أبوالغيط: المرحلة تستوجب استثماراً أكبر في صناعة محتوى بلغات أجنبية كالفارسية والعبرية

شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الجلسة الافتتاحية للدورة (17) للملتقى الإعلامي العربي، داعيا إلى تطوير المحتوى الاعلامي العربي بالانترنت.

قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن المرحلة الحالية تستوجب استثماراً أكبر في صناعة محتوى عربي على الانترنت، بلغات أجنبية ذات تأثير واسع، مثل الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، فضلاً عن اللغات ذات الصلة بقضايانا كالفارسية وحتى العبرية، وذلك بهدف الوصول إلى عقل الآخر والتأثير فيه، والدفاع عن صورة المجتمع العربي وقضاياه، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ويلاحظ أن الأمين العام لم يذكر اللغة التركية التي تعد من اللغات الشرقية التي طالما حاولت تركيا نشرها من خلال مراكزها "الثقافية" حول العالم، ولاسيما بالمنطقة العربية منذ احداث العام 2011.

واعتبر الأمين العام في كلمته بالملتقى الاعلامي العربي "إن الأمر لم يعد وقفاً على الإعلام بمفهومه التقليدي ولا بالاتصال بأدواته الجديدة، وإنما يتعين الالتفات أيضاً إلى ما يطلق عليه الإعلام البديل أو إعلام المواطن، الذي تجاوز التفاعل مع الإعلام الرسمي والموجه إلى صناعة إعلام خارج الرقابة، وهو واقع جديد ينبغي على مؤسساتنا ومجتمعاتنا التفاعل معه، وعدم ترك ساحته أو إغفال أهميته، وذلك رغم الانفلاتات التي ينطوي عليها هذا النوع من الإعلام، وما يشيعه في بعض الأحيان من فوضى وبلبلة، ومن المهم أن يكون للمؤسسات الرسمية تواجد ذكي في هذا المشهد الإعلامي الجديد، وذلك في إطار صيانة الحق في التعبير الحر، وحماية الأمن الوطني والمصالح العليا للدولة، وأيضاً لضمان أن يكون الإعلام الجديد هادفا حاملا لمضامين تشكل قيمة مضافة في تطور مجتمعاتنا."

وحذر الأمين العام مما أسماه "خطر التلاعب بالعقول"، قائلا "إذا كانت هناك حروب تستخدم فيها أدوات القتل، فإن الأخطر اليوم هو التلاعب بالعقول، وتوجيه الرأي العام من خلال معلومة خاطئة، أو صورة مفبركة ومركبة، وتُشير الأرقام والإحصائيات إلى أن الحضور العربي في محتوى الأنترنت لا يتجاوز 3 بالمائة. فالعرب، وللأسف الشديد، ما زالوا مجرد مستهلكين للمحتوى، وليسوا منتجين له وهو ما يضعف قدراتنا على الوصول إلى الآخر والتأثير فيه.. كما أننا نجد أنفسنا في موقع المستقبِل لما ينتجه الآخرون من محتوى يستهدفنا.. ويؤثر فينا.. ويشكل وعينا."

شاركت جامعة الدول العربية في الملتقى الإعلامي العربي بدولة الكويت، والذي ستنطلق دورته الـ17 السبت وتستمر لمدة ثلاثة أيام عن طريق تقنية الاتصال المرئي وتحت رعاية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وذلك في إطار التنسيق والتعاون مع الهيئات والاتحادات العربية الممارسة لمهام إعلامية، والتي تعمل تحت مظلة مجلس وزراء الإعلام العرب.

وسيناقش الملتقى خلال جلساته الثلاث العديد من القضايا التي تهم "تحولات الإعلام العربي" و"تأثير المحتوى في الخطاب الإعلامي" و"صناعة المحتوى في الدراما العربية" بمشاركة نخبة من الإعلاميين والخبراء وصناع المحتوى.