بها ماكرون بإمكانها أن "تشكل أساساً لخطوات إضافية" باتجاه تخفيف حدة الأزمة المرتبطة بأوكرانيا، دون أن يقدم تفاصيل. لكنه لم يتطرق إلى ما الخطوات التي يعتزم اتخاذها بشأن عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين عند حدود أوكرانيا.
وندد بوتين مجدداً برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافياً أن يكون هدد أوكرانيا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن بوتين وافق على البحث في مقترحات قدمها ماكرون. ولفت قصر الإليزيه لتعهد الجانبين "بعدم إطلاق مبادرات عسكرية جديدة، ما من شأنه التهيئة لاحتواء التصعيد".
يذكر أن كييف كانت حددت الاثنين 3 "خطوط حمر" تقول إنها لن تتجاوزها من أجل التوصل إلى حل وهي: عدم تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بسلامة الأراضي الأوكرانية وعدم الخوض في أي محادثات مباشرة مع الانفصاليين وعدم السماح بأي تدخل في سياستها الخارجية.
عسكرياً تعهدت روسيا سحب قواتها المنتشرة في بيلاروسيا في إطار مناورات عسكرية تنتهي في فبراير. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيكسوف إن "أحداً لم يقل إن القوات الروسية ستبقى في بيلاروسيا".
وواصلت موسكو الثلاثاء تعزيز قواتها قرب أوكرانيا وأعلنت أن 6 سفن حربية في طريقها من البحر المتوسط إلى البحر الأسود للمشاركة في مناورات بحرية دولية مقررة مسبقاً.
في المقابل، صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لقناة تلفزيونية محلية أن كييف تخطط لإجراء تدريبات خاصة بها تستخدم خلالها صواريخ مضادة للمدفعية زودها بها الغرب وطائرات قتالية مسيّرة تركية، وذلك رداً على التدريبات الروسية-البيلاروسية.
وأرسلت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة تعزيزات عسكرية إلى أوروبا. ووصلت دفعة أولى من العسكريين الأميركيين قوامها 100 جندي إلى رومانيا.