تزامناً مع تصاعد الأزمة الأوكرانية، عبرت ست سفن حربية روسية وغواصة، مضيقي البوسفور والدردنيل إلى البحر الأسود فيما أسمتها موسكو بـ "التدريبات البحرية" بالقرب من مياه أوكرانيا.
تم التوقيع على اتفاقية مونترو الدولية في عام 1936 بعد أن طلبت تركيا تغيير الطريقة التي يتم بها رصد المضائق، نتيجة شعورها بالقلق إزاء التحركات التوسعية في المنطقة والبنود الواردة في معاهدة لوزان بشأن المضائق.
وطالبت تركيا حينها بحق السيطرة الكاملة على مضيقي البوسفور والدردنيل، حيث اتفقت كل من المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي وفرنسا على أن تسيطر تركيا على المضيقين.
و بموجب الاتفاقية، تسيطر تركيا على مضيقي البوسفور والدردنيل وسلطة تنظيم عبور السفن الحربية البحرية، كما يضمن حرية مرور السفن المدنية في أوقات السلم ويحد من مرور السفن غير التابعة لبلدان البحر الأسود.
وفي زمن الحرب، يسمح لتركيا بإغلاق المضيق أمام جميع السفن الحربية الأجنبية أو عندما تكون هي مهددة بالعدوان.
كما يمكنها رفض عبور السفن التجارية من البلدان التي هي في حالة حرب مع تركيا وتحصين المضائق في حالة نشوب نزاع.
ويتوجب على كافة الدول الأخرى التي ترغب بعبور سفنها، إخطار تركيا قبل 15 يوماً، في حين يجب على دول البحر الأسود تقديم إشعار في مدة ثمانية أيام.
ويمكن لبلدان البحر الأسود إرسال غواصات عبر المضائق مع إشعار مسبق، ما دامت بُنيت أو أرسلت لإصلاحها خارج البحر الأسود، كما يمكن عبور الطائرات المدنية على طول الطرق التي تسمح بها الحكومة التركية، ولا يتضمن الاتفاق قيوداً على مرور حاملات الطائرات، لكن أنقرة تقول إنها تسيطر على ذلك أيضاً.
وقد أثارت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار للعام 1994 دعوات إلى تنقيح مونترو، بيد أن تركيا ليست من الدول الموقعة على الاتفاق بسبب خلافاتها طويلة الأجل مع اليونان، ومن ثم ظل الاتفاق قائماً.
ومنذ اندلاع التوترات حول أوكرانيا، اكتفى المسؤولون الأتراك بتأكيد "الدور الفعال" لاتفاقية مونترو "في الحفاظ على السلام الإقليمي"، ولم يحددوا الموقف الذي سوف تتخذه تركيا في حال اندلاع حرب.
وقال رجب طيب أردوغان في تعليقه على الأزمة الأوكرانية: أن تركيا ستقوم بما يتوجب عليها كحليف في حلف شمال الأطلسي، في حال شنت روسيا غزواً على أوكرانيا.
وتعتمد تركيا على روسيا في مجال الطاقة والسياحة، وقد أقامت تعاوناً وثيقا مع موسكو في مجال الطاقة والدفاع في السنوات الأخيرة.
وفي العام 2008، عندما اعترفت روسيا باستقلال المنطقتين الجورجيتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، رفضت أنقرة طلبات الولايات المتحدة بالسماح للسفن الحربية بالمرور عبر المضيق في وقت كانت تعتمد فيه على روسيا للحصول على السلع والتجارة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، منع اتفاقية مونترو دول المحور من إرسال قوات بحرية عبر المضيق لمهاجمة الاتحاد السوفيتي.
واشتدت الأزمة بعد أن أعلنت موسكو، الاثنين، "استقلال" منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي يسيطر عليهما الانفصاليين الموالين لموسكو، في خطوة لاقت استنكاراً واسعاً.
و في تصاعد المخاوف بشأن مواجهات عسكرية واجتياح روسي لأوكرانيا، كلف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قوات الجيش الروسي بـ "حفظ السلام" في المنطقتين، ودعت موسكو إلى استدعاء قوات من الخارج.
وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على الانفصاليين المسيطرين على المناطق التي أعلن بوتين استقلالها عن أوكرانيا، في حين يبحث الاتحاد الأوروبي خطط لفرض عقوبات إضافية.