في تأكيد له على أن بلاده تُسرِع في خطة الانسحاب والإجلاء من أفغانستان، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن: "كلما استطعنا الانتهاء مبكرا كان ذلك أفضل.. فكل يوم من العمليات يجلب مخاطر إضافية لقواتنا".
كما أن المخاوف الأمنية من وقوع هجمات إرهابية، لم تقتصر على جو بايدن، فقد حذر الجيش الألماني يوم أمس من ارتفاع الضغط في محيط مطار كابل، وورود معلومات حول تسلل عناصر من داعش بين الوافدين إلى مطار كابل.
ولا شك أن التغييرات السريعة خلال الأيام الماضية في البلاد التي شهدت 20 عاماً من الحرب على الإرهاب بقيادة أمريكية، أعادت بقوة احتمال عودة ظهور القاعدة، التنظيم الذي هاجم الولايات المتحدة بضراوة في الحادي عشر من أيلول عام 2001.
وفي هذا السياق، أكد كريس كوستا، الذي كان مسؤولا في مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوكالة أسوشيتد برس، أنه "مع الانسحاب السريع للقوات الأمريكية وصعود حركة طالبان في أفغانستان، أعتقد أن القاعدة لديها فرصة، وسوف تستغل هذه الفرصة" مؤكداً على أن ما حدث في أفغانستان حافزٌ قوي للمتطرفين في كل مكان.
ولعل في الكلام عن تحفيز المتطرفين شيئا كبيرا من الدقة، حيث يراه مراقبون في "الهبّة" التي طفت إلى السطح بعد سيطرة طالبان على العاصمة كابل، حيث تقاطرت برقيات التهنئة من مجموعات متشددة ومتطرفة سواء في اليمن أو سوريا أو غيرهما.
فإلى جانب القاعدة، تبرز المخاوف أيضا من وقوع هجمات لتنظيم داعش.
ويذكر أن تواجد القاعدة تضاءل بشكل كبير في أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب على الإرهاب، فيما لم يتضح ما إذا كان التنظيم لا يزال يملك القدرة في المستقبل القريب على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة على غرار ما حصل في الحادي عشر من ايلول.
لكن تقريراً صدر عن مجلس الأمن الدولي في حزيران الماضي أكد أن القيادة العليا لتنظيم القاعدة ما زالت موجودة داخل أفغانستان إلى جانب مئات من العناصر المسلحة!