بعد أكثر من عقدين من الزمان، تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من قاعدة باغرام الجوية، التي تعتبر مركز عملياتها ضد تنظيم القاعدة الإرهابي وحركة طالبان الأفغانية، منذ أحداث 11 أيلول 2001.
أشار مسؤول أمريكي في مجال الدفاع إلى أن قوات الناتو والتي تشكل القوات الأمريكية مركز ثقلها، غادرت بالفعل قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، دون تسليمها رسمياً إلى اية جهة أفغانية حكومية.
وأضاف المسؤول الأمريكي بأن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان أوستن ميلر، لا يزال ممسكاً بزمام الأمور ولديه القدرة الكافية على حماية القوات المتبقية في أفغانستان.
ويرى مراقبون بأن هذا الانسحاب الأمريكي، مؤشر على جدية الولايات المتحدة الأمريكية في مسألة الانسحاب الكامل من أفغانستان.
وقد حدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تاريخ الحادي عشر من شهر أيلول القادم، موعداً نهائياً للانسحاب الأمريكي، وذلك تزامناً مع الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي استهدفت برجي مركز التجارة الدولية في مدينة نيويورك الأمريكية.
ومن الملفت للنظر أن الانسحاب الأمريكي يحدث وسط تصاعد أعمال العنف التي تشهدها أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان على عدة أقاليم بعد هجمات واسعة في مختلف أنحاء البلاد.
ومن جانبها عززت قوات الأمن والدفاع الأفغانية من سيطرتها على محيط المدن الرئيسية، تحسباً لأية هجمات مباغتة من حركة طالبان متزامنة مع الانسحاب الأمريكي.
وتقع قاعدة باغرام الجوية على بعد 50 كم شمال شرقي العاصمة الأفغانية كابول، حيث تعتبر إحدى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
ولم يتضح بعد وقت وآلية تسليم القاعدة رسمياً للقوات الأفغانية، حيث ستشكل قدرة القوات الأفغانية على المحافظة على سيطرتها في قاعدة باغرام الجوية، مسألة محورية في ضمان أمن العاصمة كابول والمناطق المجاورة ومواصلة الضغط على حركة طالبان.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن "العمليات مستمرة ضد حركة طالبان، ولنا القدرة على التصدي لهجماتها، كما ألحقنا خسائر كبيرة بصفوفهم".
ويتواجد حوالي 7000 فرد من قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، تشكل القوات الأمريكية عمودها الفقري واليد الضاربة فيها.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية تحديد موعد مغادرة آخر جندي أمريكي لأفغانستان، بحجة مخاوف أمنية، إلا أن المفاوضات لا تزال جارية بخصوص حماية مطار حامد كرزاي في العاصمة كابول، حيث لا يزال الجنود الأمريكيين والترك يقومون بمهمة حماية المطار.
وتجدر الإشارة إلى دخول الدولة التركية على خط الأزمة الأفغانية، حين أبدى رأس النظام التركي أردوغان استعداد بلاده الدخول إلى أفغانستان وحماية مطار كابول، بشرط أن يتلقى الدعم اللازم من الولايات المتحدة الأمريكية.
